من أروع ما سمعت وطبقت "خير الكلام ما قل ودل"، ولكن ما علاقة هذا بالعنوان أعلاه؟
هي عبارة ترجمت مضمون رواية واحدة روتها لي 5 شابات ناضجات، وقبل أن أتطرق إلى مضمون رواياتهن كان لزاما علي أن أذكر صفات تقربك من جوهر الإحساس بهم والاستماع لهم، فقط لتمتلك موقعي بدلا مني، وتبدأ تسمع من تلك الجميلة الهادئة، وتلك المثقفة، وتلك الفاتنة، تلك الخلوقة، وتلك المتدينة، سمات يحترمها مجتمعنا " قولا" بلا منازع، ولكن ما أن تمتلك الجميلة والمهذبة والهادئة والرقيقة، ماذا يحدث بعد ذلك، "ماذا يحدث ؟.. يحدث طلاق!" بصوت ساخر لعملاق الكوميديا الراحل علاء ولي الدين.
فالخلوقة روت سبب الطلاق بعد 4 أشهر فقط من زواجها السريع، وهو تدخل والدة زوجها وشقيقاته السافر فى شأنهما ورضوخها للمهاترات التي هدمت أركان بيتها، حين استسلامها وطاعتها لهم حتى آخر لحظات لها فى عصمة زوجها "الضعيف"، كما وصفته.
وتلك الجميلة الهادئة، روت إقحام والد زوجها أنفه في كيفية ترتيب أثاث منزلها الخاص، ومواعيد نومها، وانتقاد هدوئها الذي يراه الجميع "رائعا"، خاصة وأن طعمته ابتسامة ساحرة.
وحرب أقيمت على المثقفة من زوجها بعد دعوى متكررة من الأم بأن زوجتك تجادلنى دوما، رغم أنها فقط عقل مفكر ويحب تسيير أموره بشكل عقلاني متزن، للوصول إلى بر الأمان في ظل الظروف القاسية التي مرت بها بعد عامين من زواجها.
و سهام اتهامات أطلقت على الفاتنة، وادعاء برصدها فتنتها دوما أمام أعينها لإشعال نيران الأخريات وشقيقاته غير المتزوجات، ليطلق سراحها بعد شهرين فقط من زواجهما، وبعد قصة عشق دامت 3 سنوات.
أما تلك المتدينة، فخاضت معارك نفسية قاسية جراء القهر الذي تعرضت له بعد مداومة والدة زوجها وشقيقه إطلاق وابل من الشتائم القاسية لها باستمرار حينما يستعبدونها كخادمة فى بيتهم الذي يجاور بيتها، ورغم أنها ترد الإساءة بكلمة "حاضر"، إلا أنهما نجحا أخيرا في إقناع زوجها بأنها ترد الإساءة بإساءة، وهذا قطعا لا يجوز في عرف الزواج المصري، دون الإلتفات إلى وجوب الاحترام والتقدير المتبادل.
5 روايات ترويها 5 نساء مطلقات، تلتقين فى نقطة واحدة، وهي وصمهم بمصطلح يعيب المرأة المصرية "المطلقة" دون أدنى ذنب، وتدخل الأهل السافر دون إذن مسبق ربما.. يهدم حياة.