«راسبوتين».. راهب الدين والخمر والنساء.. 4 محاولات فاشلة لاغتياله ومات غريقًا في نهاية المطاف.. تسبب في هزيمة الروس.. وتنبأ بموت الملك وأسرته
الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 06:27 م
بيجاد سلامة
طباعة
لا يمكن لقارئ سيرة الراهب الروسي «جريجوري راسبوتين» أن يتعجب من ما تضمه حياة هذا الرجل من غرائب وتناقضات، بما فيها ملابسات حادثة اغتياله الغريبة، التي ما تزال مثار تكهنات عديدة حتى يومنا هذا.
فكيف استطاع هذا الراهب أن يجمع بين مظاهر القداسة والورع وحياة الفسق والفجور، كيف استطاع وهو الراهب المغمور القادم من سهول «سيبيريا» أن يصل إلى قمة هرم السلطة في «سان بطرسبورج»، ويصبح الآمر الناهي على القيصر وأسرته، والمتحكم بمصائر الملايين من رعايا الإمبراطورية الروسية المقدسة.
ولد «راسبوتين» في إحدى قرى سيبيريا عام 1869، وأطلق عليه أهله اسم «جريجوري» تيمنًا بالقديس «جريجوريوس» الذي تصادف عيده مع تاريخ ميلاد الطفل الذي لم يتلقى أي تعليم.
عام 1887 تزوج من فتاة قروية أنجبت له ثلاثة أطفال، وعام 1892 وبعد وفاة أحد أطفاله غادر القرية وقطن في أحد الأديرة لعدة أشهر، وهناك تعرف على «ناسك» يدعى الأخ «مكاري»، وتأثر «راسبوتين» به كثيرًا وقرر أن يصبح متدينًا.
عام 1893 أدعى أن السيدة العذراء ظهرت له، ثم راح يتنقل متنسكًا بين عدة مناطق كما أدعى بأنه حج مشيًا على الأقدام إلى جبل «أثوس» الذي يعرف بالجبل المقدس في شمال اليونان.
عام 1905 وصل «راسبوتين» إلى «سان بطرسبورج» في وقت كان فيه السحر والتنجيم والاهتمام بالروحانيات والقوى الخارقة موضة العصر بين أبناء الطبقة الراقية، وسرعان ما ذاع صيته بين طبقة النبلاء، خاصة النساء منهم.
نقطة التحول في حياة «راسبوتين» جاءت في شهر مارس 1907، حين طلبت زوجة القيصر من «راسبوتين» الصلاة لشفاء ولي العهد الطفل «ألكسي» ابن الثلاثة أعوام، الذي كان يعاني من مرض «الناعور»، ورغم أن الأطباء كانوا قد أخبروا القيصر وزوجته أن أيام طفلهما باتت معدودة، إلا أن الطفل أبدى تحسنًا ملحوظًا بعد صلاة «راسبوتين»، وهكذا آمنت «ألكسندرا» وزوجها بأن معجزة إلهية قد وقعت، وأن «راسبوتين» بلا شك قديس.
يعتقد عدد من الباحثين والمؤرخين بأن واقعة الشفاء هذه قد يكون خلفها مؤامرة متقنة حاكها «راسبوتين» مع بعض الخدم في القصر، وتضمنت دس مواد كيمائية معينة للطفل حتى تظهر عليه آثار المرض ثم وقف تلك الجرعات بالتزامن مع صلاة «راسبوتين» له.
بعد واقعة شفاء «ألكسي» بات نفوذ «راسبوتين» على الأسرة المالكة مطلقًا، وأصبح يتدخل في كل شاردة وواردة من شئون الدولة، بما في ذلك تعيين الوزراء والمدراء حتى رؤساء الحكومات وكبار موظفي الدولة.
وانتشرت شائعات وروايات كثيرة حول علاقات «راسبوتين» النسائية الكثيرة وشغفه بالجنس والخمر والطعام، كما اتهم بالانتماء لجماعة دينية سرية تدعى «خاليستي» كانت تمارس طقوسًا غريبة تجمع بين التأمل والصلاة والممارسات الجنسية الفاضحة كطقوس الجنس الجماعي، لكنه بقى بالنسبة للقيصر وزوجته فوق مستوى الشبهات.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى واصل «راسبوتين» تدخله في شئون الدولة، وقد وصل به الأمر حد التدخل في شؤون الجيش، فكان القيصر يعزل ويعين القادة العسكريين بناء على توصيات منه، ومع توالي الهزائم العسكرية راح أبناء الأسرة المالكة يخشون على مستقبل عائلتهم ومستقبل روسيا، خاصة أن إشاعات عديدة انتشرت كانت تتهمه بالعمالة لصالح الألمان.
لذلك قرر أمير من «آل رومانوف» أن يخلص القيصر وروسيا من «راسبوتين»، فدبر اغتياله ليلة 16 ديسمبر 1916، ودُس له السم في الطعام والشراب خلال وليمة عشاء أعدها له في منزله، وحين لم ينفع السم قام بإطلاق النار عليه، لكن «راسبوتين» عاد وانتفض على قاتليه بينما كانوا يقومون بحمل جثته، وفر منهم راكضًا، فأطلقوا الرصاص عليه ثانية في باحة القصر، ثم رموا جثته في نهر «نيفا»، وحين عثرت الشرطة على جثته تبين أنه مات غرقًا أي أنه كان ما يزال على قيد الحياة حين ألقي به في النهر.
الفصل الأخير من قصة «راسبوتين» لم ينته بمماته، فقد قيل بأنه ترك رسالة للقيصر قبل وفاته يتنبأ فيها بأنه سوف يموت مقتولًا، وقال في الرسالة أنه في حال كان قاتلوه من «آل رومانوف» فإن هذا يعني بأن القيصر وأسرته سوف يموتون مقتولين أيضًا بعد فترة قصيرة من الوقت، وهذا ما وقع فعلًا حيث قتل القيصر وأسرته على يد الثوار «البلاشفة» يوم 17 يوليو 1918.
فكيف استطاع هذا الراهب أن يجمع بين مظاهر القداسة والورع وحياة الفسق والفجور، كيف استطاع وهو الراهب المغمور القادم من سهول «سيبيريا» أن يصل إلى قمة هرم السلطة في «سان بطرسبورج»، ويصبح الآمر الناهي على القيصر وأسرته، والمتحكم بمصائر الملايين من رعايا الإمبراطورية الروسية المقدسة.
ولد «راسبوتين» في إحدى قرى سيبيريا عام 1869، وأطلق عليه أهله اسم «جريجوري» تيمنًا بالقديس «جريجوريوس» الذي تصادف عيده مع تاريخ ميلاد الطفل الذي لم يتلقى أي تعليم.
عام 1887 تزوج من فتاة قروية أنجبت له ثلاثة أطفال، وعام 1892 وبعد وفاة أحد أطفاله غادر القرية وقطن في أحد الأديرة لعدة أشهر، وهناك تعرف على «ناسك» يدعى الأخ «مكاري»، وتأثر «راسبوتين» به كثيرًا وقرر أن يصبح متدينًا.
عام 1893 أدعى أن السيدة العذراء ظهرت له، ثم راح يتنقل متنسكًا بين عدة مناطق كما أدعى بأنه حج مشيًا على الأقدام إلى جبل «أثوس» الذي يعرف بالجبل المقدس في شمال اليونان.
عام 1905 وصل «راسبوتين» إلى «سان بطرسبورج» في وقت كان فيه السحر والتنجيم والاهتمام بالروحانيات والقوى الخارقة موضة العصر بين أبناء الطبقة الراقية، وسرعان ما ذاع صيته بين طبقة النبلاء، خاصة النساء منهم.
نقطة التحول في حياة «راسبوتين» جاءت في شهر مارس 1907، حين طلبت زوجة القيصر من «راسبوتين» الصلاة لشفاء ولي العهد الطفل «ألكسي» ابن الثلاثة أعوام، الذي كان يعاني من مرض «الناعور»، ورغم أن الأطباء كانوا قد أخبروا القيصر وزوجته أن أيام طفلهما باتت معدودة، إلا أن الطفل أبدى تحسنًا ملحوظًا بعد صلاة «راسبوتين»، وهكذا آمنت «ألكسندرا» وزوجها بأن معجزة إلهية قد وقعت، وأن «راسبوتين» بلا شك قديس.
يعتقد عدد من الباحثين والمؤرخين بأن واقعة الشفاء هذه قد يكون خلفها مؤامرة متقنة حاكها «راسبوتين» مع بعض الخدم في القصر، وتضمنت دس مواد كيمائية معينة للطفل حتى تظهر عليه آثار المرض ثم وقف تلك الجرعات بالتزامن مع صلاة «راسبوتين» له.
بعد واقعة شفاء «ألكسي» بات نفوذ «راسبوتين» على الأسرة المالكة مطلقًا، وأصبح يتدخل في كل شاردة وواردة من شئون الدولة، بما في ذلك تعيين الوزراء والمدراء حتى رؤساء الحكومات وكبار موظفي الدولة.
وانتشرت شائعات وروايات كثيرة حول علاقات «راسبوتين» النسائية الكثيرة وشغفه بالجنس والخمر والطعام، كما اتهم بالانتماء لجماعة دينية سرية تدعى «خاليستي» كانت تمارس طقوسًا غريبة تجمع بين التأمل والصلاة والممارسات الجنسية الفاضحة كطقوس الجنس الجماعي، لكنه بقى بالنسبة للقيصر وزوجته فوق مستوى الشبهات.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى واصل «راسبوتين» تدخله في شئون الدولة، وقد وصل به الأمر حد التدخل في شؤون الجيش، فكان القيصر يعزل ويعين القادة العسكريين بناء على توصيات منه، ومع توالي الهزائم العسكرية راح أبناء الأسرة المالكة يخشون على مستقبل عائلتهم ومستقبل روسيا، خاصة أن إشاعات عديدة انتشرت كانت تتهمه بالعمالة لصالح الألمان.
لذلك قرر أمير من «آل رومانوف» أن يخلص القيصر وروسيا من «راسبوتين»، فدبر اغتياله ليلة 16 ديسمبر 1916، ودُس له السم في الطعام والشراب خلال وليمة عشاء أعدها له في منزله، وحين لم ينفع السم قام بإطلاق النار عليه، لكن «راسبوتين» عاد وانتفض على قاتليه بينما كانوا يقومون بحمل جثته، وفر منهم راكضًا، فأطلقوا الرصاص عليه ثانية في باحة القصر، ثم رموا جثته في نهر «نيفا»، وحين عثرت الشرطة على جثته تبين أنه مات غرقًا أي أنه كان ما يزال على قيد الحياة حين ألقي به في النهر.
الفصل الأخير من قصة «راسبوتين» لم ينته بمماته، فقد قيل بأنه ترك رسالة للقيصر قبل وفاته يتنبأ فيها بأنه سوف يموت مقتولًا، وقال في الرسالة أنه في حال كان قاتلوه من «آل رومانوف» فإن هذا يعني بأن القيصر وأسرته سوف يموتون مقتولين أيضًا بعد فترة قصيرة من الوقت، وهذا ما وقع فعلًا حيث قتل القيصر وأسرته على يد الثوار «البلاشفة» يوم 17 يوليو 1918.