"تلوين البيض وأكل الفسيخ".. عادات المصريين في الاحتفال بـ"شم النسيم"
الإثنين 17/أبريل/2017 - 12:21 م
فايزة أحمد
طباعة
تستعد الأسر المصرية، للاحتفال بمناسبة خاصة وهي "شم النسيم"، التي ترتبط بطقوس ونشاطات من شأنها أن تجلب البهجة والسرور على قلوب المصريين، الذين يريدون الهروب من تفاقم الأعباء الحياتية اليومية، من خلال هذه المناسبات البسيطة.
يتزامن "شم النسيم" مع احتفال المسيحيين المصريين بذكرى دخول السيد المسيح أورشيلم "لقدس"، وانتهاء أيام الصوم الكبير التي تمتد 55 يوما، لكن "العيد" أقدم هنا، إذ اعتاد المصريون الاحتفال بشم النسيم منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، كما تقول جداريات فرعونيه، وكانوا يحيون اليوم بتقديم الرجال زهرة "اللوتس" لنسائهم.
يستعرض "المواطن" خلال هذا التقرير بعض من مظاهر الاحتفالات وطقوس المصريين في "شم النسيم".
تناول الأسماك المملحة
بالرغم من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات كافة، إلاّ أن المصريين اعتادوا على بعض الطقوس خاصة المتعلقة بموائد الأطعمة الخاصة، مثل "الفسيخ، الرنجة والسردين"، والتي تسبب هذا الارتفاع في التقليل منها نسبيًا.
واعتاد المصريون على تناول الأسماك المملحة خاصة "الفسيخ"، منذ عهد الفراعنة الذين كانوا يعتبرونه رمز الخصوبة، وكانوا يدفنون موتاهم مصحوبين بـ"الفسيخ"، اعتقادًا منهم أنهم إذا ما عادوا للحياة فسيجدون ما يأكلونه.
والسمك المملح أصبح جزأً من الأطعمة التقليدية خلال الاحتفال بـ"شم النسيم" لدى الأسرة الفرعونية الخامسة، عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل، وكان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها.
بالرغم من التحذيرات السنوية، من قِبل وزارة الصحة، المتعلقة بتناول الفسيخ، خشية استخدام بعض الباعة الأسماك الطافية على سطح الماء، التي ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل، ليضيفوا إليها كميات غير كافية من الملح، ويبيعوها بعد ثلاثة أو أربعة أيام من دون أن تكون قد حظيت بالوقت الكافي للتخمر، إلاّ أنه شكل جزءًا أساسيًا من الاحتفالات بـ"شم النسيم".
تلوين البيض
يرتبط شم النسيم بتلوين البيض من قِبل الأسر المصرية، التي تحرص على فعل هذا التقليد، لإضفاء روح من البهجة عليهم، حتى بات طقسًا هامًا من طقوس هذه المناسبة برمتها.
وبحسب علماء المصريات، كان البيض يرمز لدى المصريين القدامى إلى خلق الحياة، لذا كان يعدّ أكل البيض في الاحتفال بقدوم الربيع من الشعائر المقدسة، حيث كان المصريون ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو على أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه، فيحقق أمنياتهم.
ظهرت هذه العادة لأول مرة في فلسطين عندما أمر القديسون في الديانة المسيحية بصبغ البيض باللون الأحمر؛ ليذكرهم بدم المسيح، ثم انتقلت تلك العادة إلى مصر، حيث ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغًا باللون الأحمر، وحافظ عليها الأقباط مع ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية.
تناول البصل الأخضر
بجانب الأسماك المملحة غربية الروائح، يحرص المصريون، على أن يقوموا بتناول البصل الأخضر، كجزء أساس من الواجبة الكاملة التي يأكلونها في "شم النسيم".
وأقدم المصريون القدماء على تناول البصل الأخضر في هذه المناسبة، إبّان عصر الأسرة السادسة، خلال مدينة "منف" القديمة، التي تروي أنّ أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض، فاستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد "آمون"، الذي نسب المرض إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، إذ أمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس.
وبحسب الأساطير التي روت عن هذه الواقعة، غادر الطفل فراشه وخرج يلعب في الحديقة، فأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة، ليحلّ عيد شم النسيم بعد أيام من أفراح القصر، قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس الذين علّقوا حزم البصل على أبواب دورهم في احتفالات العيد.
الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات
ما أن تأتي مناسبة "شم النسيم" إلاّ ويتجه المصريون إلى الحدائق المتنزهات المختلفة، لقضاء اليوم بأكمله هناك، حيث يتناولون وجباتهم، ومن ثم يستنشقون الهواء النقي ويستمتعون برؤية المناظر الجمالية.
ويتجه آخرون إلى النيل؛ لركوب الزوارق التي تنتشر على طول الكورنيش من ميدان "التحرير" إلى كوبري عباس، علمًا أن الكورنيش يعدّ وجهة الشباب المفضلة.
كما أن الفلاحين أيضًا يحرصون على التوجه إلى الحقول "الغيط"، التي تتحوّل إلى متنزه، مصطحبين أقاربهم ليمضوا يوم العيد كاملًا.
يتزامن "شم النسيم" مع احتفال المسيحيين المصريين بذكرى دخول السيد المسيح أورشيلم "لقدس"، وانتهاء أيام الصوم الكبير التي تمتد 55 يوما، لكن "العيد" أقدم هنا، إذ اعتاد المصريون الاحتفال بشم النسيم منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، كما تقول جداريات فرعونيه، وكانوا يحيون اليوم بتقديم الرجال زهرة "اللوتس" لنسائهم.
يستعرض "المواطن" خلال هذا التقرير بعض من مظاهر الاحتفالات وطقوس المصريين في "شم النسيم".
تناول الأسماك المملحة
بالرغم من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات كافة، إلاّ أن المصريين اعتادوا على بعض الطقوس خاصة المتعلقة بموائد الأطعمة الخاصة، مثل "الفسيخ، الرنجة والسردين"، والتي تسبب هذا الارتفاع في التقليل منها نسبيًا.
واعتاد المصريون على تناول الأسماك المملحة خاصة "الفسيخ"، منذ عهد الفراعنة الذين كانوا يعتبرونه رمز الخصوبة، وكانوا يدفنون موتاهم مصحوبين بـ"الفسيخ"، اعتقادًا منهم أنهم إذا ما عادوا للحياة فسيجدون ما يأكلونه.
والسمك المملح أصبح جزأً من الأطعمة التقليدية خلال الاحتفال بـ"شم النسيم" لدى الأسرة الفرعونية الخامسة، عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل، وكان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها.
بالرغم من التحذيرات السنوية، من قِبل وزارة الصحة، المتعلقة بتناول الفسيخ، خشية استخدام بعض الباعة الأسماك الطافية على سطح الماء، التي ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل، ليضيفوا إليها كميات غير كافية من الملح، ويبيعوها بعد ثلاثة أو أربعة أيام من دون أن تكون قد حظيت بالوقت الكافي للتخمر، إلاّ أنه شكل جزءًا أساسيًا من الاحتفالات بـ"شم النسيم".
تلوين البيض
يرتبط شم النسيم بتلوين البيض من قِبل الأسر المصرية، التي تحرص على فعل هذا التقليد، لإضفاء روح من البهجة عليهم، حتى بات طقسًا هامًا من طقوس هذه المناسبة برمتها.
وبحسب علماء المصريات، كان البيض يرمز لدى المصريين القدامى إلى خلق الحياة، لذا كان يعدّ أكل البيض في الاحتفال بقدوم الربيع من الشعائر المقدسة، حيث كان المصريون ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو على أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه، فيحقق أمنياتهم.
ظهرت هذه العادة لأول مرة في فلسطين عندما أمر القديسون في الديانة المسيحية بصبغ البيض باللون الأحمر؛ ليذكرهم بدم المسيح، ثم انتقلت تلك العادة إلى مصر، حيث ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغًا باللون الأحمر، وحافظ عليها الأقباط مع ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية.
تناول البصل الأخضر
بجانب الأسماك المملحة غربية الروائح، يحرص المصريون، على أن يقوموا بتناول البصل الأخضر، كجزء أساس من الواجبة الكاملة التي يأكلونها في "شم النسيم".
وأقدم المصريون القدماء على تناول البصل الأخضر في هذه المناسبة، إبّان عصر الأسرة السادسة، خلال مدينة "منف" القديمة، التي تروي أنّ أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض، فاستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد "آمون"، الذي نسب المرض إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، إذ أمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس.
وبحسب الأساطير التي روت عن هذه الواقعة، غادر الطفل فراشه وخرج يلعب في الحديقة، فأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة، ليحلّ عيد شم النسيم بعد أيام من أفراح القصر، قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس الذين علّقوا حزم البصل على أبواب دورهم في احتفالات العيد.
الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات
ما أن تأتي مناسبة "شم النسيم" إلاّ ويتجه المصريون إلى الحدائق المتنزهات المختلفة، لقضاء اليوم بأكمله هناك، حيث يتناولون وجباتهم، ومن ثم يستنشقون الهواء النقي ويستمتعون برؤية المناظر الجمالية.
ويتجه آخرون إلى النيل؛ لركوب الزوارق التي تنتشر على طول الكورنيش من ميدان "التحرير" إلى كوبري عباس، علمًا أن الكورنيش يعدّ وجهة الشباب المفضلة.
كما أن الفلاحين أيضًا يحرصون على التوجه إلى الحقول "الغيط"، التي تتحوّل إلى متنزه، مصطحبين أقاربهم ليمضوا يوم العيد كاملًا.