بمجرد إعلان جماعة الإخوان، عن قيامها بمراجعات أو ما أطلقت عليه "تقييمات ما قبل الرؤية"، توقع كثيرون أن تحمل تلك المراجعات اعتذارًا رسميًا للشعب المصري عما بدر منها من عنف وتخريب، وأيضًا الدعوة إلى المصالحة والتهدئة، لكنها جاءت مخيبة لتلك الآمال.

وأكد مختصون في حركات الإسلام السياسي، أن مراجعات الإخوان عبارة عن تحريض لقياداتهم بعدم اللجوء للتهدئة مع النظام القائم، والعودة لمنهج العنف مرة أخرى، لافتين إلى أن الجماعة تجاهلت خلال حديثها الاعتذار للشعب عما اجترفته في حقه من إساءات وعنف وتخريب، مما يدل على أنها ليست مراجعات حقيقة.

إعلان للجماعة

وكانت جماعة الإخوان "الإرهابية"، وبالتحديد جبهة محمد كمال أعلنت عن إجرائها مجموعة مراجعات أسمتها "تقييمات ما قبل الرؤية".

وأضافت الجماعة، أنها وضعت في المراجعات دراسات وأبحاثا وورشا لعلوم الاجتماع والسياسة والقانون والشريعة، بالتعاون مع قيادات وكوادر الإخوان بالداخل والخارج.

وأكد المكتب العام للإخوان الناطق بلسان جبهة كمال، أن هناك ثلاث مسارات متوازية لما خلص إليه بناء على التواصل مع ما يزيد على 100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي والشخصيات العامة والعلماء والمهتمين بالشأن الإخواني خاصة والإسلامي عامة، والقضية الوطنية المصرية، وتم تسليمهم نسخ من هذه التقييمات للمشاركة الفعالة بالرأي والمشورة والنقد البناء.

عنف وإرهاب

أكد سامح عيد، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، أن المراجعات التي أعلنت عنها جماعة الإخوان "الإرهابية" القيام بها، ليست من أجل الاعتذار عما بدر منها من عنف وإرهاب، مضيفًا أنها جاءت لتؤكد أنه لا تراجع عن العنف.

وأوضح عيد خلال تصريحه إلى "المواطن"، أن هذه المراجعات جزء من النزاع الداخلي، مشيرًا إلى أن هذه المراجعات جاءت ردًا على جبهة محمود عزت التي تميل إلى التهدئة مع النظام الحالي.

وتابع:" أصحاب هذه المراجعات أصدروها ليطالبوا من خلالها القيادات بالعودة مرة أخرى إلى منهج حسن البنا، ومطالبتهم بالاعتذار عن دعوتهم للتهدئة".

ولفت الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن تلك المراجعات لم يرد بها سطر واحد تعتذر من خلاله الجماعة للشعب، متابعًا" هذه المراجعات جاء بها أيضا دعوة لتقوية التنظيم السري للجماعة، وليس الاعتذار أو تقويم لمنهجهم".

المراجعات لم يقم بها مفكرين

وفي السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن حديث جماعة الإخوان المسلمين عن قيامها بمراجعات، ليس إلا مناورة جديدة من الجماعة.

وأكد "النجار" خلال تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أنها ليست مراجعات فكرية حقيقية، أو اعتذار للشعب وللنظام عما قامت به الجماعة، ولكنها دعوة جديدة لتحريض القيادات للعودة للعنف مرة أخرى وعدم اللجوء للتهدئة.

وأشار النجار، إلى أن العناوين الضخمة والمثيرة التي صرحت بها الجماعة، جاءت مناقضة تمامًا لمضمون حديثهم.

ولفت الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى عدم وجود مفكرين معتبرين، يمكن الإشارة إليهم بأنهم قاموا بهذه المرجعات، مما يدل على أنها مناورة فقط.

وأضاف النجار، أن هذه المراجعات يمكن اعتبارها محاولة لاستعادة الحضور الثوري مرة أخرى في المشهد السياسي.

انقسام حاد داخل "الإخوان"

بينما، قال إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن إعلان جبهة محمد كمال عن القيام بمراجعات، ونفي المتحدث الرسمي للجماعة، والتابع لجبهة محمود عزت لهذا الحديث، دليل واضح على الانقسام الحاد بين الجماعة.

وأوضح الكتاتني، خلال تصريحه إلى "المواطن" أن إعلان أي جهة أو جماعه عن قيامهما بمراجعات نقدية لمنهجها وفكرها من الأمور الايجابية، لافتا إلى أن حديث الجماعة عن قيامها بمراجعات أمر جديد.

وأكد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن الجماعة كان عليها الاعتذار للشعب عما اجترفته في حقه، مشيرًا إلى أن مشكلة الجماعة الآن مع الشعب وليس النظام، وعليها الانتباه لذلك.

ولفت إلى أن هناك بعض النقاط الايجابية في هذه المراجعات، مثل تركيزها على مبدأ التخصص بمعنى أن كل فرد متخصص بمجال ما لا يتحدث في تخصص أخر، منوها أن الجماعة لم تقم على مدار تاريخها بمراجعات حقيقة.