المواطن

عاجل
بعد مانشرته " المواطن" ضبط شخصان لقيامهما بالنصب والإحتيال على عدد من أسر نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل مد فترة التقدم لـ 10 أيام بدلا من أسبوع في هذا الطرح استجابة لطلبات المستثمرين لاستيفاء المستندات المطلوبة نظرا لمواعيد شهر رمضان المبارك افتتاح أولى دورات التربية الوطنيَّة للإناث بجامعة الزقازيق لدعم الأسر الأكثر إحتياجاَ...محافظ الشرقية يشهد تسليم كروت شراء مواد غذائية بقيمة 750 ألف جنيه رئيس الوزراء : إجمالي قيمة تعويضات "رأس الحكمة" التي تم صرفها تزيد على 6 مليارات جنيه نصائح لاولياء الامور لتدريب ابنائهم غير مكلفين بالصيام علي الصوم وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة..وتلتقي عدداً من الأسر الراغبة في كفالة أبناء بنظام الأسر البديلة الكافلة وزير الإسكان: إجراء القرعة العلنية بين المتقدمين لحجز قطع أراضي ووحدات "مسكن" بمدينة 6 أكتوبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي يلتقي بنظيره التونسي لبحث تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين البلدين وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يتوجه لدولة الإمارات العربية المتحدة لترأس وفد مصر باجتماعات الدورة الرابعة للجنة الإقتصادية المصرية الإماراتية المشتركة
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

د. سعيد اسماعيل يكتب .. يكيف ينتج التعليم مقهورين؟!

الثلاثاء 25/فبراير/2025 - 03:24 م
د. سعيد اسماعيل متخصص
د. سعيد اسماعيل متخصص في التربية
المــــــــــواطن
طباعة
أودع الخالق جل وعلا فى مخلوقه المتميز ، الإنسان ، من الطاقات والإمكانات ما يصعب حصره ، حتى أننا ، ومنذ قرون طويلة ، نجد العلماء ، فى كل تخصص ، يكشفون دائما عن جديد ، مؤكدين فى الوقت نفسه أن ما توصلنا إلى معرفته ما زال – فيما يبدو – قطرات من بحر ، ولعل هذا مغزى قوله سبحانه وتعالى فى قرآنه المجيد ( وفى أنفسكم أفلا تبصرون ) ؟
هذه الطاقات ، وتلك الإمكانات هى بمثابة " المادة الخام " ، تحتاج دائما إلى " اكتشاف " ، ثم إلى " تنمية " ، ثم إلى " استثمار " 000
وقد تفنن علماء التربية والنفس والاجتماع فى مختلف السبل والنُهج التى عن طريقها يمكن تنمية ما يتم الكشف عنه من طاقات الإنسان وقدراته ، لكنها جميعا أشبه بوسائل النقل التى بحاجة إلى " طاقة " ، تبعث الحركة وتولد " التدافع " وتبث الحياة 000هذه الطاقة ، إنما هى " الحرية " ، وهى الديموقراطية 0
خذ على سبيل المثال الوظيفة الأساسية للعقل ، أغلى وأثمن ما وُهبه الإنسان ، ألا وهى " التفكير " ، فهل يمكن أن تكون له فاعلية إن افتقد حرية التعبير ؟ وهل يمكن أن يشهد نموا لو كان هناك قمع له وتحجيم ؟ وهل يمكن أن تتسع آفاقه وتتعدد لو عاش حصارا ومتاريس وحواجز ؟
انظر إلى هذا العصفور المحبوس فى قفص 000قد يلقى من العناية مالا يلقاه ملايين من البشر من حيث توفير المأوى وتنظيفه وتوفير الأمن والطعام والمشرب ، ومع ذلك ، إذا ما فتح له باب المحبس ، تجده سارع بالطيران مرفرفا بجناحيه كأنه يزغرد بحصوله على الحرية ، مع أنه يعلم أنه سوف يتحمل البحث عن الأمن بنفسه ، وعن المأكل والمشرب والمأوى 000هو لا يتكلم حقا ، لكن كل أحواله تقول لنا بصريح العبارة ، فليذهب الطعام إلى الجحيم ، وليذهب المشرب إلى حيث يمكن ، وليذهب المأوى أدراج الرياح ، لكن حريتى أغلى من كل الكنوز 000حريتى أثمن من كل ما تتصورون وتفكرون !
فهل يمكن للإنسان أن يقل حاجة إلى الحرية من الطير ؟
والحرية نفسها " طاقة " تحتاج إلى حسن استغلال ، ومن هنا يجئ دور التعليم فى أن يوفر من المناخ ما يدرب الإنسان على ممارسة الحرية عملا ، وسبل هذه الممارسة ، وأوجه الرشاد والفساد فى هذه الممارسة ، وأضدادها من القيود وصور الظلم والقهر ، فضلا عن الكشف عن حقوقه ، ومجالات هذه الحرية ، وسبل حمايتها ، والوعى بأسسها ومفاهيمها وحقيقتها 0
لكنها ، قد تُذبح على أبواب مؤسسات التعليم 000إنهاحكمة الله سبحانه ، عندما يضع فى الشئ الواحد الأمر ونقيضه ، كالسكين ، تقتل إذا أردت ، وتيسر لك العديد من السبل إذا أردت 000مثل النار ، تحرق إذا طواعية أو كرها ، وبها تنير وتفعل الأعاجيب لصلح الإنسان 0
هكذا التعليم 000إذا كان وسيلة لتعلم ممارسة الحرية ، فبالإمكان أيضا أن يتم استخدامه للتدريب على قبول القهر وتعوده والرضوخ للظلم ، وتعود الاستكانة ، والرضى بخصى اللسان !
كيف يكون هذا ؟
فى التعليم العام من المفروض أن يحصل الطلاب على الكثير مما ينمى عقولهم ويدرب مهارتهم ويبث الطاقة والحيوية فى قلوبهم ووجدانهم ، وهو ما يفترض أن تقوم به مناهج التعليم 0
لكن الطالب يتعلم منذ البداية أن " المهم " هو هذا الكم من المعلومات التى تضمها صفحات الكتاب المدرسى ، لأن الامتحانات لن تتوجه إلى ما يكتسبه من قيم واتجاهات ، وما قد يرقق مشاعره من وجدان ، وما قد تكون يداه قد اكتسبته من مهارات 000
وعندما يقف التعليم عند حد تزويد الطلاب بالمعارف والمعلومات ، فإنما يتعامل معه باعتباره مجرد " وعاء " يملأه المعلم ، وفى العادة فإن الوعاء لا يتأثر بالماء الذى يملأه ، ولا يكون تفاعل بين الماء والوعاء ، وبعد التفريغ يظل الماء ماء ويظل الوعاء وعاء كما كان وسيظل !
ففعل التعليم هنا يجئ إملاء وغصبا ، حيث لا موقف ولا رد فعل للوعاء وأنت تملأه بالماء !
لكن لو امتد مجال التعليم إلى ما وراء المعرفة ، ولو اتسع ليضم هذا العالم الفسيح من القيم والاتجاهات والميول والمهارات ، فجميعها بطبيعتها تعمد بالدرجة الأولى على فاعلية الطالب وإيجابيته وممارسته لحرية الاختيار 0
ويكمل من هذه الدائرة الجهنمية لتعليم المقهورين أن تجئ طريقة التعليم وفقا لنموذج المرور المعروف " السير فى اتجاه واحد ، وهو هنا من المعلم إلى الطالب 000 فهو يقوم " بصب " الماء فى الوعاء ، فماذا نريد من الوعاء فى مقابل ذلك ؟!
حقا ، ليس من طبيعة المعرفة أن يكون تلقيها سلبيا ، إذ يمكن للطالب أن يكون له دور فى تحصيلها ، ويمكن أن يكون له دور فى مناقشتها ، لكن هذا أصبح ينظر إليه على أنه مضيعة للوقت ، خاصة وأن الامتحان نفسه يلزمه مع المقرر أن يكون " حذو النعل بالنعل " أو يكون عارفا بما هو مطلوب " كما أنزل " ، وفقا للتعبير المشهور ، بمعنى ألا يزيد على ما تقرر ولا ينقص ، فلقد دخل المقرر دائرة " المقدسات " ، بل وزاد عليها ، فقد أصبحت المقدسات فى السنوات الأخيرة مسرحا لبعض اجتراءات تحت مظلة حرية الإبداع ، بينما لا يجرؤ طالب أن يفعل ذلك مع ما تقرر عليه من مقررات !!
وإذا تأملت جيدا فى الوضع الخاص بمناهج التعليم ، فسوف تجد أنها تهبط على الجميع ، معلمين وطلابا من عل 000من الإدارة المركزية لوزارة التربية والتعليم ، حيث يتم إعدادها فى أروقتها على يد كرادلة التعليم ، صحيح أن من يتولون مثل هذا الأمر يكونون عادة من كبار أساتذة الجامعات وبعض الموجهين والمستشارين ، لكن من قال أن أساتذة الجامعات هم دائما أفضل من يعدون مناهج التعليم ؟ إن للتعليم الجامعى منطقا فى التفكير والبحث والقراءة يختلف كثيرا عن مثيله فى التعليم العام ، ومن هنا فقد لا ندهش إذا كان الانطباع غير جيد عن كتاب ألفه أستاذ جامعى كبير – أو أكثر – تماما كما نعلم أن الكتابة للأطفال – مثلا – قد لا يتقنها مؤلف كبير ومفكر عظيم 0
ومشكلة كثير من الموجهين والمستشارين ، هى أنهم إذا كانوا يتفوقون على أساتذة الجامعات فى تمرسهم بمشكلات الميدان وقربهم من عقول الطلاب والمعلمين ، إلا أن الأعباء التنفيذية والعملية تحول بين كثيرين وبين متابعة التطور الحادث فى المجال المعرفى الذى تخصصوا فيه ، فتكون النتيجة معلومات ربما يكون الزمن قد تجاوزها 0
والنتيجة التى تترتب على هذا وذاك ، هى أن المعنيين بالدرجة الأولى بمحتوى المناهج ألا وهم المعلمون والطلاب ، يقف الأمر بهم عند حد " التلقى " و " الاستقبال " 00يظلون مفعولا بهم لا فاعلين ، مع أن المعلمين هم الذين يقفون عند خط الإنتاج الأول ، والطلاب هم القصد لكل ما يحدث تحت مظلة التربية والتعليم !
وعندما يكون نهج العمل هو ألا يكون " الفكر " منتجا يتم صوغه بالمشاركة ، فإنه بذلك يرسخ لقيم القهر وإشاعة أخلاقيات المقهورين ، بين شرائح مجتمعية ينظر إليها المجتمع بأنها شرائح التقدم والتنوير ، وأنها طلائع النهوض والإصلاح ، وأنها " قاطرة " التغيير والتجديد ، لكنهم يجدون أن التعامل معهم لا يتم إلا باعتبار ما يجب أن يكونوا عليه من نسخ " كربونية " :
تستنسخ ما هو قائم ، ولا توجده 000
تعيد إنتاج المعرفة ولا تستحدثها 000
تقوم بدور " الشرح " و " التوضيح " لكنها تنأى بنفسها عن ممارسة النقد والتغيير !
وقد يتصور القارئ أن " الدروس الخصوصية " ، ربما تتيح ظروفا أفضل ، بحكم ما هى عليه من طابع " حرية " و " خصوصية " وتعامل مادى " مالى " مباشر 000لكن هذا سرعان ما يتبدد إذا علمنا أن العكس هو الذى يحدث 0
فالمعلم الذى يشعر بأن راتبه الذى يتقاضاه من الدولة أن من أصحاب المدرسة لا يكفيه ، فيتطلع إلى الطالب كى يعينه على تحمل تكاليف المعيشة إنما يخطو أول وأكبر خطوة نحو مذلة العيش وقهر المال ، فالمفروض أنه " أستاذ " و " معلم " للطالب ، أى صاحب اليد العليا ، لكن عندما يقوم الطالب بتزويد المعلم بالجنيهات التى توسع من سبل عيشه ، يتحول البندول ليكون الطالب هو صاحب اليد العليا ربما يظل المعلم متظاهرا بأنه إذ " يُعلم " فهو بالتالى صاحب الفضل ، لكنه فى قرارة نفسه يعلم علم اليقين أنه لولا هذه الجنيهات التى يتلقاها من هذا الطالب وذاك ما استطاع أن يعيش كما يريد أن يعيش ولا استطاع أطفاله أن يجدوا ما هم بحاجة إليه من قمة عيش !
أما الطالب نفسه ، فإنه إذا كان يشعر فى قرارة نفسه أنه قد أصبح صاحب فضل على المعلم ، إلا أن تعاطيه الدروس باستمرار يعوده على السلبية ، بل إن قيام هذه الدروس إعلان واعتراف من جميع الأطراف : المعلم ، وأولياء الأمور ، والمجتمع ، والطالب نفسه ، بأن المتعلم قد أصبح عاجزا عن أن يقوم بأمر نفسه 000على أن يمارس تعلما ذاتيا 000على أن يعتمد على نفسه ، وما أنسبها تلك من تربة لبث أخلاقيات المقهورين 0
إن مثله مثل هذا المغنى الذى عجب له بعض الأجانب عندما سمعوه يغنى " يا مين يجيب لى حبيبى " ؟ متسائلين بدورهم : ولم لا ينهض هو بإيجابية ويبحث عن حبيبه ؟!!
من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
من تتوقع أن يفوز بلقب الدوري المصري 2025
ads
ads
ads
ads
ads