بالصور.. مكرم وأسرته.. 15 عامًا في حي "الزبالين" بين الذل و"المرمطة"
الثلاثاء 29/نوفمبر/2016 - 01:28 م
فاطمة أبو الوفا
طباعة
على جانبي الشارع تتراكم أكوام القمامة في استقبال المارة، روائح كريهة تنبعث من جميع الأنحاء، حيوانات ميتة ملقاة وسط الشارع، يدهسها البعض، ويمر عليها البعض الآخر مرور الكرام، حياة أقرب إلى الجحيم اعتادها قاطني "حي الزبالين" بمنشأة ناصر، فصاروا يغرقون في سبات عميق من استنشاق الروائح الكريهة، ويأكلون وسط جموع القمامة.
وسط كم هائل من "الزبالين" يجلس "مكرم رشدي"، الذي يعمل بالقمامة منذ 15 عام، تجنب فيها إهانات صاحب العمل وتحمل سبه وضربه المتواصل، ولا يجرؤ على الدفاع عن نفسه، لأن النتيجة الحتمية هي الطرد من العمل والموت جوعًا، يقطن "مكرم" برفقه زوجته وأولاده الـ5 في غرفة لا تختلف عن مقلب القمامة إيجارها 300 جنيه، تعم الفوضى في ثناياها وتتناثر بها بقايا القمامة التي منحتهم الموت وسلبت منهم الحياة، يقول: "بتجيب لينا الأمراض بس هي اللي بناكل منها عيش".
يعمل "مكرم" 12 ساعة متواصلة على مدار اليوم بلا طعام وبلا راحة: "ببقى ميت من الجوع وصاحب الشغل معندهوش رحمة، لو شافني باكل يقولي مشوفش وشك تاني"، يجوب "مكرم" جميع مقالب القمامة بالمنطقة ثم يجمعها ويحملها على كاهله ويعود لفرزها، "لو مش عاجبك امشي الباب يفوق جمل"، الجملة التي انطلقت على لسان صاحب العمل عندما طالب "مكرم" بأجره لكي يجلب علاج ابنه الذي صدمته السيارة بعد أن رفض أخذ عوضه، يضيف: "ساعات بشتغل ويقولي مفيش فلوس ولو اعترضت يطردني وشربت الذل والمر".
تضاعفت معاناة "حلاوتهم" التي قررت العمل مع زوجها لتوفير العلاج لابنها المريض وسد احتياجات الأسرة: "لما بعمل الأكل بيقع عليه التراب من السقف وبيبوظ، يعني بناكل وسط ريحة وحشة والأكل كله تراب"، بينما تعجز الطفلة "مريم" صاحبة الـ 10 سنوات عن اللعب مع رفاقها بالغرفة لكثرة القمامة، وتؤكد أنها تشعر بالاختناق وتتمنى لو هجرت المكان وبقيت بالمدرسة دائمًا.
وسط كم هائل من "الزبالين" يجلس "مكرم رشدي"، الذي يعمل بالقمامة منذ 15 عام، تجنب فيها إهانات صاحب العمل وتحمل سبه وضربه المتواصل، ولا يجرؤ على الدفاع عن نفسه، لأن النتيجة الحتمية هي الطرد من العمل والموت جوعًا، يقطن "مكرم" برفقه زوجته وأولاده الـ5 في غرفة لا تختلف عن مقلب القمامة إيجارها 300 جنيه، تعم الفوضى في ثناياها وتتناثر بها بقايا القمامة التي منحتهم الموت وسلبت منهم الحياة، يقول: "بتجيب لينا الأمراض بس هي اللي بناكل منها عيش".
يعمل "مكرم" 12 ساعة متواصلة على مدار اليوم بلا طعام وبلا راحة: "ببقى ميت من الجوع وصاحب الشغل معندهوش رحمة، لو شافني باكل يقولي مشوفش وشك تاني"، يجوب "مكرم" جميع مقالب القمامة بالمنطقة ثم يجمعها ويحملها على كاهله ويعود لفرزها، "لو مش عاجبك امشي الباب يفوق جمل"، الجملة التي انطلقت على لسان صاحب العمل عندما طالب "مكرم" بأجره لكي يجلب علاج ابنه الذي صدمته السيارة بعد أن رفض أخذ عوضه، يضيف: "ساعات بشتغل ويقولي مفيش فلوس ولو اعترضت يطردني وشربت الذل والمر".
تضاعفت معاناة "حلاوتهم" التي قررت العمل مع زوجها لتوفير العلاج لابنها المريض وسد احتياجات الأسرة: "لما بعمل الأكل بيقع عليه التراب من السقف وبيبوظ، يعني بناكل وسط ريحة وحشة والأكل كله تراب"، بينما تعجز الطفلة "مريم" صاحبة الـ 10 سنوات عن اللعب مع رفاقها بالغرفة لكثرة القمامة، وتؤكد أنها تشعر بالاختناق وتتمنى لو هجرت المكان وبقيت بالمدرسة دائمًا.