معارك في سوريا.. تقدم للدواعش.. خسائر مدنية فادحة.. و استخدام ورقة السلاح المائي
الثلاثاء 17/يناير/2017 - 12:54 ص
على وقع التحركات اللوجستية في القاعات والترتيبات الماضية لإطلاق مباحثات السلام السورية في أستانة، هناك تحركات أخرى ميدانية مع خروق الهدنة في أكثر من مكان من البلاد لا سيما وادي بردى.
وتدور أعنف هذه المعارك في الشمال الشرقي من البلاد وتحديدا في دير الزور. حيث يبدو أن داعش، يسعى لاستغلال التطورات الجديدة والاستفادة من انشغال الأطراف الأخرى بحسابات أستانة.
معركة دير الزور، مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أيام، أي منذ أن بدأ مسلحو التنظيم المتطرف أعنف هجوم منذ نحو عامين. يتواجه فيها مسلحو داعش مع القوات السورية والمسلحين الموالين لها على عدة محاور في محيط مطار دير الزور العسكري بشكل أساسي، بالإضافة إلى اشتباكات في محيط دوار البانوراما جنوب غربي المدينة وأحياء أخرى داخل المدينة.
ويسعى داعش على هذه الجبهة، إلى إحكام السيطرة على المطار العسكري الاستراتيجي ومقر اللواء 137 والجبل المطل على المدينة. وفي هذا الإطار، تشير معلومات مؤكدة، إلى تمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة على معمل البلوك في محيط المطار وإحرازه تقدما باتجاه المدينة.
ويبدو واضحا أن داعش يرغب في تقليص مساحة سيطرة الجيش السوري في ما تبقى له من مناطق يسيطر عليها في المحافظة، وذلك للضغط عليه في محاولات لإجهاض ووقف معركة تدمر التي تسعى دمشق لشنها.
وقد خلفت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في هذه الرقعة من الشمال السوري خسائر مدنية كبيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ سقط نحو مائة، بالإضافة إلى تهديد مصير نحو 600 ألف من سكان دير الزور التي يزداد الطوق الناري حولهم إحكاما يوما بعد يوم.
ولا يكتفي داعش بهجماته العنيفة على دير الزور بل يوسع تهديده صوب حلب لكن بأسلوب مختلف. حيث، تحولت المياه إلى سلاح، تماما كما في وادي بردى في محيط دمشق.
فكما في وادي بردى حيث تقع اشتباكات متجددة بين فصائل المعارضة والجيش السوري، يبقى مصير خط المياه الرئيسي المقطوع منذ أكثر من عشرين يوما، مجهولا، مهددا سكان العاصمة بحصار مائي خانق.
وفي حلب، لجأ داعش إلى ورقة السلاح المائي أيضا إذ قطع مسلحو التنظيم مياه الشرب عن المدينة، يإيقاف ضخ المياه من محطتي الفرات والخفسة على نهر الفرات بشكل كامل, وهي خطوط المياه الرئيسية التي تزود حلب باحتياجاتها.