هيئتها ونظراتها المتقطعة لمحل الجزارة التي وقفت أمامه، تشبه المستطلع بعين الشوق أو المستكشف لشيء يبدو أنه فقده منذ سنين، ذاكرتها تحدثها "أنا أعرفك جيدا، لكن هناك شيء منك فقدته ذاكرتي عنك".. حديث رسمت ملامحه وجوه سيدة عجوز تهمهم بشفتيها كلامات فهمها الكثير من المارة لمرات تكرراها.
تقف ثاقبة النظر للمحل الذي علق لحومه على بابه، بالتأكيد لا يشغل بالها، ما يجري في أذهان المترددين على هذه المحال، للتميز بين الصالح والطالح، بين لحوم يجوز أكلها وأخري غير نسبها الضمائر الفاسدة لفصيلة الحمير، بينما هي كل ما تريده أن تتذكر ما أنساه الزمان من مذاقها.

بكل المقاييس الآنية ستهتز أمام أقصي أمانيها.. حين تسمع قولها:"محتاجة نص كيلو لحمة".. قالتها وهي ترتجف وتملأ عيناها الدموع..هي تعلم أكثر من مستمعيها، أن إعجازًا تريده أن يحدث، ليكفي طلبها هذا احتياجها وأبنائها، لكنه هكذا العزيز إذا أوجعته مصاعب الحياة ونغزاتها فلن يطلب إلا قدر حاجته متعففًا.. ويبقي الألم كل الألم أن لا يجد هذا القدر أيضًا.

ويناشد موقع "المواطن" مسئولي وزارة التموين مد يد العون لهذه السيدة في أقرب وقت ممكن.


شاركونا في تحرير المواد الصحفية بإرسال الصور والفيديوهات والأخبار الموثقة والمقالات والشكاوى لنشرها بالموقع، عبر خدمة "واتس آب المواطن" برقم 01012754111، أو عبر البريد الإلكتروني "[email protected]"، أو عبر رسائل "فيسبوك"، على أن تُنْشَر الأخبار المُصَوَّرَة والفيديوهات باسم القُرّاء