يوجد في مجتمع الصعيد الكثير من العادات والتقاليد المشددة ومنها رفضهم لعمل المرأة، وبالأخص لو عمل معروف؛ فهو للرجال فقط،، ولكن وجدت فتاة من الصعيد تتحدي فكر هذا المجتمع، ولاتهتم لأقاويل من حولها، وطموحها هو النجاح. واعتبرت نموذج مشرف للمرأة المصرية التى ضربت أعظم مثال في أن المرأة يمكنها اقتحام أي مجال وبمهارة الرجل، مؤكدة أن لا توجد مهن للرجال وأخرى للنساء.

فتاة شربت الصنعة من والدها منذ نعومة أظافرها، ماهرة في فك وتركيب قطع غيار السيارات، مُلمة بأسماء جميع “المفكات” والمواتير وأدوات ميكانيكا السيارات، تقوم بفك وتركيب “العفشة” بالكامل، يمكنها من خلال نظرة واحدة للسيارة أن تتعرف على المشكلة “ولا أجدعها مهندس ميكانيكا"، وارتدت “العفريتة” وهو الزي المخصص لعامل الميكانيكا، وترقد تحت السيارة لتقوم بإصلاحها للزبائن بكل مهارة.

الشابة المصرية " لقاء مصطفي الخولي" التى تعمل ميكانيكي اكتسبت الخبرة والمهارة من ورشة والدها في الصعيد.

بدأت " لقاء"، العمل بمهنة الميكانيكا مع والدها، في سن الحاية عشر، في بلدها التي تربت فيها وهي مركز "اسنا" محافظة الأقصر، وتعتبر "لقاء" أصغر أخوتها، كانت تعمل في الورشة بجانب دراستها، زحصلت علي شهادة الدبلوم الثانوي التجاري، وكان يصطحبها والدها "مصطفي الخولي" إلي ورشته الصغيرة لتصليح السيارات، لكونه لم ينجب أبناء ذكور، وقامت بحمل المسئولية وساعدته فى إنهاء طلبات أصحاب السيارات لكى يكسب قوت يومه ويقوم بالإنفاق على أسرته.

أحببت المهنة ولم تكتفي بتعليم والدها، وقرأت العديد من الكتب وتصفحت العديد من المواقع الإلكترونية عن ميكانيكا السيارات.

واجهت "لقاء" الكثير من المشاكل في بداية عملها، ومنها نظرة الناس إليها، والكلام عنها كتيرًا بسبب عودتها إلي المنزل متأخرًا، ولكنها لن تهتم تؤمن بأن" كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر"، بالإضافة إلي أنه أثناء عملها قل عدد الزبائن عن ورشة أبيها، ولكن عندما رأوا مدي تفوقها وبراعتها في تصليح السيارات، أصبح لديها زبائن يأتون إليها خصيصا من كل أنحاء الصعيد لثقتهم في شغلها.

قامت "لقاء" بالانضمام إلى برنامج "حرفي" للتدريب بمجلس التدريب الصناعي لدراسة فن الميكانيكا بشكل علمي يزيد من مهاراتها، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تتفوق وتكون عضو أساسي من فريق عمل الورشة وكسب ثقة الزبائن، وهى الآن تجيد التعامل مع السيارات "الكوري والألماني".

والآن وبعد سنوات من ممارسة المهنة، يأتي زبائن الورشة للبحث عن الأسطى "لقاء" لإصلاح سياراتهم بمهارتها الذين أعتادوا عليها، وتحلم الأسطي "لقاء" بتأسيس مركز صيانة شامل لجميع أنواع السيارات.

وينتهي يوم " لقاء الخولي" في الورشة مع الشحم والمواتير والزيت الساعة 4 مساءًا، بعدها تخلع “العفريتة” لتظهر الأنثي الجميلة من جديد، وتنطلق لتعيش حياتها الطبيعية مع الأسرة والصديقات.

وكان نتيجة نجاح الفتاة صاحبة المهنة الشاقة، وتحمل مهنة لن يعمل بها سوي الرجال فقط، أن تم تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى للشباب بمحافظة أسوان.

وعبرت " لقاء " التى تبلغ من العمر21 عاما، عن مدي سعادتها أثناء تكريمها من الرئيس، وأضافت أنها كانت تتمني أن يكون والدها معها، إلا أنه توفي قبل الحفلة بعدة أسابيع قليلة، الذي يعتبر صاحب الفضل لما وصلت إليهن، وقالت أنها ستهدي هذا التكريم التاريخى لها لروح والدها التى كانت تتمنى أن يكون جالسًا بجوارها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكذلك والدتها التى ساعدتها.

وأوضحت أنها أصيبت بحالة من السعادة والتوتر والقلق والحزن فى آن واحد، فور وقوفها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث إنها لم تكن تحلم أن تشاهده ويكرمها بنفسه، موجهة له كل الشكر والتقديم والمحبة لدعمه للفتيات المكافحات فى كافة المجالات، موضحة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وافق علي فكرة إنشاء مركز "لقاء" لصيانة السيارات بالأقصر.