على الرغم من الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي تشهدها دول العالم، وتستخدمها في النهوض بالطالب المدرسي والجامعي، إلا أن التعليم في مصر ما زال يعاني من المشاكل التي أثرت سلبيا على الأجيال الجديدة.
نحن نسمع عن التطوير منذ سنين طويلة لكن ما نراه يؤكد أن لا نجاح بعد، وبالتالي هناك مشكلة في فهم معنى التطوير بدليل النتائج الصريحة على الأرض.
ولم تنجح النظم التعليمية الحالية وكذلك المسئولين عن التعليم في تصحيح أوضاعه وتخريج أجيال قادرة على قيادة المستقبل، وبات التلقين والحفظ هو السمة السائدة خاصة في المراحل الأولى من العملية التعليمية.
انهيار التعليم في مصر يرجع لعدة أسباب أهمها، الحالة الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع منذ عقود، وعدم تخصيص ميزانية قوية للنهضة بالتعليم، وإتباع النظم المتخلفة في التدريس، والاعتماد على الحفظ والتلقين واهتمام المدرس المصرى بإمداد الطالب بالمعارف فقط أكثر من المهارات والقيم وغيرها من الأسباب.
إهمال المنظومة التعليمية وإعداد المعلم أدى إلى تدني المناهج،وهذا لا يعني أننا ليس لدينا قصور في الخبرات بقدر ما لدينا مشكلة في التمويل، وهذا كله يعني أن الجانب الاقتصادي أهم أسس التطور.
ودعونا نتساءل ، كيف لدولة تريد أن تتقدم وتناطح الدول الكبرى يوجد بها هذا الكم من فقر الأجهزة المتقدمة التي تساعد الطلاب، ونقص المعدات وأماكن الطلبة، وقصور في الأنشطة التي تنمي مهارات النشء، “نحن ينقصنا كل شيء من الإرادة والعزيمة والإصرار علي النهوض”.
إن الدول الأوربية لديها إرادة حقيقية للعمل والفدائية في التنفيذ، وهذا ما يعطي الفرصة لهذه الدول كي تتقدم خاصة أمريكا والسويد وبعض الدول العربية التي تولي اهتماما كبيرا بالمنظومة التعليمية منها الإمارات، والسعودية، والكويت، وعمان والأردن والدول الآسيوية مثل اليابان والصين، والهند التي تعتبر من أرقي الدول في المنظومة التعليمية، وبعد ذلك تأتي أفريقيا في المكانة الأخيرة.
المناهج التعليمية المحترمة تهتم بثلاثة أساسيات، هي المعارف والمهارات والقيم وهذه الأسس لابد وأن تكون متواجدة في أي منهج دراسي وهذا موجود في الدول الغربية وللأسف لا تطبق هذه المنظومة في بلادنا.
وأخيرا يجب على المنظومة التعليمية والقائمين عليها النظر إلى الخارج في الدول الآسيوية علي سبيل المثال وخاصة ماليزيا التى يتم فيها تنفيذ نظام تقويم شامل للطلاب في الأساسيات الثلاثة سالفة الذكر.
كما يجب عليها الاعتراف بالمشكلة. فمعظم الدول العربية مريضة تعليميا، تنفق الكثير من مواردها البسيطة وتستهلك قدراتها على التعليم ومع هذا يخرج طلابها من المدارس والمعاهد الى الشارع او بطالة مقنعة وتبقى الأمة عاجزة. والمشكلة الأخرى تكمن في مهندسي المشروع التعليمي للدولة، وفي فهم الدولة نفسها لأهمية تحسين النوعية التعليمية. فإصلاح التعليم يبدأ من فوق، من خلال فهم الوضع المتخلف للتعليم والبحث عن حلول له مجربة دوليا.