لم يكن يوم الاثنين عادياً، ففي عصر يوم الاثنين 7 يوليو 2025، كانت القاهرة تمتلئ بزحام ما بعد الظهر، والناس تخرج من أعمالها، بينما يهب النسيم الساخن على شوارع المدينة.
- رفع «آدم» عينيه إلى السماء، فرأى أعمدة الدخان تتصاعد فوق مبنى سنترال رمسيس، والدخان الأسود يلون السماء بلون الخطر، بينما أصوات السيارات توقفت، والعيون ارتفعت، وصوت صفارات سيارات الإطفاء يعلو على ضجيج المدينة، وفي تلك اللحظة، لم يكن هناك فرق بين الناس فالكل كان يقف في حالة ترقب، لا أحد يسأل عن دين أو حزب أو موقع سياسي، الجميع يريدون أن تعود الحياة كما كانت، وأن تمر الأزمة بسلام.
- وهنا رجال الإطفاء.. حائط الصد الصامت
في عمق الدخان، كان هناك رجال لا يراهم الناس كثيراً، رجال الإطفاء بملابسهم الثقيلة ووجوههم التي لفحها الدخان والحرارة، كانوا يتقدمون خطوة خطوة نحو النار، لا يتراجعون، لا ينتظرون الشكر أو التصفيق، همهم الوحيد كان حماية الأرواح وتقليل الخسائر، ليعود الأمان إلى القاهرة التي تحب الحياة.
- الدولة التي لا تتوقف
لكن في مكان آخر من القصة، كانت هناك غرفة هادئة، شاشات تعرض بيانات الشبكات والخدمات، فهناك يعمل عقل الدولة السحابية، الذي أطلقته مصر في 8 يناير 2024، ليضمن استمرار الخدمات حتى في الأزمات، ويربط الوزارات والهيئات بمراكز البيانات بالعاصمة الإدارية، ويوفر للمواطنين خدماتهم دون انقطاع.
- فتذكر «آدم» كلمات والده: "يا ابني.. إدارة المخاطر أهم من إدارة الأزمات، فالأزمة لما بتحصل، الدولة بتكون جاهزة، علشان تمنع المصايب قبل ما تكبر."وفعلاً، الدولة لم تتوقف، والخدمات عادت تدريجياً، وتم احتواء الأزمة، واستمرت الحياة.
- الخلايا النائمة.. العدو غير المرئي في الظلال، تحركت الخلايا النائمة، بعضها حاول استغلال الحدث، ونشر شائعات وفيديوهات غير صحيحة لإرباك الناس، ومحاولة ضرب الثقة بين المواطن والدولة، ولكن هنا لعب مستخدمو السوشيال ميديا دورهم، حين بدأ الكثيرون في الدعوة للتأكد من الأخبار قبل النشر: "اتأكد قبل ما تنشر، المعلومة الغلط ممكن تخوف الناس وتضر الاقتصاد."
ففي زمن الأزمات، الكلمة قد تتحول إلى سلاح يهدم أو يبني.
في عصر الاثنين 7 يوليو 2025، ارتفع الدخان في سماء القاهرة، لكن الدولة لم تتوقف، ورجال الإطفاء واجهوا النيران، وعقل الدولة السحابية حافظ على استمرار الخدمات، وإدارة المخاطر منعت الأزمة من التفاقم، ووعي الناس على السوشيال ميديا أصبح خط دفاع وطني يحمي الاقتصاد والأمن القومي.
هكذا علمتنا القاهرة:
الدخان قد يعلو، لكن مصر لا تسقط.