أخلاق ومبادئ خير أجناد الأرض تبرز عظمتهم.. سجل ناصع في دفتر بطولات الوطن.. وقصة شهيد "جيش مصر ميقتلش نساء"
السبت 25/مارس/2017 - 08:53 م
هيثم محمد ثابت - آية محمد
طباعة
منـذ بدء نشأة الجيش المصري العريق، ويحرص الجيش على الإلتزام بمبادئ وأخلاقيات تبرز مدى عظمته، فليس بغريب عن الجيش المصري، الذي ظهر منذ حكم الأسرة الأولي قبل الميلاد، وكان دوره حماية حدود البلاد في أوقات الحروب، وفي أوقات السلم كان يحرس بعثات ملوك الفراعنة لاستثمار المناجم والتجارة، لتنهض مصر، وبدأت تظهر بواكير جيش مصر النظامي في عصر الأسرة الخامسة، وإزداد في وضوحًا في الأسرة السادسة في عهد الملك ببي الأول الذي رد غارات البدو على حدود مصر الشرقية، بقيادة كبار رجال عهده وقادته "وني" الذي كتب في مقبرته بأبيدوس "مركز البلينا بمحافظة سوهاج" مبادئ أخلاقية ألتزم بها الجيش وهي: "حـارب جلالتـه سـكان الرمـال الآسـيويين، وقـد حشـد جيشـًا مؤلفـًا مـن عشـرات الآلاف من الجند من الوجهين القبلي والبحري لم يتشاجر أحد منهم مع غيره، ولم ينهب أحد خبزًا من أية مدينة، ولم يستول أحد على عنزة واحدة"
ومرورًا بكافة الفترات التاريخية في مصر وعلى مر التاريخ لم يعتد الجيش المصري على أي مدنيين أو حتى أسرى بل على نقيض ذلك، فقد استطاع المقاتل المصري تخليص العالم من أخطار عاثت في الأرض الفساد مثل المغول والصليبيين والتتار الذين استمروا لمئات السنين يسفكون الدماء أنهارًا وهو ما يحاول المشككون بالجيش المصري إنكاره، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد أوصى على أهمية قيمة المبادئ لدى أفراد الجيش المصري، والتي لولاها لتم تدمير مناطق كبيرة، مشددًا على أن حياة الشعب المصري هي أهم شيء.
وقال السيسي في خطابه الذي ألقاه خلال زيارته لعدد من الأكمنة في شمال سيناء: "هما عارفين إن الجيش المصري، جيش عنده مبادئ وقيم وحريص جدًا على أرواح الأبرياء، ولو ما كناش إحنا كقوات مسلحة بنراعي المبادئ دي كان ممكن أي مكان يتم تدميره باللي فيه، لأن الجيش حريص على عدم استهداف المدنيين وأن هذا أمر للجيش بأن يحافظوا على أرواح الشعب المصري".
لم تكن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن عقيدة الجيش المصري وأخلاقياته المتمثلة في عدم تعرضه لمدنيين أو أسري ولا غزو أحد مجرد كلمات مرسلة، فصفحات التاريخ وحدها الكفيلة بالتأكيد على ذلك، فقد ضرب جيشنا المصري أقوى الأمثلة في تصرفاته وفروسيته وبطولاته على مر التاريخ، ما جعل الجندي المصري إنسانا ذا قيم ومبادئ راسخة قبل أن يكون مقاتلا.
وإلي وقتنا الحاضر فتلك العقيدة تشكل مبدأ أخلاقي لدى الجيش المصري ولعل حديث القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوضح ذلك حينما أشار إلى عدم رغبة الجيش في توجيه ضربات للعديد من رءوس الإرهاب أثناء تجمعهم عشية وقت الإفطار بشهر رمضان لاكتشاف وجود أطفال ونساء معهم فرفض قتل الإرهابيين لحين إشعار آخر، وهو ما جهله وما زال يجهله الجيش الإسرائيلي حينما قامت القوات الجوية الإسرائيلية بمجزرة بحر البقر عام 1970 واستهدفت تلاميذ المدارس بمدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقة بدم بارد وأسفر ذلك عن قتل 30 طفلا وإصابة 50 طفلا آخرين.
والجيش المصري متفرد عن باقي الجيوش فلم يقم يومًا بالتحرك رغبة حب السيطرة التي تستشري في الكثير من الدول الأخرى التي لا تتورع عن تنفيذ عمليات عسكرية قذرة للسيطرة على المقدرات والثورات الطبيعية داخل البلدان التي تقع ضحايا لهم ولأطماعهم الإستعمارية لنهب تلك البلدان وترويع أهلها.
ويتعامل جنود القوات المسلحة مع الشعب المصري رجالا ونساءً بكل احترام وتقدير وإخلاص ووطنية، فإذا سألت "فلاحة مصرية" ذهبت لتشارك في الانتخابات عن رجال القوات المسلحة، فسوف تسمع منها دعاءً بالتوفيق والنجاح يهز السماء من فرط صدقه، وإذا سألت سيدة مجتمع ذهبت لتنتخب، أو كان لها ابنة أدت امتحانات الثانوية العامة في مدرسة أمنها وحماها رجال القوات المسلحة، أو ذهبت لاستفتاء وتعاملت مع رجال الجيش أمام اللجان، ستسمع منها عبارات الثناء والشكر للقوات المسلحة ورجالها، ومدى احترامهم ورقيهم وتفانيهم في عملهم وحرصهم على صون كرامتها، وبالمثل رجال مصر وشبابها.
تلك الأمثلة وغيرها الكثير والكثير تقودنا إلى قصص أبطال شهداء سجلت بأحرف من نور في دفتر بطولات الوطن ورجال القوات المسلحة البواسل، قصة جيش مصر الذي يرفض قتل النساء أو حتى الشك فيهن حتى وإن كانوا ينتمين لعناصر إرهابية، بل يحرص على تكريمهن حتى وإن تسببن فى استشهاد أبطالنا البواسل.
منذ أيام قليلة، دفع أحد الضباط الأبرياء روحه ثمنًا لتلك المبادئ الرفيعة والأخلاق العالية التى تعلمها في مدرسة العسكرية المصرية، ففي طريق المداهمة برفح رأى سيدتين يتعقبان دورية أمنية، وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههم، لكن الضابط النبيل رفض ذلك التصرف قائلًا: "من إمتى جيش مصر بيقتل نساء"، والتزم الجندي بما وجهه إليه الضابط وأنزل بندقيته الآلية.
وفى المساء تم تفجير عبوة ناسفة استشهد فيها الضابط البطل، وقبض على المنفذين، ووفقًا لإعترافات المقبوض عليهم، فان السيدتين هما من أبلغوهما عن الدورية مما ساعدهم فى استهدافها، ليدفع البطل الشاب روحه ودمه ثمنًا لما تعلمه من قادته وتوارثته العسكرية المصرية عبر تاريخها.
ويفتح دفتر الشهادة صفحاته ليضم بين جنباته أحد خيرة الشباب لنطالع أيضًا في سجل العسكرية المصرية قصة شهيد دفع روحه منذ أيام فداءً للوطن، وهو المقدم الشهيد شريف محمد عمر، أحد الضباط الأبرياء الذي ضحى بروحه ثمنًا لتلك المبادئ الرفيعة التى تعلمها في مدرسة العسكرية المصرية، ليس لأن الشهيد شريف إبن السكندرى الخلوق محمد عمر (المدير الفنى لنادى الإتحاد السكندرى اﻷسبق ومدير منتخب مصر العسكرى لكرة القدم) وإبن شقيقة المحلاوى الأصيل شوقى غريب، ولكن لأنه إبن مصر، المقدم الشهيد، رفض اﻷب التحدث عنه وحاول أن يظهر متماسكًا وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع إبنه وقرة عينه فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف ودعا باكيًا: "إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا شريف لمحزونون".
ونعود قليلًا للوراء قبيل عام من استشهاده، عندما تم تحديد المهمة، قال له قائده المباشر: "المكان دة ما يبقاش بعيد عليك يا شريف" ليرد عليه الشهيد برد بطولي: "ما فيش حاجة بعيدة يا فندم"، عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن فى تفتيش مكان شديد الخطورة، وكأنه كان يقول "دا الجنة هناك يا فندم لو سمحت ما تأخرنيش"، كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات فى سيناء، بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء، دخل وهو وهي حي على الدنيا، فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء، وحسن أولئك مكانًا، فما أن دخل المنزل إلا وإنفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حى، وثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل" محمد الجارحى" أحد زملاء البطل، فى الدفاع عنه ولا حتى إختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق البطل المقاتل "عمر عابد" فى حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الآخر.. إنهم جيش مصر خير أجناد الأرض.
بطولة المقدم شريف إبن العائلة الشهيرة، والده وخاله محمد عمر وشوقى غريب، من نجوم الدائرة المستديرة، أما اﻷم السيدة إيمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب، شريف إبنى بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس إستثناءً، بل تأكيدًا على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفًا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود.
وليثبت حقًا أن نشيد الجيش المصري "رسمنا علي القلب وجه الوطن.. نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا.. وصناك يا مصر طول الزمن.. ليبقي شبابك جيلا فجيلا.. علي كل أرض تركنا علامة..قلاعا من النور تحمي الكرامة.. عروبتنا تفتديك القلوب.. ويحميك بالدم جيش الكنانة.. وتبقي مدي الدهر حصنا عريقا.. بصدق القلوب وعزم الرجال.. يد الله يا مصر ترعي سماك.. وفي ساحة الحق يعلو نداك.. ومادام جيشك يحمي حماك.. ستمضي إلي النصر دوما خطاك.. سلام عليك اذا ما دعانا.. رسول الجهاد ليوم الفداء.. وسالت مع النيل يوما دمانا.. لنبني لمصر العلا والرخاء.. وصناك يامصر طول الزمن.. ليبقي شبابك جيلا فجيلا.
ليست مجرد كلمات بل هي عقيدة ترسخت في عقول ووجدان ضباط وجنود القوات المسلحة البواسل.
فتحية تقدير وإجلال وعرفان لهولاء الأبطال النبلاء الذين يدفعون أرواحهم ثمنًا لحفظ أمن مصر وإستقرارها، ويضحون بأرواحهم لتحيا مصر آمنة مطمئنة، وتمضى نحو العلا والرخاء.
ومرورًا بكافة الفترات التاريخية في مصر وعلى مر التاريخ لم يعتد الجيش المصري على أي مدنيين أو حتى أسرى بل على نقيض ذلك، فقد استطاع المقاتل المصري تخليص العالم من أخطار عاثت في الأرض الفساد مثل المغول والصليبيين والتتار الذين استمروا لمئات السنين يسفكون الدماء أنهارًا وهو ما يحاول المشككون بالجيش المصري إنكاره، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد أوصى على أهمية قيمة المبادئ لدى أفراد الجيش المصري، والتي لولاها لتم تدمير مناطق كبيرة، مشددًا على أن حياة الشعب المصري هي أهم شيء.
وقال السيسي في خطابه الذي ألقاه خلال زيارته لعدد من الأكمنة في شمال سيناء: "هما عارفين إن الجيش المصري، جيش عنده مبادئ وقيم وحريص جدًا على أرواح الأبرياء، ولو ما كناش إحنا كقوات مسلحة بنراعي المبادئ دي كان ممكن أي مكان يتم تدميره باللي فيه، لأن الجيش حريص على عدم استهداف المدنيين وأن هذا أمر للجيش بأن يحافظوا على أرواح الشعب المصري".
لم تكن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن عقيدة الجيش المصري وأخلاقياته المتمثلة في عدم تعرضه لمدنيين أو أسري ولا غزو أحد مجرد كلمات مرسلة، فصفحات التاريخ وحدها الكفيلة بالتأكيد على ذلك، فقد ضرب جيشنا المصري أقوى الأمثلة في تصرفاته وفروسيته وبطولاته على مر التاريخ، ما جعل الجندي المصري إنسانا ذا قيم ومبادئ راسخة قبل أن يكون مقاتلا.
وإلي وقتنا الحاضر فتلك العقيدة تشكل مبدأ أخلاقي لدى الجيش المصري ولعل حديث القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوضح ذلك حينما أشار إلى عدم رغبة الجيش في توجيه ضربات للعديد من رءوس الإرهاب أثناء تجمعهم عشية وقت الإفطار بشهر رمضان لاكتشاف وجود أطفال ونساء معهم فرفض قتل الإرهابيين لحين إشعار آخر، وهو ما جهله وما زال يجهله الجيش الإسرائيلي حينما قامت القوات الجوية الإسرائيلية بمجزرة بحر البقر عام 1970 واستهدفت تلاميذ المدارس بمدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقة بدم بارد وأسفر ذلك عن قتل 30 طفلا وإصابة 50 طفلا آخرين.
والجيش المصري متفرد عن باقي الجيوش فلم يقم يومًا بالتحرك رغبة حب السيطرة التي تستشري في الكثير من الدول الأخرى التي لا تتورع عن تنفيذ عمليات عسكرية قذرة للسيطرة على المقدرات والثورات الطبيعية داخل البلدان التي تقع ضحايا لهم ولأطماعهم الإستعمارية لنهب تلك البلدان وترويع أهلها.
ويتعامل جنود القوات المسلحة مع الشعب المصري رجالا ونساءً بكل احترام وتقدير وإخلاص ووطنية، فإذا سألت "فلاحة مصرية" ذهبت لتشارك في الانتخابات عن رجال القوات المسلحة، فسوف تسمع منها دعاءً بالتوفيق والنجاح يهز السماء من فرط صدقه، وإذا سألت سيدة مجتمع ذهبت لتنتخب، أو كان لها ابنة أدت امتحانات الثانوية العامة في مدرسة أمنها وحماها رجال القوات المسلحة، أو ذهبت لاستفتاء وتعاملت مع رجال الجيش أمام اللجان، ستسمع منها عبارات الثناء والشكر للقوات المسلحة ورجالها، ومدى احترامهم ورقيهم وتفانيهم في عملهم وحرصهم على صون كرامتها، وبالمثل رجال مصر وشبابها.
تلك الأمثلة وغيرها الكثير والكثير تقودنا إلى قصص أبطال شهداء سجلت بأحرف من نور في دفتر بطولات الوطن ورجال القوات المسلحة البواسل، قصة جيش مصر الذي يرفض قتل النساء أو حتى الشك فيهن حتى وإن كانوا ينتمين لعناصر إرهابية، بل يحرص على تكريمهن حتى وإن تسببن فى استشهاد أبطالنا البواسل.
منذ أيام قليلة، دفع أحد الضباط الأبرياء روحه ثمنًا لتلك المبادئ الرفيعة والأخلاق العالية التى تعلمها في مدرسة العسكرية المصرية، ففي طريق المداهمة برفح رأى سيدتين يتعقبان دورية أمنية، وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههم، لكن الضابط النبيل رفض ذلك التصرف قائلًا: "من إمتى جيش مصر بيقتل نساء"، والتزم الجندي بما وجهه إليه الضابط وأنزل بندقيته الآلية.
وفى المساء تم تفجير عبوة ناسفة استشهد فيها الضابط البطل، وقبض على المنفذين، ووفقًا لإعترافات المقبوض عليهم، فان السيدتين هما من أبلغوهما عن الدورية مما ساعدهم فى استهدافها، ليدفع البطل الشاب روحه ودمه ثمنًا لما تعلمه من قادته وتوارثته العسكرية المصرية عبر تاريخها.
ويفتح دفتر الشهادة صفحاته ليضم بين جنباته أحد خيرة الشباب لنطالع أيضًا في سجل العسكرية المصرية قصة شهيد دفع روحه منذ أيام فداءً للوطن، وهو المقدم الشهيد شريف محمد عمر، أحد الضباط الأبرياء الذي ضحى بروحه ثمنًا لتلك المبادئ الرفيعة التى تعلمها في مدرسة العسكرية المصرية، ليس لأن الشهيد شريف إبن السكندرى الخلوق محمد عمر (المدير الفنى لنادى الإتحاد السكندرى اﻷسبق ومدير منتخب مصر العسكرى لكرة القدم) وإبن شقيقة المحلاوى الأصيل شوقى غريب، ولكن لأنه إبن مصر، المقدم الشهيد، رفض اﻷب التحدث عنه وحاول أن يظهر متماسكًا وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع إبنه وقرة عينه فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف ودعا باكيًا: "إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا شريف لمحزونون".
ونعود قليلًا للوراء قبيل عام من استشهاده، عندما تم تحديد المهمة، قال له قائده المباشر: "المكان دة ما يبقاش بعيد عليك يا شريف" ليرد عليه الشهيد برد بطولي: "ما فيش حاجة بعيدة يا فندم"، عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن فى تفتيش مكان شديد الخطورة، وكأنه كان يقول "دا الجنة هناك يا فندم لو سمحت ما تأخرنيش"، كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات فى سيناء، بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء، دخل وهو وهي حي على الدنيا، فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء، وحسن أولئك مكانًا، فما أن دخل المنزل إلا وإنفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حى، وثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل" محمد الجارحى" أحد زملاء البطل، فى الدفاع عنه ولا حتى إختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق البطل المقاتل "عمر عابد" فى حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الآخر.. إنهم جيش مصر خير أجناد الأرض.
بطولة المقدم شريف إبن العائلة الشهيرة، والده وخاله محمد عمر وشوقى غريب، من نجوم الدائرة المستديرة، أما اﻷم السيدة إيمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب، شريف إبنى بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس إستثناءً، بل تأكيدًا على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفًا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود.
وليثبت حقًا أن نشيد الجيش المصري "رسمنا علي القلب وجه الوطن.. نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا.. وصناك يا مصر طول الزمن.. ليبقي شبابك جيلا فجيلا.. علي كل أرض تركنا علامة..قلاعا من النور تحمي الكرامة.. عروبتنا تفتديك القلوب.. ويحميك بالدم جيش الكنانة.. وتبقي مدي الدهر حصنا عريقا.. بصدق القلوب وعزم الرجال.. يد الله يا مصر ترعي سماك.. وفي ساحة الحق يعلو نداك.. ومادام جيشك يحمي حماك.. ستمضي إلي النصر دوما خطاك.. سلام عليك اذا ما دعانا.. رسول الجهاد ليوم الفداء.. وسالت مع النيل يوما دمانا.. لنبني لمصر العلا والرخاء.. وصناك يامصر طول الزمن.. ليبقي شبابك جيلا فجيلا.
ليست مجرد كلمات بل هي عقيدة ترسخت في عقول ووجدان ضباط وجنود القوات المسلحة البواسل.
فتحية تقدير وإجلال وعرفان لهولاء الأبطال النبلاء الذين يدفعون أرواحهم ثمنًا لحفظ أمن مصر وإستقرارها، ويضحون بأرواحهم لتحيا مصر آمنة مطمئنة، وتمضى نحو العلا والرخاء.