اختتمت فعاليات حفل تخريج الدفعة الأولى من الحاصلين علي الدورة التدريبية للغة الإشارة، التي نظمها مركز الخدمة العامة بجامعة عين شمس بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والتي تعد باكورة تفعيل بروتوكول التعاون الموقع بين الجامعة وبيت العائلة المصرية الذي تم توقيعه بين الجانبين في الثلاثين من يوليو الماضي.

وخلال كلمته أكد الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس الجامعة أن الخالق جلا في علاه كرم بني آدم وفضله علي العالمين بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته أو ديانته.

وأضاف أن جامعة عين شمس باعتبارها جامعة رائدة تنظر لذوي القدرات الخاصة كجزء لا يتجزأ منها، ومن هنا جاء الاهتمام المبكر بإنشاء مركز الإبصار الإلكتروني ثم تخريج دفعة من المتدربين علي لغة الإشارة بما يمكن الطلاب فاقدي أو ضعيفي السمع من تحصيل علومهم علي النحو الأكمل.

كما أعلن تعيين المتدربين الحاصلين علي المراكز الثلاثة الأولى بوظائف تخصصية كمترجمين للغة الإشارة بالجامعة.

وخلال الاحتفالية، التي نظمها قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة تحت إشراف سمير عبد الناصر، أمين عام الجامعة المساعد لشئون القطاع.

وتطرقت الدكتورة حنان السعيد، مدير مركز الخدمة العامة والمشرف العام على الدورة إلى تطور لغة الحوار والتفاهم بين البشر والتي لا شك بدأت بالإشارة قبل أن يكتشف الإنسان الكتابة والقراءة.

ودعت الحضور إلى ضرورة تعلم لغة الإشارة جنبا إلى جنب مع غيرها من اللغات المنطوقة بما يزيد من التواصل والتقارب والإدراك.

كما دعت إلى تبني حملة "مجتمع للجميع " بهدف دمج كافة فئات مجتمع الجامعة من أسوياء أو ذوي قدرات خاصة بما يحقق الترابط فيما بينهم من ناحية وبين المجتمع الخارجي من ناحية أخرى.

وأشار الأنباء إرميا، الأسقف العام للكنيسة الأرثوذكسية ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إلى أن بدء تفعيل بروتوكول التعاون من خلال دورة لغة الإشارة لم ينبع من فراغ وإنما من بلوغ نسبة فاقدي أو ضعاف السمع في مصر إلى 16.2% وهي نسبة لا يستهان بها.

وأكد أن تلك الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة قدمت خدمات جليلة للبشرية من أمثال بيتهوفن ومصطفي صادق الرافعي وغيرهم، كما أن حصول مصر علي العديد من الميداليات في دورة الألعاب الباراليمبية أكبر دليل علي ذلك.

وأعربت الدكتورة نادية زخاري، وزير البحث العلمي الأسبق عن فخرها باهتمام جامعة عين شمس بكافة فئات المجتمع ومحاولة دمج ذوي الإعاقات المختلفة في كافة أنشطة الحياة.

وخلال الحفل الذي حضره الفنان طارق الدسوقي ولفيف من عمداء ووكلاء الكليات تم عرض فيلما تسجيليا عن التعاون المشترك بين جامعة عين شمس والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والذي أكد أن هذا التعاون دمج بين العراقة ممثلة في جامعة عين شمس والحداثة، ممثلة في المركز الثقافي القبطي الذي افتتحه الراحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عام 2008.

كما استعرض الفيلم أهداف بروتوكول التعاون وفي مقدمتها خلق لغة حوار مشترك وتعميق ثقافة قبول الآخر وخدمة المجتمع المصري في شتي المجالات.

واختتمت الاحتفالية بتسليم شهادات التخرج والتقدير على الطلاب الذين اجتازوا دورة لغة الإشارة والتي بلغت 75 ساعة تدريب وكذلك تكريم المدربين.

وتلا ذلك حفلا فنيا قدمه عدد من طلاب الجامعة من مركز الأبصار الإلكتروني.