تعرف على الضيف الخفيف.. "دفن نفسه قبل موته"
الأربعاء 14/ديسمبر/2016 - 06:23 م
اية محمد
طباعة
أسمر ونحيل، مصري بسيط يمتلك الموهبة يقف وكأنه "جزع شجرة باصص للسما"، لم يعرف الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقه " ثلاثي أضواء المسرح" التي قدم من خلالها عدة اسكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية أشهرها " طبيخ الملائكة" كل واحد له عفريت" و"زيارة غرامية" و"الرجل اللي جوز مراته"، التي أخرجها للفرقة، هو الضيف أحمد اسم على مسمى، حيثُ جاء بصرخةٍ أولى إلى الدُنيا، وعاش كالضيف الخفيف بها.
ولد "الضيف أحمد الضيف" يوم 12 ديسمبر عام 1936، في مدينة تمي الأمديد بالدقهلية، حصل على ليسانس من قسم الاجتماع بكلية الآداب عام 1960، وتزوج من "نبيلة مندور"، التي أنجب منها ابنه واحدة فقط.
بدأ الفنان الكوميدي حياته الفنية وهو لا يزال طالبًا بالجامعة حيث عمل مخرجًا وممثلًا بفريق التمثيل الجامعي.
بدأت موهبة الضيف أحمد تظهر في تقليد المدرسين بمدرسته ثم أصبح نجم المسرح في الجامعة وحصل على الميدالية الذهبية، ثم أخرج عددًا من المسرحيات العالمية بعد تخرجه منها "شترتون"، "الفريد يغني"، "الغربان" و"الأخوة كرامازوف" عن رواية الأديب الروسي ديستوفسكي، وفي هذه المسرحية لفت نظر النجم فؤاد المهندس واختاره للمشاركة في مسرحية "أنا وهو وهي".
وكما قدم عددًا من الأفلام الناجحة جاء في مقدمتها " القاهرة في الليل " عام 1963 و"آخر شقاوة" عام 1964 و"المشاغبون" عام 1965 و"30 يوم في السجن" و"المجانين الثلاثة" عام 1970.
وهكذا استطاع أن يترك بصمة متميزة في تاريخ السينما المصرية، كانت بداية حياة الضيف أحمد الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح بالاشتراك مع سمير غانم وجورج سيدهم.
لم يكن الضيف أحمد هو أبرز نجوم فرقة ثلاثي أضواء المسرح أو أكثرهم إضحاكا أمام الجمهور، حيث لمع نجم جورج سيدهم في البداية، ثم تألق سمير غانم وأصبح له أسلوبه الخاص في صنع الكوميديا، ولكن ما لا تعلمه أن الضيف أحمد هو عقل الفرقة المفكر وصاحب الرؤية الفنية، كما أنه أخرج لها مسرحية "كل واحد وله عفريت"، إضافة إلى الإشراف على إدارة الفرقة واختيار النصوص لها طوال عمله مع زميليه سمير وجورج.
وفي الرابعة صباحًا بعد أمسية انتهي خلالها الضيف أحمد من إجراء بروفة على خشبة المسرح، جسَد فيها شخصية رجلٌ ميت، وهو آخر مشهد في مسرحية "الراجل اللي جوز مراته"، حيثُ كان يسخَر من الموت في كل فصولها، من إخراجه وتمثيله هو، وبعد أنّ انتهى من بروفة الموت، ووضعه الحانوتي في التابوت، خرج مرة أخرى في الواحدة صباحًا، حسب جريدة الأهرام، ثمُ توجه إلى منزله، ويواجه مشهده الأخير في الحياة، فقال لزوجته نبيلة مندور، إنه يشعر بإجهاد، وضيق في التنفس، ثُم استراح علي السرير، وتضاعف عليه الألم، ولم يصل الطبيب الذي استدعوه، وصعدت روح الضيف أحمد إلى السماء، فى 16 ابريل عام 1970،عن عُمر يناهز 33 سنة بعد رحلة فنية قصيرة، حيثُ لفظ أنفاسه الأخيرة في مشهد دراميّ على خشبات المسرح.