تمتلئ الذاكرة الفنية المصرية بالعديد من الفنانين والفنانات الذين أفنوا عمرهم في خدمة الفن، وقدموا الكثير من الأعمال والتي كان لها دورًا بارزًا في إثراء الحياة الفنية والثقافية المصرية، ولكن للأسف شعر هؤلاء بخيبة أمل، نتيجة لما مروا به حين مرضوا ولم يجدوا أحدًا بجانبهم ولم يقدروا على دفع تكاليف العلاج.

وتستعرض "المواطن" أبرز الفنانين الذين غدر بهم الزمن في التقرير التالي:

عبد السلام النابلسي

أنهت الضرائب مشوار عبد السلام النابلسي في مصر، كما أنهت على جميع الفنانين في عصره حتى يتم مطالبته بمبلغ 13 ألف جنيه، وقد عرض "النابلسي" سداد مبلغ 9 آلاف جنيه إلا أن الضرائب لم توافق، فيضطر "النابلسي" للرحيل عن مصر ليستقر في بيروت، وهنا أسس شركة للإنتاج الفني وقد شارك في إنتاج العديد من الأفلام.

وكان يعاني الفنان الراحل من مرض القلب وظل لمده 10 سنوات يعاني وحيدًا ودون أن يخبر أي شخص بحقيقة مرضه فهو كان يقول أنه مجرد ألم في المعدة وذلك حتى لا يبتعد المخرجون عنه ولا يسندوا له أي أدوار خوفًا عليه.

أنهكته مصاريف علاجه والتي عانى بسببها من الإفلاس ولم يجد من يسانده حتى قام بنك إنترا بإعلان إفلاسه مما أدخله في حالة من الاكتئاب الشديد أنهت على إثرها حياته في 1968.

إسماعيل يس 

رغم إضحاكه للملايين ورسم البسمة على وجوه مختلف الأعمار وتحقيقه النجاحات السينمائية الكبرى، إلا أن حياته كانت منتهية بانكسارات سينمائية قاتلة، فقد عاش طفولة بائسة ومعذبة وشقية، حياته كتاب مفتوح مليء بالأحزان.

في عام 1972 توفى "أبو ضحكة جنان" إثر أزمة قلبية، وجاء الموت ليخلصه من فقر مدقع عاش فيه بعدما أغرقته الديون، واضطر لبيع عمارة كان يملكها لسداد قروضه.

زينات صدقي

عانت الفنانة الراحلة زينات صدقي من المرض والوحدة لفترة طويلة، لدرجة أنها قامت ببيع ما تملكه من أثاث في منزلها لكي تنفق على نفسها، وعندما كرمها الرئيس الراحل أنور السادات في عيد الفن عام 1976 اشتكت له من ضيق الحال، فأمر بصرف معاش استثنائي لها، فأنفقت منه على علاجها في سنواتها الأخيرة من مرض المياه على الرئة، حتى رحلت في عام 1972.

يونس شلبي

تعرض لأزمة قلبية عام 2001، خضع على إثرها للعلاج في مستشفى خاصة بالمملكة العربية السعودية، بينما عبرت أسرته عن شكواهم بسبب عدم اهتمام الدولة به أثناء مرضه، حيث اضطروا إلى بيع ممتلكاتهم لدفع تكاليف علاجه، إلى أن عالجته الدولة على نفقتها، وفي عام 2007 أصيب بجلطة وارتفاع في نسبة السكر وأزمة تنفسية حادة دخل على أثرها المستشفى، ولكنه لم يتحمل كثيرًا ورحل عن عالمنا في 12 نوفمبر عام 2007.

تحية كاريوكا

توفيت الفنانة تحية كاريوكا عام 1999، وتركت وراءها قصة فقر مدقع بعد شهرة ساطعة، وانتقلت للعيش في منزل سيدة لا تعرفها بعدما صارت بلا أموال ولا سكن، ما اضطر الفنانين سمير صبري وفاتن حمامة للتكفل بها وشراء شقة لها والإنفاق عليها.

"أن تعطى دون أن تنتظر المقابل" ذلك هو المبدأ الذي اعتمد عليه أغلب الفنانين، فقد قدموا الكثير من العطاء خلال مسيرتهم الفنية ولم يحصلوا على أبسط الأشياء، فلم يحظوا بالعناية الطبية التي يستحقوها في أواخر أيامهم ولا حتى التقدير المتوقع لهم... وأخيرًا مقياس تقدم ونهضة أي دولة يقاس باحترامها وتقديرها للفن والفنانين.