يتراصون بشىء من العشوائية، وأعينهم مترقبة قدوم القطار، البعض منهم فضل الانتظار قليلًا من أجل الحفاظ على حياته، والبعض الآخر فضل المغامرة والسير للوصول للناحية الأخرى من شريط السكة الحديد، أصوات الباعة تعلوا ترويجًا للسلع المعروضة على بعد سنتيمترات من القضبان، لا يبالون بالموت المفاجئ الذي يحاصرهم، بين الحين والآخر أعينهم تراقب الاتجاهات يمينًا ويسارًا ترقبًا لقدوم القطار، مشاهد قلّما أعبر عن حال مزلقان عين شمس.

دقائق معدودة وصافرات القطار تعالت ودّوت أرجاء المنطقة، ولكن ما زال بعض المارة مستكملين مرورهم متجاهلين تحذيرات الباعة الجائلين لهم.

وبحسب ما ذكره عدد من الباعة المتجولين المتمركزين بجوار المزلقان، والأهالي القاطنين بالمنطقة، فإن مزلقان عين شمس يعد الأخطر من بين المزلقانات غير المشروعة.

في البداية يقول على إبراهيم_ أحد الباعة: «مزلقان عين شمس إحنا بنسمية مزلقان الموت علشان مخاطره»، يشير الرجل الأربعينى إلى أن عدم وجود عامل مزلقان، أو حاجز حديدي يمنع المارة من السير على القضبان حال قدوم القطار الأمر في غاية الخطورة.

وتابع: «الناس ساعات بتمشى ومش حاسة بنفسها، رغم أن القطار قد يطلق صافراته المتكررة، ولكن البعض منهم يغلب عليه الهموم مما يجعله متغيب العقل، فيغفل تنبهات القطار بقدومه، والبعض الآخر من الشباب يسيرون وهم واضعين السماعات في أذنهم».

وفى سياق ما سبق، قال محمد شحاتة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقل، إن عدد المزلقات على مستوى الجمهوية 4000 منهم 1332 مزلقانا شرعيا فقط، و3500 غير شرعي، مشيرًا إلى أن المزلقانات غير الشرعية عادة ما توجود بالمحافظات، لافتًا أن هذه الأزمة مفتعلة منذ عدة أعوام، ولهذا لا بد من تواصل قوى بين وزارة النقل والجهات الشرطة.

وأضاف شحاتة لـ«المواطن»، أن العقوبة الواقعة على من يقوم بكسر إشارة القطار غير كافية فهي لا تعد 500 جنيه، ولهذا لا بد من رفع قيمة الغرامة الواقعة على المخالفين.

وتابع: «لا بد من تطوير وسائل الجر بالكهرباء والاعتماد على الأساليب الحديثة في تشغيل السكة الحديد، ومنها الإشارات التي تقوم بتحذير قدوم القطار، لا بد أن تكون إلكترونية، فضلًا عن غرف التحكم التي لا بد أن تكون متطورة» .