قائمة المنقولات الزوجية (أو "القائمة" كما هو متعارف عليها في مصر) هي وثيقة قانونية تُعد عند الزواج لتوثيق جميع الممتلكات المنقولة التي تُقدمها الزوجة والزوج معًا كجهاز، وتعتبر القائمة بمثابة عقد أمانة يوقعه الزوج رغم تقديمه معظم محتويات تلك القائمة حيث تكتفي بعض الزوجات بالمشاركة ببعض الأدوات الكهربائية والمطبخ فيما يستكمل الزوج تجهيز كافة محتويات شقة الزوجية بالإضافة إلى شراء الذهب أو الألماس لزوجته، ويقر بعد ذلك باستلام هذه المنقولات كاملة ويلتزم بردها أو تعويض قيمتها عند طلب الزوجة، خاصةً في حالة الطلاق.
وفي مصر، أصبحت قائمة المنقولات الزوجية عبئًا ثقيلًا على كاهل الشباب المقبلين على الزواج. هذه القوائم، التي تُعد جزءًا من العادات والتقاليد التي يراها البعض سيئة فلم يرد ذكرها في كتب التراث الإسلامي ولم ينادي بها الشرع الحنيف، وتحولت إلى أداة ضغط وتحدٍ كبير للشباب، حيث تُستخدم في بعض الأحيان كوسيلة للتهديد والابتزاز الدائم لهم.
الضغط المالي: العبء الذي لا يُطاق
يواجه الشباب عقبات مالية عند إقدامهم على الزواج، حيث يُطلب منهم تجهيز منزل الزوجية بأثاث ومقتنيات ذات قيمة عالية، هذا الضغط المالي يُؤجل أحلام الشباب في الزواج ويُشكل عقبة كبيرة أمامهم، فالشباب يُجبرون على تحمل ديون كبيرة لتجهيز المنزل، لذا يضطرون لكتابة قائمة منقولات كبيرة وكتأكيد منهم على حسن نيتهم للطرف الآخر وأهل الزوجة فإنهم يوقعون على تلك القائمة، مما يُؤثر على استقرارهم المالي ويُهدد مستقبلهم.
الخوف من الحبس: الكابوس الذي لا ينتهي
يُخشى الشباب من اتهام زوجاتهم لهم بتبديد المنقولات، مما قد يؤدي إلى الحبس لمدة قد تصل إلى 3 سنوات. هذا الخوف يُشكل قلقًا دائمًا لدى الشباب، ويُؤثر على استقرارهم النفسي والاجتماعي. فالشباب يُصبحون رهائن لقائمة المنقولات، ويعيشون في خوف دائم من الاتهام بتبديدها من قبل زوجاتهم حال نشوب أي نزاع في البيت، فلا يخلو بيت من أي نزاع بين الزوجين.
التوتر في العلاقات: النزاعات التي لا تنتهي
تُسبب قائمة المنقولات توترًا في العلاقات الزوجية، حيث تُصبح مصدرًا للخلافات والنزاعات. هذا التوتر يُؤثر على استقرار الأسرة ويُهدد العلاقة الزوجية. فالزوجان يُصبحان في صراع دائم حول قائمة المنقولات، مما يُؤثر على حياتهما الزوجية ويُهدد استقرارها.
العنوسة: حلم الزواج الذي يتلاشى
تُساهم قائمة المنقولات في زيادة نسبة العنوسة بين الفتيات، حيث يُصبح الزواج أقل جاذبية للشباب. هذا يُؤثر على المجتمع ككل ويُشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع المصري. فالشباب يُؤجلون الزواج بسبب الضغط المالي وقائمة المنقولات، مما يُؤدي إلى زيادة نسبة العنوسة بين الفتيات في مجتمعنا المصري.
موقف القانون من قائمة المنقولات
وفقًا للقانون، تُعتبر قائمة المنقولات من قبيل عقود عارية الاستعمال. وحال اعتراض الزوجة على استلام المنقولات، فلمحكمة الجنح الحق في الحكم على الزوج باستكمال الناقص من المنقولات وتغيير التالف أو استبدالها. وإذا تخلف الزوج عن ذلك، حكمت المحكمة بتبديده لتلك المنقولات، ومن ثم يتعرض للحبس.
دعوات للتخلص من قائمة المنقولات
دعا العديد من الشخصيات العامة إلى التخلص من قائمة المنقولات والعودة إلى صحيح الدين الإسلامي الحنيف، حيث يُنفق كل شخص حسب سعته. فالزواج يجب أن يكون مبنيًا على الحب والاحترام المتبادل، وليس على الضغط المالي والتهديد بالحبس. يجب على الشباب أن يتزوجوا وفق استطاعتهم، وأن يُؤثثوا مسكن الزوجية بما يتناسب مع إمكانياتهم، وإذا رغبت الزوجة بالمشاركة فهو كرم منها وإلا تحمل الشاب تأثيث منزل الزوجية وحده بكل ما يحتاج إليه من أساسيات ضرورية للحياة ووفق فقه الأولويات.
الحلول الممكنة: الطريق إلى المستقبل
يجب إعادة النظر في العادات والتقاليد المتعلقة بقائمة المنقولات، والعمل على تقليل الضغط المالي والاجتماعي على الشباب. كما يجب تعديل القوانين المتعلقة بقائمة المنقولات لجعلها أكثر عدالة ومرونة. ونشر الوعي والتثقيف حول أهمية الزواج والعلاقات الزوجية، وتوضيح المخاطر المرتبطة بقائمة المنقولات، هو أيضًا جزء من الحل.
الخلاصة: التغيير يبدأ الآن
قائمة المنقولات الزوجية تُشكل تحديًا كبيرًا للشباب في مصر، وتُساهم في زيادة نسبة العنوسة بين الفتيات. يجب العمل على حل هذه المشكلة من خلال إعادة النظر في العادات والتقاليد، ووقف العمل بقائمة المنقولات على أن يقوم الشاب بتأثيث مسكن الزوجية قدر استطاعته مع التزامه بالمهر وتعديل القوانين، ونشر الوعي والتثقيف، التغيير يبدأ الآن، ويجب أن نعمل جميعًا على بناء مستقبل أفضل للشباب والمجتمع المصري.