لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تسير في الدائرة الوهمية باحثة عن التمكين وتطبيق أفكارها في المجتمع المصري، وإن كان المعلن الآن من الداخل الإخواني انقسام حول تطبيق العنف الذي يرغبه الشباب الهائج والتابع لمجموعات القيادي المقتول محمد كمال، إثر اشتباك مسلح مع قوات الأمن، أو عنف مؤجل واحتكاك مرتقب ومختبيء وراء شعارات السلمية وما شابه ذلك، إلا أن استشهاد اللواء أركان حرب عادل رجائي، أجج الصراع بين القيادات والرموز مرة أخرى حول المنهج الواجب اتباعه بحثًا عن التمكين والاستيلاء على السلطة.


جرائم وخبايا الماضي

وعن هذا السياق قال إبراهيم الزعفراني، القيادي السابق بجماعة الإخوان، "صدمني ما ينشره الشباب من تدوينات توحي بالعنف والمتمثل في نشر بيان ما يسمي بمجموعة "لواء الثورة" التي أعلنت عن مسئوليتها باغتيال الشهيد رجائي".

وأضاف "الزعفرانيط على صفحة بموقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" أنه يتمنى من الشباب الذي يعرف الله ويعمل طلبًا لرضاه، أن لا ينساق وراء هذا الشاب ومن حوله، وأن يراجع التاريخ القريب ليأخذ العبرة ممن سبقوه ومشوا في ذات الطريق أمثال الجماعة الإسلامية بمصر أوائل التسعينات.

وتابع القيادي السابق بجماعة الإخوان، بالتنويه لتجربة الجماعة الإسلامية ومرحلة المراجعات الفكرية آواخر التسعينيات من القرن المنصرم وقيامهم بنشر الكتب وإقامة الندوات التي تعلن نبذهم للعنف واتباعهم أساليب الدعوة العقلية غير المتطرفة.


لكم طريقكم ولنا طريقنا

وردًا على كلام القيادي السابق بالجماعة، كتب عز الدين دويدار، القيادي الإخواني الشاب والهارب خارج البلاد، والمحسوب على جبهة محمد كمال، إنه ومع الاحترام لجيل التسعينيات لا يمكن اغفال أن رصيدهم قد نفذ ولا مجال لإعادة شحنه من أعمار جيلنا، مضيفًا "وتجربتنا لديها من القوة والتجربة لتؤسس طريقها وطريقتها، ولا تحتاج لإعادة تدوير مفاهيم مستعملة ثبت فشلها وظهر تشوهها".

وتابع "دويدارط ليست خياراتنا محصورة بين السلمية الداجنة أو الحرب الشاملة، فهذه كانت الخيارات المتطرفة لجيل السبعينيات بقسميه.


العنف الحاليَ أم المؤجل

ومن جانبه قال ثروت الخرباوي، الباحث في شئون الإسلام السياسي والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ" المواطن"، إن تصريحات قيادات جماعة الاخوان الارهابية الموحية بالسلمية تعد كلامًا إعلاميًا بحتًا، وذلك لخبرة محمود عزت القائم باعمال المرشد بتأثر الجماعة والصف من كثرة الضربات الأمنية، فيحاول طمأنة الجهات الأمنية في محاولة للالتقاط الأنفاس، ومحاولة لإعداد المكاتب الإدارية مرة أخرى، فالاختلاف مع مجموعة محمد كمال اختلاف في الوسائل لا في المنهج، فالشباب ومجموعة كمال يرغبون في طرق الحديد وهو ساخن مستغلين الأحداث الاقتصادية الحالية، أما محمود عزت فيرغب في التهدئة المؤقتة.

وأضاف القيادي المنشق عن الإخوان أن اغتيال اللواء عادل رجائي، هو أحد صور الاختباء والتخفي وراء التصريحات، ورسالة قوية اللهجة لأي شخص يتحدث عن فكرة المصالحة مع الإرهابية التي لم ولن تخلو أياديهم من الدماء.

وتابع "الخرباوي" بأن جبهة الإخوان الداخلية في نزاع حقيقي، وهو صراع على الحكم بدأ منذ موت حسن البنا ومن يصبح المرشد، مذكرًا أن عمر التلماسني ظل 3 سنوات تحت مسمى المتحدث الرسمي للإخوان الملسمين، حتى أصبح قادرًا على أن يكون مرشدًا للجماعة.


الربعاوية

يقول سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان في تصريح خاص لـ "المواطن"، إنه يجب التفرقة بين كتلة التنظيم الصلبة المتمثلة في أسر ومسئولين وشعب ومناطق، وبين الفئة التي يخاطبهم الإعلام الإخواني، والتي يطلق عليهم لفظ "الربعاوية" غير التنظيميين، والذي يتم تسخينهم للعبث كـ"ذئاب منفردة" مما لا يربط بينهم وبين اسم التنظيم، بحيث تبقى الجماعة في أمان بعيدًا عن الملاحقات الأمنية.

وأوضح القيادي المنشق عن الإخوان، أن الجماعة تعلم أنها إذا تورطت في أحداث عنف ممنهج، ستورط نفسها في خسائر عديدة ناتجة لمعرفة الأمن لقياداتها وأعضاء صفوفهم من التنظيمين، فتقوم بالزج بالـ"الربعاوية" أو المحبين من خلال إثارتهم، مما يتسبب في أحداث عشوائية دموية هوجاء، موضحًا أن الجماعة لا تزال تلعب علي إثارة تلك الفئات الشبابية المشحونة من خارج الكتل التنظيمية، بحيث تصدر بعض التصرفات العشوائية.


عهر أخلاقي

وأوضح طارق البشبيشي القيادي المنشق عن جماعة الاخوان في تصريح خاص لـ "المواطن"، أن افكار الإخوان الحقيقية تفضحها مثل هذه العمليات الإرهابية كاغتيال الشهيد "عادل رجائي"، مستهزئًا بتصرفاتهم فكيف لا يحتفلون وهم متورطين فيها ولا يمنعهم عن تكرارها كل يوم سوى ملاحقة أجهزة الامن لهم والقبض عليهم.

وأضاف "البشبيشي" أن التشفي والخيانة والتحريض والكذب كلها أخلاق إخوانية بامتياز، مؤكدًا أنهم لا يراعون حرمة الموت ولا آلام الناس، بل يزيدون من حزنهم بالتشفي والاحتفال بالاغتيالات والإرهاب.

وتابع القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، بأن من يدعون السلمية منهم ونبذ العنف، لم يدينوا العنف ولا أعمال الإرهاب فيفسر سكوتهم عنه رضا وتواطؤ، فهم متواطئين ومشتركين في الجريمة، وجميعهم فكر واحد والاختلافات عبارة عن توزيع أدوار.