"أحمد".. حول كرسيه المتحرك إلى كشك مناديل
الإثنين 07/نوفمبر/2016 - 12:57 م
فاطمة أبو الوفا
طباعة
على أحد الأرصفة المواجهة لمحطة مترو عين شمس، يقف بكرسيه المتحرك، يتطلع في وجوه المارة، لعله يظفر بزبون من بينهم، يلتفت يمنه ويسره، متفحصًا تفاصيل المكان الذي اعتاد الجلوس فيه، آملًا إيجاد شيئًا جديدًا يمنحه بعض التفاؤل لكنه لا يجد.
تمر ساعات والوضع كما هو، حتى يشفق عليه القدر ويرسل إليه بزبون يشتري منه "كيس مناديل" فتعود إلى ابتسامته إليه بعد غياب طويل.
يعيش "أحمد سيد" في غرفة صغيرة بمنطقة "العرب" بعين شمس بمفرده، فقد والديه في سن مبكرة، ومن ثم نشأ وحيدًا لا يؤنسه شيء سوى كرسيه المتحرك.
يعيش "أحمد سيد" في غرفة صغيرة بمنطقة "العرب" بعين شمس بمفرده، فقد والديه في سن مبكرة، ومن ثم نشأ وحيدًا لا يؤنسه شيء سوى كرسيه المتحرك.
ويقول: "عشت عمري كله لوحدي، حتى أخواتي كل واحدة كان مشغول بحياته ومحدش كان بيسأل عليا ولا بيساعدني".
من هنا فكر الرجل الأربعيني في الاعتماد على نفسه كي لا يلجأ لأحد، وبحث عن وسيلة تمكنه من إنشاء مشروع صغير يكسب منه قوت يومه، فلم يجد سوي كرسيه المتحرك.
اتجه مسرعًا إلى الحداد المجاور لمنزله وأوصاه بعمل سقف حديدي للكرسي، متابعًا: "قررت إني أبيع مناديل واعتمد على نفسي، بس المشكلة كانت في المدة الطويلة اللى هقضيها بره البيت لوحدي، مكنتش هستحمل الحر والشمس في الصيف ولا المطر والسقعة في الشتا، فكرت في سقف حديد ألزقه في الكرسي عشان يحمينى طول الوقت وكمان يبقي زي كشك مناديل صغير استرزق منه".
يؤكد "أحمد" أن فكرته لاقت استحسان الكثير من جيرانه، وشجعوه من خلال شراء أكياس المناديل منه، يبدأ يومه في الـ9 صباحًا ويعود إلى منزله عقب آذان المغرب.
يؤكد "أحمد" أن فكرته لاقت استحسان الكثير من جيرانه، وشجعوه من خلال شراء أكياس المناديل منه، يبدأ يومه في الـ9 صباحًا ويعود إلى منزله عقب آذان المغرب.
ويستطرد: "باخد 320 جنيه معاش التضامن جنب المكسب اللي بيطلع من المناديل وبمشي نفسي، نفسي أتجوز زي أي حد وربنا يرزقني ببنت الحلال اللي تستحملني، وهفضل شغال عشان مخليهاش محتاجة لحد، بس في مجتمعنا بيبصوا للمعاق على أنه مينفعش يتجوز ولا يعيش حياته".