الرياض تستضيف منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة لمناقشة مستقبل العمل الإنساني
الإثنين 24/فبراير/2025 - 01:39 م

فاطمة بدوي
طباعة
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انطلقت اليوم في الرياض أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة، والذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بمشاركة واسعة من القادة والمانحين والخبراء في مجال العمل الإنساني على المستوى الدولي، تحت شعار "استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية".
ويهدف المنتدى ليكون منصة عالمية لتعزيز الحوار بين الجهات الفاعلة في العمل الإنساني، ومناقشة الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة في ظل الأزمات العالمية الراهنة، كما يسعى إلى تعزيز قنوات الاتصال بين القادة والمانحين والعاملين في المجال الإنساني، وتفعيل النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام لضمان تحقيق استجابة إنسانية أكثر استدامة وفعالية.
من جهته أكّد المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة على أن المنتدى يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المجتمعات الإنسانية تحديات غير مسبوقة تتطلب استجابة أكثر كفاءة وابتكارًا، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين الحكومات والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأكثر احتياجًا. كما أشار إلى أن المنتدى سيكون فرصة فريدة لتطوير استراتيجيات جديدة، وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في مجال المساعدات الإنسانية.
وبدأ المنتدى بجلسة نقاشية حول الدبلوماسية الإنسانية في النزاعات ومستقبل الاستجابة الإنسانية، حيث سيتم تسليط الضوء على الجهود المبذولة لضمان وصول المساعدات في مناطق النزاع، وإيجاد حلول دبلوماسية تعزز العمل الإنساني، إلى جانب جلسات متعددة تناقش قضايا حيوية، من أبرزها الوصول الإنساني وسلسلة التوريد والتحديات التي تواجه إيصال المساعدات، بالإضافة إلى تطور استراتيجيات الإعلام والاتصال في الأزمات الطارئة، والدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في تحسين الاستجابة الإنسانية.
وشهد المنتدى أيضًا الإطلاق الرسمي لنداء الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية للعام 2025م، والذي يهدف إلى وضع خطة متكاملة للاستجابة للأزمات الصحية الطارئة حول العالم، كما سيكون لموضوع الذكاء الاصطناعي في العمل الإنساني مساحة خاصة، حيث سيتم استعراض أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال، وكيفية توظيفها لتحسين كفاءة الاستجابة الإنسانية، كما سيتم مناقشة سبل مكافحة شلل الأطفال وتعزيز الأنظمة الصحية في ظل الأزمات الإنسانية المتزايدة.
ويناقش المشاركون في المنتدى إعادة الإدماج ومعالجة النزوح في ظل الصراعات المتزايدة، بالإضافة إلى مناقشات معمقة حول التطوع الإنساني الدولي، والعمل الإغاثي من منظور القانون الدولي الإنساني، والجهود المبذولة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات خلال الأزمات الإنسانية.
وفي اليوم الثاني سيتم التركيز على دور الابتكار في العمل الإنساني، بالإضافة إلى دمج أهداف التنمية المستدامة في الممارسات الإنسانية من خلال تقارير فعالة وتقييم الأثر والمساهمات التنموية، كما سيتم تسليط الضوء على التغير المناخي وتأثيره في العمل الإنساني، إلى جانب استعراض الابتكارات والحلول لتعزيز الرعاية الصحية والتغذية للأمهات والأطفال في البيئات الهشة.
ويختتم المنتدى أعماله بمناقشة دور المؤسسات في قيادة العمل الجماعي لدعم الأطفال والمجتمعات الضعيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأهمية وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية في العمل الإنساني، إلى جانب احتفال خاص بمناسبة مرور 75 عامًا على اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين في النزاعات، بتنظيم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويعكس المنتدى الدور الريادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم العمل الإنساني على مستوى العالم، من خلال إيجاد منصات للحوار والتعاون وتبادل الخبرات، بهدف بناء استجابة إنسانية أكثر فاعلية، قائمة على الابتكار والشراكات المستدامة، بما يسهم في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم.