شهيدة صاحبة الجلالة.. ميادة أشرف تدفع حياتها ثمنًا لتوثيق الحدث
الثلاثاء 28/مارس/2017 - 07:35 م
مي أنور العطافي
طباعة
الشهيدة البالغة من العمر 23 عامًا، وقتها، والمتيمة بمهنة صاحبة الجلالة مهنة "الأنبياء" كما كانت توصفها، تمنت أن تصبح صحفية مشهورة لتنوير الرأي العام، كان مثلها الأعلى الكاتب الصحفي محمد حسنيين هيكل ويسري فودة إلا أن رصاص الغدر حال بينها وبين أحلامها، ميادة أشرف شهيدة الحدث.
ميادة أشرف
ميادة أشرف ابنة المنوفية، والحاصلة على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة دفعة 2013، كانت تعمل صحفية بجريدة الدستور، منذ أن كانت في المرحلة الثالثة من الجامعة.
اللحظات الأخيرة في حياة شهيدة الصحافة
توجهت ميادة لتغطية مسيرة لأنصار جماعة الإخوان الإرهابية بعين شمس، بصحبة صديقتها أحلام حسنين، في يوم 28 مارس منذ ثلاثة أعوام، حيث التقت ميادة أشرف زملاءها الصحفيين فى الثالثة عصرًا بشارع أحمد عصمت، وتناولوا الغداء معًا، حتى وصول مسيرة الإخوان إلى مزلقان عين شمس، حيث تبادل الإخوان والأمن إطلاق الغاز والخرطوش.
وقفت مع زملائها أمام محل عصائر، ودخلت لاحتساء العصير، ثم خرجت لتجاور زميلتها أحلام على أحد الأرصفة، يضحكان معًا، حتى قام متظاهرون بإشعال النيران فى العلَم الإسرائيلي، الأمر الذي دفعها للانتقال لتصوير الخبر.. وحينها سألت ميادة أحد المتظاهرين- يبلغ نحو 15 عامًا من العمر: «إنتوا رايحين فين؟»، فأجابها: «عزبة النخل»، فقالت له: «ما تختاروا مكان قريب أحسن تتظاهروا فيه»، ثم ضحكت.
بدأ الضرب، واشتبك الطرفان فيما تدخَّل البلطجية من ناحية مدرسة فلسطين، باستخدام الرصاص الحى والخرطوش، حتى اختفت هى وصديقتها أحلام وسط الضرب، وفجأة سقطت برصاصة فى الوجه، وحملها المحيطون بها إلى مسجد الشيخ عبيد.
خبر استشهادها
وسط حالة من الهلع والذهول، تلقى أصدقاء ميادة من الوسط الصحفي خبر استشهادها كالصاعقة على زملائها في الوسط الصحفي، حيث تحولت صفحتها الشخصية على موقع التواصل فيسبوك إلى نعي كبير، بعد أن كانت آخر جملة دونتها على صفحتها "يارب طبطب عليا".
الوعود بالثأر
وانهالت وعود المسئولين من كل صوب وحدب متوعدة بسرعة ملاحقة القاتلين والقصاص لشهيدة الصحافة، وعلى الرغم من مرور عامين على تلك الواقعة، لم يتحقق أي من الوعود التي انهالت بعد استشهادها من النيل من قاتلها مازال القضاء لم يصدر حكمه بشأن اتهام 48 متهما في واقعة مقتلها، كما اتهم عدد من أعضاء بنقابة الصحفيين، وأسرة الصحفية ميادة أشرف، وزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، بالمسؤولية الجنائية عن قتلها، في الأحداث التي وقعت بمنطقة عين شمس.
الشهرة تنالها بعد موتها
قال نقيب الصحفيين حينذاك، ضياء رشوان: "دم ميادة في رقابتي"، كما تم رسمها على جدار النقابة، بجوار زميلها الحسيني أبو ضيف، بالإضافة إلى عضوية شرفية لنقابة الصحفيين.
كما كرمتها كلية الإعلام، جامعة القاهرة، وأطلقت اسمها على تخرج دفعتها، وأهدت حملة الشارة الدولية ذكرى يوم الصحافة العالمي في 2014 لـ 3 صحفيين قتلوا في أفغانستان، وللصحفية المصرية ميادة أشرف التي قتلت في مصر.
وفى مسقط رأسها بقرية إسطنها مسقط رأسها بالمنوفية، وأُطلق اسم الشهيدة ميادة أشرف على مدرستها.