بالصور.. "البيت المهجور" اللي مش هيموت "تحت الأنقاض" هيموت "من قرصة ثعبان"
الأربعاء 30/نوفمبر/2016 - 02:10 ص
فاطمة أبوالوفا
طباعة
بيوت خيم الحزن على وجهها، فبدت كرجل عجوز عبث به الدهر فأصبح على مشارف الموت، وجدران رُسم العبوث على جدرانها وكأنها تعبر عن حال قاطنيها، بعضها انتهى به المطاف وانهار، والبعض الآخر على مشارف السقوط، حواري وأزقة متشابكة أشبه بـ "مثلث برامودا" وحياة أقرب إلى الموت، لكن بدا الأمر مرعبًا داخل أول بيوت منطقة "الجباسة"، فلا تقترب منه قدمًا دون أن تتوجس خوفًا، ولا يمر عليه غريبًا دون أن يشعر برهبة تنبعث من ثنايا جدرانه المتآكله، فيبدو لأول وهلة وكأنه "مهجور"، لكن بمجرد أن تتوغل الأقدام به وتقترب الأعين منه، تظهر غرف ضيقة ملاصقة لبعضها، يسكنها نساء فقيرات لا يريدن سوي الخروج بسلام من هذا المنزل المرعب.
تجلس الحاجة "عواطف" مداعبة حفيدها، وتراقبه بحذر شديد خشية من أن يغادر الغرفة، بينما ينهمك ابنها "عبد الله" في مشاهدة التلفاز بعد أن ترك المدرسة لعجز والدته عن دفع المصاريف، تتولى ابنتها الكبرى ترتيب الغرفة، ستائر بيضاء تغطي الجدران، لتحجب الشقوق و"شيح" وُضع في كل مكان، أملاُ في النجاة من الثعابين التى رافقتهم على مدار 55عامًا: "انا وسلايفي الـ3 سكانين هنا من زمان والبيت مهجور وحالته زفت، وكله تعابين وحياتنا على كف عفريت ومنتظرين الموت في أي لحظة"، تؤكد الحاجة عواطف أن هذا المنزل يتبع وزارة الأوقاف وكان من المفترض أن يحصلوا على سكن آخر لكن منذ قيام ثورة 25 يناير ولم يتغير شيء: "ناس كتيرة تيجي وتقول أنتوا عايشين هنا ازاي انتوا لازم تاخدو سكن بديل، ويصورونا ويصوروا البيت ويمشوا، ومش بنشوف وشهم تاني".
محاولات كثيرة قامت بها الأسرة لتتخلص من الثعابين التي تظهر باستمرار في المنزل من خلال حفر عميقة بالأرض وشقوق واسعة في الجدران: "دهنا الحيطة كذا مرة والدهان كان بيطرقع والشقوق بتظهر تاني والفلوس بتضيع على الفاضي، كذا مرة تظهر حية وتعابين كبيرة أوي ده غير الخنافس والصراصير والنمل، واللى بيدخل البيت بيخرج على الموت، جوزي جاله شلل وجلطة ومات"، تحرص الحاجة عواطف على تنبيه أبنائها لتوخي الحذر، فلا يمر يوم دون أن توجه لهم عدة نصائح: "بعرف عيالي إن مينفعش حد يقعد لوحده، لازم نكون جنب بعض كلنا عشان لو حصل حاجة، لأن قبل كده الحيطة وقعت على بنتي وهى نايمة".
تتحدث المرأة الستينية بعين دامعة ونبرة صوت حزينة ممزوجة بالفزع: " كنت قاعدة بعمل الأكل لوحدي والعيال كلهم برة الأوضة، لقيت تعبان كبير وتخين طالع من وسط المواعين في الأرض، اتسحبت من غير شبشب ولا طرحة وطلعت برة الأوضة وصوت، لحد ما شباب من المنطقة موتوه، دي غابة مش بيت أبدًا احنا كل يوم بنتشاهد واحنا نايمين، وسلفي قام من النوم قبل كده لقى التعبان جنبه".
تلتقط أطراف الحديث الحاجة سميرة، القاطنة في الغرفة المجاورة، قائلةً: "مكان التعابين باين على الرملة وفي أماكن كتيرة في البيت مقفولة محدش بيقرب منها لأنها مهجورة وكلها تعابين من جوه، نفسنا نخرج من هنا بس هنعمل ايه، ولأن منظر البيت مرعب بقى اسمه البيت المهجور؟"، تعمل المراة الأربعينيه خادمة في البيوت لتعول أبنائها، بينما يعمل زوجها مبيض محارة: "ابنى الكبير في هندسة والتاني في نظم معلومات والبنت في ثانوية عامة وبقطع من جسمى واديهم عشان يبقوا كويسين".
تجلس الحاجة "عواطف" مداعبة حفيدها، وتراقبه بحذر شديد خشية من أن يغادر الغرفة، بينما ينهمك ابنها "عبد الله" في مشاهدة التلفاز بعد أن ترك المدرسة لعجز والدته عن دفع المصاريف، تتولى ابنتها الكبرى ترتيب الغرفة، ستائر بيضاء تغطي الجدران، لتحجب الشقوق و"شيح" وُضع في كل مكان، أملاُ في النجاة من الثعابين التى رافقتهم على مدار 55عامًا: "انا وسلايفي الـ3 سكانين هنا من زمان والبيت مهجور وحالته زفت، وكله تعابين وحياتنا على كف عفريت ومنتظرين الموت في أي لحظة"، تؤكد الحاجة عواطف أن هذا المنزل يتبع وزارة الأوقاف وكان من المفترض أن يحصلوا على سكن آخر لكن منذ قيام ثورة 25 يناير ولم يتغير شيء: "ناس كتيرة تيجي وتقول أنتوا عايشين هنا ازاي انتوا لازم تاخدو سكن بديل، ويصورونا ويصوروا البيت ويمشوا، ومش بنشوف وشهم تاني".
محاولات كثيرة قامت بها الأسرة لتتخلص من الثعابين التي تظهر باستمرار في المنزل من خلال حفر عميقة بالأرض وشقوق واسعة في الجدران: "دهنا الحيطة كذا مرة والدهان كان بيطرقع والشقوق بتظهر تاني والفلوس بتضيع على الفاضي، كذا مرة تظهر حية وتعابين كبيرة أوي ده غير الخنافس والصراصير والنمل، واللى بيدخل البيت بيخرج على الموت، جوزي جاله شلل وجلطة ومات"، تحرص الحاجة عواطف على تنبيه أبنائها لتوخي الحذر، فلا يمر يوم دون أن توجه لهم عدة نصائح: "بعرف عيالي إن مينفعش حد يقعد لوحده، لازم نكون جنب بعض كلنا عشان لو حصل حاجة، لأن قبل كده الحيطة وقعت على بنتي وهى نايمة".
تتحدث المرأة الستينية بعين دامعة ونبرة صوت حزينة ممزوجة بالفزع: " كنت قاعدة بعمل الأكل لوحدي والعيال كلهم برة الأوضة، لقيت تعبان كبير وتخين طالع من وسط المواعين في الأرض، اتسحبت من غير شبشب ولا طرحة وطلعت برة الأوضة وصوت، لحد ما شباب من المنطقة موتوه، دي غابة مش بيت أبدًا احنا كل يوم بنتشاهد واحنا نايمين، وسلفي قام من النوم قبل كده لقى التعبان جنبه".
تلتقط أطراف الحديث الحاجة سميرة، القاطنة في الغرفة المجاورة، قائلةً: "مكان التعابين باين على الرملة وفي أماكن كتيرة في البيت مقفولة محدش بيقرب منها لأنها مهجورة وكلها تعابين من جوه، نفسنا نخرج من هنا بس هنعمل ايه، ولأن منظر البيت مرعب بقى اسمه البيت المهجور؟"، تعمل المراة الأربعينيه خادمة في البيوت لتعول أبنائها، بينما يعمل زوجها مبيض محارة: "ابنى الكبير في هندسة والتاني في نظم معلومات والبنت في ثانوية عامة وبقطع من جسمى واديهم عشان يبقوا كويسين".