"الحاجة إحسان" معاناة في "لقمة العيش" ومعاناة في "السكن"
السبت 03/ديسمبر/2016 - 10:26 م
فاطمة أبو الوفا
طباعة
ابتسامة لا تفارق وجهها، ولهجة صعيدية أصيلة ترسخت في حروف كلماتها، تجلس على مقعدها الخشبي الصغير، الذي نادرًا ما تفارقه، لكونها تجد صعوبة بالغة في الحركة، تتشح بجلبابها الأسود الأنيق، تمر ساعات ودقائق حتي يظهر لها زبون يبث في روحها الأمل لتستكمل يومها الذي يبدأ من الـ 7 صباحًا وينتهي في الـ10 مساءً على أمل قدوم زبائن آخرون.
يتلخص عالم الحاجة "إحسان صالح" في دكان صغير تستمد منه رزقها، وغرفة خشبية تأوويها هي وأولادها وأحفادها الـ15: " جوزي الله يرحمه كان أرزاقي وملناش معاش نصرف منه، والعيشة كلها على الله، وبدفع إيجار الأوضة 25 جنيه في الشهر، بنتى اتطلقت وقعدت معايا بعيالها، والواد التاني متجوز معايا في الأوضة والتالت بعد ما اتحبس مراته وعيالوا قعدوا معانا، عددنا كلنا 15 وبننام في الأوضة بالعافية".
تضع المرأة الخمسينية بوتاجاز صغير بجوارها لتصنع كوبًا من الشاي متي شعرت بالحاجة إلي النوم: "من ساعة ما العربية خبطتنى ومبقتش اتحرك زي الاول، والحاجة تقيلة عليا لو غسلت كوباية بيكون وانا قاعدة، والعيشة صعبة شوية"، تستيقظ الحاجة إحسان في الـ6 صباحًا لتصل إلي "الدكان" في الـ7 بعد أن تتناول الفطور برفقة أسرتها لتبدأ يومًا مملًا لا جديد فيه "حسب وصفها.
وتضيف المرأة الستينية: " ببيع باكو بسكويت أو علبة سجاير، انا عارفة أن فلوسها مش حلال بس هعمل إيه مفيش حد بيشترى حاجة غيرها واللي في البيت كلهم في رقبتي مين هيأكلهم ويصرف عليهم وابنى الله أعلم هيخرج من السجن امتى، أنا بنام على نفسي وانا قاعدة والله وبخاف حد يسرقنى"، تتذكر الحاجة إحسان المرة التي تعرضت فيها للسرقة "عربجي قالي عاوز علبة سجاير وخد البوك كان فيه فلوسي كلها ومشي، ولما وصفته للعربجية اللي في الشارع عرفوه وجابولي الفلوس، أصل المال الحلال اللي بنشقي فيه ميروحش هدر".
تقتصر حياة "الحاجة إحسان" على دكانها وغرفتها، وتدفع إيجار الدكان 600 جنيه كل عام، تنهي يومها في الدكان وتعود إلي غرفتها لتستكمل معاناة أشد ألمًا وقسوة تتمثل في الحمام المشترك "احنا كذا أوضة في البيت وكل أوضة فيها أورطة عيال وبندخل بالطوابير وبتبقي معجنة، وبقالي 15 سنة على الحال ده، ومش باخد ولا يوم راحة، طول الأسبوع شغالة في الدكان.
يتردد أحفاد الحاجة إحسان عليها بين الحين والآخر ليأنسوا وحدتها، فإذا بحفيدها الصغير يهرول في عجالة شديدة:"ياستى الحقي المطرة هتمطر انا هدخل الكراتين بسرعة"، وعندما أنتهى جلس إلى جوارها، فنظرت إليه بعين تفيض حنانًا واستأنفت حديثها قائلة: "هما اللى بيونسوني والله، وبيهونوا عليا تعبي، والله بكسل أروح للدكتور عشان تكاليف التحاليل والأشعة وبقول هما أولي بالقرش، بس أخرتها هنموت ومش هناخد معانا حاجة".
يتلخص عالم الحاجة "إحسان صالح" في دكان صغير تستمد منه رزقها، وغرفة خشبية تأوويها هي وأولادها وأحفادها الـ15: " جوزي الله يرحمه كان أرزاقي وملناش معاش نصرف منه، والعيشة كلها على الله، وبدفع إيجار الأوضة 25 جنيه في الشهر، بنتى اتطلقت وقعدت معايا بعيالها، والواد التاني متجوز معايا في الأوضة والتالت بعد ما اتحبس مراته وعيالوا قعدوا معانا، عددنا كلنا 15 وبننام في الأوضة بالعافية".
تضع المرأة الخمسينية بوتاجاز صغير بجوارها لتصنع كوبًا من الشاي متي شعرت بالحاجة إلي النوم: "من ساعة ما العربية خبطتنى ومبقتش اتحرك زي الاول، والحاجة تقيلة عليا لو غسلت كوباية بيكون وانا قاعدة، والعيشة صعبة شوية"، تستيقظ الحاجة إحسان في الـ6 صباحًا لتصل إلي "الدكان" في الـ7 بعد أن تتناول الفطور برفقة أسرتها لتبدأ يومًا مملًا لا جديد فيه "حسب وصفها.
وتضيف المرأة الستينية: " ببيع باكو بسكويت أو علبة سجاير، انا عارفة أن فلوسها مش حلال بس هعمل إيه مفيش حد بيشترى حاجة غيرها واللي في البيت كلهم في رقبتي مين هيأكلهم ويصرف عليهم وابنى الله أعلم هيخرج من السجن امتى، أنا بنام على نفسي وانا قاعدة والله وبخاف حد يسرقنى"، تتذكر الحاجة إحسان المرة التي تعرضت فيها للسرقة "عربجي قالي عاوز علبة سجاير وخد البوك كان فيه فلوسي كلها ومشي، ولما وصفته للعربجية اللي في الشارع عرفوه وجابولي الفلوس، أصل المال الحلال اللي بنشقي فيه ميروحش هدر".
تقتصر حياة "الحاجة إحسان" على دكانها وغرفتها، وتدفع إيجار الدكان 600 جنيه كل عام، تنهي يومها في الدكان وتعود إلي غرفتها لتستكمل معاناة أشد ألمًا وقسوة تتمثل في الحمام المشترك "احنا كذا أوضة في البيت وكل أوضة فيها أورطة عيال وبندخل بالطوابير وبتبقي معجنة، وبقالي 15 سنة على الحال ده، ومش باخد ولا يوم راحة، طول الأسبوع شغالة في الدكان.
يتردد أحفاد الحاجة إحسان عليها بين الحين والآخر ليأنسوا وحدتها، فإذا بحفيدها الصغير يهرول في عجالة شديدة:"ياستى الحقي المطرة هتمطر انا هدخل الكراتين بسرعة"، وعندما أنتهى جلس إلى جوارها، فنظرت إليه بعين تفيض حنانًا واستأنفت حديثها قائلة: "هما اللى بيونسوني والله، وبيهونوا عليا تعبي، والله بكسل أروح للدكتور عشان تكاليف التحاليل والأشعة وبقول هما أولي بالقرش، بس أخرتها هنموت ومش هناخد معانا حاجة".