منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، هي منظمة دولية متخصصة في شأن المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وهي من المنظمات ذائعة الصيت في المجال الحقوقي على مستوى العالم.
كانت المنظمة الدولية سابقاً تتخذ موقفاً محايداً إزاء الشأن المصري قبل ثورة 30يونيو، أما بعد الثورة تبدلت الأحوال رأساً على عقب، وسلكت المنظمة موقفاً مغايراً تماماً.
فأخذت منظمة العفو الدولية على عاتقها الهجوم المتواصل واللاذع للإدارة السياسية المصرية، وللقوات المسلحة، والداخلية المصرية، وأيضاً مؤسسة القضاء، فلم تسلم أياً من مؤسسات الدولة الثابتة من الهجوم المتواصل لها.
وفي سلسلة من الهجمات التي تشنها المنظمة للشأن المصري، أصدرت تقريراً صباح أمس الأربعاء، اتهمت فيه نصف الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي بتشجيع أعمال القمع والقتل والتعذيب التي تحدث في مصر، عن طريق إمداد الجيش المصري بالسلاح.
وقالت المنظمة فى تقريرها إن هناك 12 من 28 دولة عضوًا فى الاتحاد الأوروبى ما زالت من الدول الموردة الرئيسية للأسلحة والمعدات الأمنية لمصر، وأن هذا يعد انتهاكًا للحظر الذى فرضه الاتحاد الأوروبى على نقل الأسلحة إلى مصر فى أغسطس 2013.
وخصت المنظمة بالذكر بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك وفرنسا والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وإسبانيا بوصفها دولاً تصدر المعدات العسكرية لمصر .
وأعربت منظمة العفو عن خشيتها من إلغاء الحظر بشكل كامل بعد القرار الذى أصدرته الولايات المتحدة العام الماضى باستئناف مبيعات الأسلحة إلى مصر بقيمة 1٫3 مليار دولار سنويًا .
وأشار تقرير منظمة العفو إلى أن قائمة المعدات التى زودت الدول الأوروبية مصر بها تشمل أسلحة خفيفة وعربات مدرعة ومروحيات عسكرية وأسلحة ثقيلة وتقنية المراقبة والرصد.
وزعم التقرير أن هذه الأسلحة تستخدم فى ما أسمته الاختفاء القسرى والتعذيب والاعتقالات التعسفية بحق المعارضين المصريين، وعبرت المنظمة عن خشيتها من استخدام هذه المعدات وأنظمة الرقابة فى قمع الاحتجاجات السلمية وانتهاك حق الخصوصية.
وإزاء هذا التقرير الخطير استطلعت حق المواطن ، آراء بعض الحقوقيين حول مدى الخطورة وما التصرف السليم تجاه؟.

نجيب جبرائيل : تتلقى تمويلاً من التنظيم الدولي للإخوان
أكد المستشار نجيب جبرائيل، رئيس جمعية الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أن منظمة العفو الدولية تكن العداء الشديد لمصر منذ ثورة 30 يونيو، وتحاول بشتى الطرق مهاجمة مصر وتصدير صورة متردية عن الحالة الحقوقية في مصر إلى المجتمع الدولي.
وأضاف جبرائيل في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن المنظمة تعمل على خدمة الأجندات الإخوانية والغربية المعادية لمصر، كما أنها تحصل على تمويلات ضخمة من التنظيم الدولي للإخوان ومن الأنظمة المعادية لمصر.
وأوضح رئيس الجمعية، أن تقارير المنظمة يغلب عليها الطابع السياسي وليس الحقوقي، كما أنها تحاول إحداث الوقيعة بين الدولة المصرية وحلفائها من الدول الأوربية.

داليا زيادة : لإحداث الوقيعة بين مصر والدول الأوربية لخدمة أجندة الإخوان
قالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، مديرة المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، تعليقًا على التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، أن هناك موظفين في مناصب قيادية بمنظمة العفو الدولية، إما تابعين للإخوان، أي لهم إنتماءات إخوانية صريحة، أو على تواصل دائم مع الإخوان ومتعاطفين معهم، ولهذا فإنهم يصدرون تقارير تستهدف القيادة السياسية في مصر منذ سقوط الإخوان، نظرًا لأن هذه القيادة هي التي صنفت الإخوان تنظيم إرهابي وتلاحقهم في كل أرجاء العالم.
وأضافت زيادة ، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن هذا التقرير على سبيل المثال، يحاول ضرب العلاقات بين مصر ودول أوروبا التي أزدهرت بقوة خلال الفترات الأخيرة، وأصبح بيننا مشروعات مشتركة اقتصاديًا وعسكريًا، واستخدمت العفو الدولية فزاعة حقوق الإنسان، لأن هذا ما يخيف القيادات السياسية في أوروبا لأنها عادة ما تكون نقطة محورية في انتخاب المواطنين لهم، بمعنى أن المواطن الأوروبي عادةً ما ينتخب السياسي الذي لديه اهتمامات حقوقية ومواقف حقوقية، وبالتالي العفو الدولية تضغط على الدول الأوروبية لضرب علاقتها بمصر من هذه الزاوية.

وأوضحت الناشطة الحقوقية ، أن ما ذكره هذا التقرير السياسي وليس الحقوقي هو مجرد سرد لنفس العبارات الرنانة التي يستخدمها الإخوان دون أي دليل أو وثائق داعمة أو شهادات موثقة أو أي شيء.

وطالبت داليا زيادة، القيادة السياسية المصرية تجاهلهم تمامًا، والعمل مع هذه المنظمات بمبدأ الكلاب تنبح والقافلة تسير، فقافلة الوطن تسير والحمد لله بشكل رائع، والمشروعات الجديدة تزداد يومًا بعد الآخر، ولدينا رؤية واضحة للمستقبل القريب والبعيد، وعلاقاتنا مع الدول الأوروبية المهمة تتوطد يومًا بعد يوم، وبالتالي تجاهل هذه التقارير هو الحل الأفضل، مع الاستمرار في إحراز التقدم من جانبنا.

عبد الغفار شكر : معروفة بعدائها لمصر
أكد الدكتور عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية ليس بغريباً أو مفاجئ لأحد، فالمنظمة معروفة بعدائها وكرهها لمصر منذ سقوط جماعة الإخوان من الحكم، وعقب أحداث فض إعتصام رابعة.
وأضاف شكر في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن هذا التقرير يستهدف إحداث البلبلة بين مصر وحلفائها من الدول الأوربية، مشيراً إلى أنه لابد من تجاهل تلك التقارير المعادية لمصر، لأنها دون حجة أو إثبات ولن تصدقها الدول الأوربية، التي هي معنية من التقرير لقطع العلاقات مع مصر.
نجاد البرعي : التقرير ليس له أي قيمة
أكد الناشط الحقوقي نجاد البرعي، أنه يحق لمنظمة العفو الدولية مراقبة حقوق الإنسان في مصر والتعليق عليها، على اعتبار أن مصر موقعة على مواثيق دولية تتيح للمنظمات الدولية والغربية متابعة الحالة الحقوقية المصرية، وإصدار تقارير وبيانات بذلك.

وأضاف البرعي ، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن تقرير المنظمة ليس له أي قيمة لأنه لا يستند إلى دلائل وإثباتات، وإنما مجرد هجوم على الجيش المصري والسياسة المصرية، لتصدير ذلك إلى العالم الخارجي للتقليل من صورة مصر دولياً.