في محاولة جادة لوقف طاحونة "ارتفاع سعر الدولار" بالسوق الموازي، قرر عدد من رجال الأعمال وتجار ومصنعو ومستثمرو السوق التجاري المصري بإطلاق مبادرة لمقاطعة شراء الدولار لمدة 21 يومًا، أملًا أن ينخفض السعر ومعاودة سوق الاستيراد مرة أخرى دون وقوع خسارة على أي تاجر، فضلًا عن تهدئة الأسعار في السوق الحر.

في هذا الصدد، قال عاطف عبد المنعم، رئيس شعبة المعدات والأدوات الكهربائية باتحاد الصناعات المصرية، أن مبادرة مقاطعة الدولار لمدة 21 يوم ستنجح من خلال التعاون بين جميع رجال الإعمال المصنعين والمستوردين في مصر ومن ثم التجار وأصحاب المصانع.

أوضح في تصريحات خاصة لــ"المواطن"، إنه حتى وإن كان تلك المبادرة ينتج عنها حل مؤقت خلال الوضع الراهن، ولكن على الأقل تشعر الحكومة بمدى تأثير فئة التجار والمصنعين بأزمة الدولار، الذي يحل بكارثة جديدة كل يوم على السوق التجاري.

أشار "عبد المنعم" أن الاتحاد يجري اتصالاته خلال هذه الأيام لدعوة كافة رجال الأعمال حتى نكون أجمعنا على رأي واحد لنصل إلى حل يرضي كافة الأطراف.

أوضح ناصر شنب، رئيس شعبة السيارات لاتحاد الغرف التجارية، أن المبادرة المقدمة من قبل التجار وأعضاء شعب الغرف بشأن توقف شراء الدولار بنحو 21 يومًا ستأثر إيجابيًا على عجلة الاقتصاد في مصر.

أضاف "شنب"، أن الأسعار مرتفعة بالفعل من خلال قرارات الحكومة المتتالية بشأن تطبيق قانون القيمة المضافة بنحو 13 %، فضلًا عن زيادة أسعار السيارات الفترة الأخيرة بمقدار 5%، بالإضافة إلي ركود حركة البيع.

ناشد رئيس شعبة السيارات، كافة التجار وأصحاب الشركات والمستوردين بالمشاركة في المبادرة لتقليل سعر الصرف، أملًا أن يتطلع محافظ البنك المركزي على معاناة التجار من خلال نجاح تلك المبادرة.

أكد أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن مبادرة مقاطعة شراء الدولار بنحو 21 يومًا خطو جيدة للحد من نقصه بالأسواق وتضاربه بين البنك المركزي والسوق الموازي.

أشار "شيحة" في تصريحات لــ"المواطن"، إلى أن نجاح تلك المبادرة متوقف على مدى تكاتف كافة التجار وأصحاب المصانع بجانب الدولة لوضع خطة محكمة تتصدى لمحتكري السوق.

أوضح أن هناك تراجع في عدد المستوردين منذ إعلان وزير التجارة الوصناعة قرارات تقييد الاستيراد، فأصبح المتعاملين مع العملة لا يتخطون حاجز الــ 16 %.

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي رشاد عبده، أن مبادرة توقف شراء الدولار لمدة 21 يومًا لم تنجح، لأن هناك أصحاب شركات ومصانع ومشروعات مرتبطين بحركة إنتاج ومعدل عمل بشكل يومي مرتبط بالتعامل مع الدولار، ومن ثم قبول سعره وفقًا لما هو معروض فلا يستطيع أحد إيقاف نشاطه لمجرد ابتكار مبادرة.

أشار "عبده" أن الوضع الحالي بالفعل غير مستقر، وهناك ارتفاع أسعار وأزمة دولار وتقييد استيراد، ولكن على التجار والصناع المشاركين بإرسال مذكرات عاجلة للحكومة لدرايتها بمدى خطورة ارتفاع سعر الصرف على مصالحهم، موضحًا أن المبادرة إذا نجحت كما يتوقع التجار، سيعتبر نجاح "مسكن" وفقًا للفترة الزمنية المحدد فيها أيام المقاطعة.