رغبتهم في الإبداع دفعتهم للظهور بشكل مختلف على المسرح، لكن افتقارهم للإمكانيات التي تؤهلهم للظهور كان بمثابة حاجزًا كبيرًا أمامهم، حبهم للمسرح كان دافع لانتصار رغبتهم، فمضوا لتحقيق حلمهم، وسارعوا بالخروج من بوتقة الفن التقليدي، ليقدموا فنًا مختلفًا يلمس قلب الجمهور ويحرك مشاعره بالضحك تارة والبكاء تارة أخرى دون التفوه بحرف، معتدمين على حركات جسدهم وإيماءات وجههم فيما يعرف بفن "البانتوميم".

"ألفا آند أوميجا" الحروف التي أقتبسوها من لغتهم القبطية لتحمل إسم فريقهم، يقول مخرج الفرقة مارك صموئيل: "في الأصل ليها معنى ديني خاص بينا، لكن المعنى العام ليها ان احنا هنعبر عن كل الحروف دي وكل اللغات دي بس بدون كلام، وأخدنا أول وآخر حرف في اللغة القبطية اللي هي منبثقة من الهيروغليفية"، ويؤكد أنهم بدأوا منذ عام 2008 بتنفيذ ورش يُعلمون خلالها فن "البانتوميم" ليصبح عددهم في تزايد مستمر.

ويضيف مارك: "المجموعة الأساسية أكتر من 15 فرد، وفي عروض بنحتاج فيها ناس جديدة، ودول بيشاركوا من الورش اللي بنعملها أو من الكنيسة واللي شغله حلو بيشارك معانا، وطبعًا لازم الموهبة، والعصب يكون كويس مع حركات الجسم، لأن في ناس وشها مفهوش ريأكشنات، لأن في مشاهد مش بتبان غير بتعبيرات الوجه، ومشاهد بنمرر فيها الأيد والأصابع على حاجة، والموهوب متوفر عنده كل ده".

ويؤكد أن عروضهم أقتصرت في البداية على فن "المايم" الذي يتميز بالرقص واستخدام الملابس والإكسوارات والألوان المختلفة، وعندما نالوا إعجاب الجمهور اتجهوا إلي فن "البناتوميم" يقول: "أفلام تشارلي تشابلن ساعدتنا كتير، احنا بنتجرد من الملابس التقليدية والديكورات وبندهن وشنا بأبيض وأسود فقط، لكن الألوان الكتيرة دي في البهلونات، وكل لون بيكون ليه دلالة، واحنا هدفنا الأول توصيل الفكرة بالحركات والإيماءات".

"the masks"
كان أول عروض فريق "ألفا آند أوميجا"، كان الهدف منه التعبير عن الأشخاص الذين يعيشون بمئة وجه، وكان أقرب العروض إلى قلوبهم.

"body core "
"اللى عملنا فيه دور الرأس والِرجل، يعني أجزاء الجسم منفصلة وكل جزء كان ليه دور، وهدفنا منه أنه أجزاء الجسم كلها مترابطة مينفعش جزء يشتغل من غير التاني ووصلنا للناس من خلاله أن محدش هيشتغل غير لما نتجمع كلنا".

برز دور السويشيال ميديا في وصول شهرة "ألفا آند أوميجا" لمحافظات نائية وتخطي عدد الإيفنات الـ5 إيفنتات خلال الشهر: "بنعمل دعاية لنفسنا من السويشيال ميديا ومش بنطلب فلوس من حد بندفع من جيبنا، ولو حد طلبنا وادانا فلوس بناخد اللي يجيبه وبنحطه في صندوق المسرح علشان مصاريف الميك آب بتكون غالية لاننا بنستخدم ميك آب صحي وهدفنا مش الفلوس أهم حاجة فكرتنا توصل للجمهور".

ويوضح "مارك" أن خطتهم في الفترة القادمة ستقتصر على تقديم فن "البانتوميم" في أفلام قصيرة، ويؤكد أنهم يقومون بالبروفات بقاعات يستأجروها أو قاعات تتبع الكنيسة: "مرة ملقيناش مكان نعمل البروفا فيه، عملناه عندي في البيت لأن هدفنا إن مفيش حاجة توقفنا وهدفنا نشتغل في أي مكان وتحت أي ظرف"، ويواصل: "فن البانتوميم معتمد على الحركة والموسيقى، وبيخلط ما بين الكوميديا والدراما، اللي بيتفرج بيضحك وبيزعل وبيعيط، العرض بيشمل كل عناصر الفن وبيكون فيه خناق وصراع وده ظهر في عرض عملناه عن الثورة".