إيواء التراث الثقافي الفلسطيني المهدد بالخطر مؤقتًا في متحف المخطوطات "ماتنادران" بأرمينيا
الخميس 31/يوليو/2025 - 02:08 م

فاطمة بدوي
طباعة
أعلن فاهان كوستانيان، نائب وزير خارجية أرمينيا، خلال مؤتمر دولي رفيع المستوى حول حل القضية الفلسطينية من خلال مبدأ الدولتين، و الذي عُقد في الأمم المتحدة برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية انه سيتم إيواء التراث الثقافي الفلسطيني المهدد بالخطر مؤقتًا في متحف ماتنادران بأرمينيا ..
و قال في كلمته "تؤمن أرمينيا بأن وجود دولتين جارتين مستقلتين فقط كفيلٌ بضمان الاستقرار والأمن والسلام والازدهار الدائمين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث ينعم الجميع بفوائد التعايش السلمي. وانطلاقًا من هذا المنطلق، ولكونها داعمةً دائمًا لحل الدولتين، اعترفت أرمينيا بدولة فلسطين في يونيو 2024، وأقامت لاحقًا علاقات دبلوماسية تحت رعاية الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، ترحب أرمينيا بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبيان الأخير للمملكة المتحدة بشأن نيتها الاعتراف باستقلال دولة فلسطين. كما نفخر بشكل خاص بلقاء وزيري خارجية فرنسا وفلسطين في أرمينيا على هامش منتدى حوار يريفان الدبلوماسي، مما مهد الطريق لهذا التطور التاريخي.
وبناءً على تجربتنا الخاصة، تدرك أرمينيا بوضوح فظائع الحرب. وعلى الرغم من محدودية الموارد، فقد سعينا جاهدين لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني. بناءً على الاتفاق بين رئيس مصر عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء أرمينيا باشينيان، أرسلنا مساعدات إنسانية إلى غزة، كما ندعم أنشطة الأونروا. وأغتنم هذه الفرصة لأعلن أننا توصلنا إلى اتفاق مع فلسطين يقضي بتحويل معهد ماتنادران الأرمني للمخطوطات القديمة إلى مأوى مؤقت للتراث الثقافي الفلسطيني المهدد بالزوال".
و اضاف"منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، والذي خلّف مشاهد عنفٍ واحتجاز رهائن لا تُوصف، والذي ندينه بأشدّ العبارات، نشهد أسوأ تصعيدٍ في المنطقة، مع مأساةٍ مروّعةٍ تتكشف لملايين المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن. جميع الكوارث التي نشهدها لها حلٌّ واضح. يجب أن تتوقف الأعمال العدائية، ويجب تطبيق وقف إطلاق النار وتعزيزه لمنع المزيد من إراقة الدماء، ويجب إطلاق سراح جميع المعتقلين والرهائن فورًا ودون قيد أو شرط، مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثة. والأهم من ذلك، يجب اعتبار المفاوضات السبيل الوحيد والقابل للتطبيق لضمان سلامٍ دائمٍ وكريمٍ في الشرق الأوسط يرتكز على حل الدولتين".
جاء هذا الإجراء من جانب ارمينيا اختلافًا بمقارنة بما حدث أثناء الحصار والتهجير القسري لآرتساخ. من ديسمبر 2022 إلى سبتمبر 2023، فرضت حصارًا لمدة تسعة أشهر على ممر بردزور(لاتشين)، مما أدى إلى قطع الغذاء والدواء والطاقة والمساعدات الإنسانية عن حوالي 120 ألف أرمني، مما أدى إلى مجاعة شديدة وأزمة إنسانية. وعلى الرغم من التأثير الكارثي، فإن الجهود الواسعة النطاق لحماية التراث الثقافي لآرتساخ وقعت إلى حد كبير على عاتق الأفراد: المواطنون، أو موظفو المتاحف الصغيرة، أو المؤسسات المحلية الذين لم يتمكنوا من إخلاء سوى ما يمكنهم حمله. لم تتدخل أي بعثة دولية أو حكومية منظمة لإنقاذ هذه القطع الأثرية أو الحفاظ عليها. حاليًا، تقوم أذربيجان بمحو التراث الثقافي والهوية الأرمنية من تاريخ آرتساخ بشكل ممنهج.