"مخاوف أمنية محتملة"، تحت هذا الغطاء زعمت السفارة الأمريكية والكندية والبريطانية أيضا، وجود مخاوف تهدد رعاياهم في مصر، وحذروا عبر مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي، من التواجد بالأماكن العامة، أو النزول للشوارع والميادين، وكأن حال لسان السفارات يقول "الشعب المصري آخر من يعلم"، متجاهلة تمام الدور المصري، ولكن لم توضح أي من السفارات ماهية المخاوف؟ وإلى أي مدى ستصل الأمور؟ وما هي مصادرهم الخاصة دون التنسيق مع الخارجية المصرية؟.
أسئلة كثيرة وحالة من الغموض تدور حول هذه القضية خصوصًا توقيتها الغريب الذي يتزامن مع العديد من الأحداث الجارية، حتى أعطت هذه السفارات الفرصة للكثيرين من المواقع الإخوانية وعناصرها التي تقف بالمرصاد لكل خطر يهدد أمن البلاد، واستغلت الموقف أسوأ استغلال بداية من مواقعها إلى أصغر عنصر ينتمي إليها، وبدأت في نشر مزاعم وهمية توضح أن الغرب لم يعد يؤمن بالاستقرار في مصر، وأن إقصاء الإخوان سبب في حالة عدم الاستقرار.
الغريب في الأمر أن المخاوف الأمنية التي ادعتها السفارات الثلاث هي من مزاعم الإخوان، وأن السبب الأساسي في إصدار هذه البيانات هم الإخوان، نظرا لتصريحاتهم المتتالية بعد البيان والتي تؤكد أن دولا أخرى ستنضم للسفارات الثلاث، فمن أين جاءت بهذا اليقين؟.
أريد أن أنوه هنا بأن ترويج الإخوان لمعلومات مغلوطة عن مصر سبب رئيسي في إصدار هذه التحذيرات، وإرباك المشهد الداخلي، وفي الغالب يتم هذا عن طريق اللجان الإلكترونية للجماعة، وإرسال بيانات وهمية وتسريبات كاذبة ابتدعوها وصدقوها وحاولوا خداع الشعب المصري وخداع دول الغرب بها.
في الواقع التخمينات المتوقعة صعبة للغاية، واختيار يوم مثل 9 أكتوبر غريب أيضا، فهل الأمر متعلق بذكرى أحداث ماسبيرو، أم أنه متعلق بنظر قضية تيران وصنافير المنتظر صدور حكم فيها خلال أيام، أم هو متعلق بفعاليات مؤتمر شرم الشيخ، أم هي ضربة للسياحة بعد تدشين عودتها مرة أخرى، أم هي فوضى تخطط لها السفارات الثلاث.
ويبقى السؤال الأخير والأهم: هل ترى السفارات الثلاث ما لا تراه الأجهزة المصرية؟ إذا كان الجواب نعم.. اذا فإن السفارات الثلاث متهمين بالتواطؤ والتواصل المباشر مع من يثيرون الفوضى، أو على أقل تقدير لديها معلومات مؤكدة عن أنشطة جماعات إرهابية تخطط للنيل من مصر!!