ما بين "الشحاتة" و"المتسولة".. "رحمة"
الأحد 11/ديسمبر/2016 - 05:34 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
الساعة السادسة صباحًا ترتدي جلبابها الأسود المتسخ، متجه صوب باب المنزل في هدوء دون أن يستشعر أحد مغادرتها، فتخترق الحواري والأزقة، ووجهها يحتضن الأرض فتسارع بخطاها حتي تغيب عن مكان سكنها، وفي تلك اللحظة الفاصلة تنقلب الموازين، فسريعًا ما تبطئ خطواتها وتكشف عن وجهها وتمد يدها للمارة "لله يامحسنين لله"
ساعات طويلة تجوب خلالها الشوارع لعلها تحصد ما يسد جزء من بحر الديون الذي غرقت فيه، بدأت مأساة الحاجة "رحمة عبد الرحمن" عندما تركها زوجها بعد أن تراكمت الديون عليها: "كنت ببيع شوية هدوم في السوق وخسرتهم، جوزي سابني وأتجوز وساب معايا ولدين واحد مات والتاني عايش معايا، ولو بعت الواد ياخد منه فلوس يشتمه ويجرى وراه بالسكينة، وأنا مش متسولة والله أنا بشحت لأن الظروف أجبرتني".
لم تجد المرأة الخمسينية مخرجًا سوى أن تبيع أثاث غرفتها، وعندما استنجدت بأشقائها لم تجد منهم سوى الإهانة: "طردوني ورفضوا يساعدوني مع انهم مستريحين ومعاهم فلوس، واتنازلت عن الورث بتاعي ومحدش ساعدني وفي أي وقت هيطردوني من حتة الأوضة اللي أنا قاعدة فيها، بعدها جوزي مات وبقيت نايمة على البلاط، وقالوا للناس أحبسوها بالديون ملناش دعوة ولما لجأت ليهم قفلوا الباب في وشي".
وتضيف الحاجة "رحمة" بنبرة يتخللها الحزن والألم: "رحت أتعالج من الفتاق الدكتور قالي عاوزة عملية بـ35 ألف جنيه، وقالي انتى تعبانة بقالك 16 سنة لسه فاكرة تتعالجي، ببقي هموت من الجوع ومحدش بيحن عليا، وحتي ابني الوحيد مش ثابت في شغلانة وعلى طول نايم أو بره مع أصحابه، واتخانق معايا وكسر ليا رجلى بالترابيزة عشان عاوز فلوس، أنا مكنتش أتوقع إني ابقى شحاتة في يوم بس لما أمد أيدي للغريب أرحم بكتير من إني أمد إيدى للقريب ويخذلني".
ساعات طويلة تجوب خلالها الشوارع لعلها تحصد ما يسد جزء من بحر الديون الذي غرقت فيه، بدأت مأساة الحاجة "رحمة عبد الرحمن" عندما تركها زوجها بعد أن تراكمت الديون عليها: "كنت ببيع شوية هدوم في السوق وخسرتهم، جوزي سابني وأتجوز وساب معايا ولدين واحد مات والتاني عايش معايا، ولو بعت الواد ياخد منه فلوس يشتمه ويجرى وراه بالسكينة، وأنا مش متسولة والله أنا بشحت لأن الظروف أجبرتني".
لم تجد المرأة الخمسينية مخرجًا سوى أن تبيع أثاث غرفتها، وعندما استنجدت بأشقائها لم تجد منهم سوى الإهانة: "طردوني ورفضوا يساعدوني مع انهم مستريحين ومعاهم فلوس، واتنازلت عن الورث بتاعي ومحدش ساعدني وفي أي وقت هيطردوني من حتة الأوضة اللي أنا قاعدة فيها، بعدها جوزي مات وبقيت نايمة على البلاط، وقالوا للناس أحبسوها بالديون ملناش دعوة ولما لجأت ليهم قفلوا الباب في وشي".
وتضيف الحاجة "رحمة" بنبرة يتخللها الحزن والألم: "رحت أتعالج من الفتاق الدكتور قالي عاوزة عملية بـ35 ألف جنيه، وقالي انتى تعبانة بقالك 16 سنة لسه فاكرة تتعالجي، ببقي هموت من الجوع ومحدش بيحن عليا، وحتي ابني الوحيد مش ثابت في شغلانة وعلى طول نايم أو بره مع أصحابه، واتخانق معايا وكسر ليا رجلى بالترابيزة عشان عاوز فلوس، أنا مكنتش أتوقع إني ابقى شحاتة في يوم بس لما أمد أيدي للغريب أرحم بكتير من إني أمد إيدى للقريب ويخذلني".