جاء موقف القيادات السوادنية، بملاحقة أعضاء جماعة الإخوان الإهاربية، الهاربين من القاهرة، بعد مساندتها لهم منذ قيام ثورة 30 يونيو، ليبرهن على عودة العلاقات المصرية السودانية لمسارها الطبيعي، ويؤكد احترام عمر البشير، للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي نجحت جهوده الدبلوماسية في عودة أغلب العلاقات العربية والأفريقية التي تأزمت طوال فترة حكم الجماعة.

وهو الأمر الذي استنكرته جماعة الإخوان، لافتة إلى أن السودان أهم البلاد التي فر إليها الإخوان عقب 30 يونيو 2013 باتت مناخًا طاردًا لمن انتقل إليها في ظل صعوبة العيش هناك، وصعوبة العثور على فرص عمل، إضافة للتضييق الآمني الكبير منذ نحو عام ونصف تقريبًا.

_ السودان تحارب الإرهاب

قالت مصادر إخوانية، إن أجهزة الأمن السودانية تجري تحريات واسعة على شباب وأعضاء جماعة الإخوان المقيمين هناك في أعقاب التقارير المصرية الخاصة بأن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية، كان قد انتقل إلى هناك في مرحلة سابقة عقب خروجه من السجن في مصر، مما دفع عددًا كبيرًا من شباب وأعضاء الجماعة إلى الرحيل من السودان إلى دول أخرى مثل تركيا.

_ محاولات فاشلة للجوء السياسي بالسودان

كانت قيادات جماعة الإخوان المعتصمين بميدان رابعة العدوية، يخططون للهرب خارج البلاد في اتجاه الحدود السودانية، وذلك قبل القبض عليهم خلال عملية فض الاعتصام، بعد تفويض الشعب للقوات المسلحة وجهاز الشرطة بمكافحة الإرهاب والعنف.

وكان على رأس هذه القيادات الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، والدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب السابق، وصفوت حجازي، والدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، وجمال عبد الهادي، وعبد الله بركات، عضوا الجماعة ومن كبار الدعاة بها، وباسم عودة، وزير التموين السابق، وأسامة ياسين، وزير الشباب السابق.

فيما تشكلت قاعدة من إخوان مصر في السودان، ورغم محاولات عدة من الأمن المصري لضبط هذا الأمر إلا أنهم نجحوا في الفرار، الأمر الذي تمت معالجته عن طريق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

_ الجهود الدبلوماسية تحسم الأمر

اتهم الجانب المصري، السودان بصورة غير مباشرة بدعم أعضاء الإخوان الفارين إليها، إلا أن الموقف الرسمي السوداني نفى ذلك تمامًا، وخرجت بعض وسائل الإعلام المصرية، منددة بدعم النظام السوداني لجماعة الإخوان المسلمين، كون أن النظام الحاكم في السودان ينحدر من خلفية إسلامية.

فيما حسمت دبلوماسية الرئيس السيسي، عندما أشاد بشجاعة الرئيس السوداني، عمر البشير، خلال مشاركته في الحوار الوطني السوداني، كما دعا أبناء السودان لإيجاد آليات سياسية وآفاق أرحب لدعم عملية السلام، مؤكدًا أن مصر تدعم كل الجهود لتعزيز أواصر السلام في السودان، الأمر الذي أحرج عمر البشير الذي طالما ساند الإخوان ضد الإرادة المصرية.