في ذكرى رحيله.. "أبو العلا البشري" رجل المبادىء
الإثنين 24/أبريل/2017 - 09:19 م
نورجيهان صلاح
طباعة
فروسيته وحِدته وجديته.. كلها ملامح تركت في أذهاننا بعض السمات الرئيسية للفنان الراحل محمود مرسي، فهو شخصية ذو موهبة فذة لرجل شديد الجدية، ولكن بشهادة المقربين له، كان "مرسي" خجولًا، ورقيقًا، وانطوائيًا، على عكس ما كان يبدو يظهر على الشاشة، ويبدو أن شخصية "أبو العلا البشري" هى الأقرب لتركيبه شخصيته الحقيقية، فهو معروفًا بطيبته وحبه للخير وكان صادقًا وخفيف الدم مع الإلتزام بالأخلاق العليا، وكان شديد التواضع ومتمسكًا بالمبادئ التي تربي عليها منذ صغره.
عانى بداية حياته من ظروف صعبة وقاسية بعض الشيء أثرت على نشأته، إذ ألحقه والده بالمدرسة الإيطالية الثانوية بالإسكندرية قسم داخلي، ولم تكن له علاقة بالعالم الخارجي، إلا من خلال والدته التي انفصلت عن والده، وكانت تزوره فقط يومي الخميس والأحد، إلى جانب عقدة الفاشية التي كان يراها دائمًا في نظرات المدرسين ذو الجنسية الإيطالية، الأمر الذي جعله يدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعمل كمدرس بعد أن استقال وسافر فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي.
وما لبث أن عين مذيعًا بالقسم العربي بالإذاعة الفرنسية، الا أنه وجد نفسه مطرودًا فجأة بأمر من السلطات الفرنسية، وجاء هذا القرار ردًا علي إعلان الزعيم "جمال عبد الناصر" تأميم قناة السويس، وغادر منها إلى لندن وعمل مذيعًا بإذاعة BBC البريطانية، وبعد إعلان بريطانيا العدوان الثلاثي على مصر، قرر العودة مرفوع الرأس، رافضًا هذا الهجوم الغادر على وطنه.
وعندما علم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بذلك، قرر مكافأة مرسي على موقفه الوطني وقراره الشجاع، وأصدر قرار تعيينه مخرج ومذيع في البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، وقدم فيها برامج فنية وثقافية بمستوى عالمي، عمل فيها على الارتقاء بذوق المستمعين.
رأه المخرج "يوسف شاهين" وأراد منه أن يشاركه في فيلم "باب الحديد"، وعرض عليه مبلغ 50 جنيهًا، لكن مرسي اعتذر عن هذا الدور لضعف أجره، وقرر السفر إلى ايطاليا لدراسة الإخراج، عاد بعدها إلى مصر وهو على أتم الاستعداد لمنافسة نجوم الشاشة في عصره.
وكان أول أفلامه "أنا الهارب" إخراج نيازى مصطفى عام 1963، وفيه تقاضى أجر 300 جنيه، وجسد فيه دور شرير أذهل به الصحفيين والنقاد الذين أشادوا بأدائه، واعتبروه نموذجًا للفنان الأستاذ.
ثم توالت انطلاقات محمود مرسي الفنية سريعًا، حيث شارك كبار نجوم زمن الفن الجميل في أعمال أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية، ويعد دور "عتريس" في فيلم "شئ من الخوف" الأشهر في حياة الفنان الراحل، نظرًا لطاقم العمل بكامله من مؤلف وأبطال، وموسيقى، وأشعار، بالإضافة للاسقاطات السياسية الواضحة التي تضمنها الفيلم.
من أبرز أعمال "مرسي" الذي تمر عليه اليوم الذكرى التاسعة لوفاته التي كانت في 24 أبريل عام 2004، أفلام "الخائنة"، "زوجتي والكلب"، "السمان والخريف"، مسلسلات "العائلة"، "بنات أفكاري"، "بين القصرين"، "زينب والعرش"، "رحلة أبو العلا البشرى"، "المحروسة 85"، وغيرها.
تزوج من سيدة المسرح العربي"سميحة أيوب"، وأنجب منها ابنهما "علاء مرسي"، ولكن لم يدم زواجهما طويلًا حتى قرر الانفصال لإختلاف في التفكير وبعض العادات، ومع ذلك ظلت علاقتهما قوية جدًا وفيها أخلاق الزمن الجميل، حيث أنها كانت ترعاه وتحضر له الطعام لآخر لحظه بحياته.
فاز محمود مرسى بجائزة أحسن ممثل عن فيلميه الشهيرين "الليلة الأخيرة" أمام فاتن حمامة، و"شيء من الخوف" أمام شادية، لكنه قاطع السينما بعد ذلك.
وقال في إحدي لقاءاته: "قاطعت السينما لأني لا أجد السيناريو الذي يرضيني والقصة التي تشبعني منذ آخر فيلم لي وهو "حد السيف"، الذي لعبت فيه دور المدير العام العاجز عن تدبير النقود لتزويج ابنته، ويهوى العزف على آلة القانون ويعمل لدى راقصة مشهورة، وكانت الراقصة هي الفنانة نجوى فؤاد منتجة الفيلم".
وكان رأيه في أفلام هذا الوقت أنها طوفان من التفاهة في السينما والمسرح والتليفزيون، وكان يرى أن هناك ملايين تنفق على أعمال تافهة من وجهة نظره، وأضاف وقتها أنه قد عُرض عليه عشرات السيناريوهات لمسلسلات تلفزيونية بعد مسلسل "لما التعلب فات" الذي عرض في رمضان ذلك الوقت، ورفضها لأنها تافهة والأدوار هامشية، وآخرها مسلسل "محمد علي الكبير" الذي كان سيخرجه الراحل حسام الدين مصطفى، وعرض عليه دور عمر مكرم وعندما قرأه وجد كل الأدوار هامشية بجانب دور حسين فهمي، وهو "محمد علي".
توفي في مثل هذا اليوم من عام 2004، إثر أزمة قلبية حادة عن عمر 80 عامًا، أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف" بالإسكندرية.
عانى بداية حياته من ظروف صعبة وقاسية بعض الشيء أثرت على نشأته، إذ ألحقه والده بالمدرسة الإيطالية الثانوية بالإسكندرية قسم داخلي، ولم تكن له علاقة بالعالم الخارجي، إلا من خلال والدته التي انفصلت عن والده، وكانت تزوره فقط يومي الخميس والأحد، إلى جانب عقدة الفاشية التي كان يراها دائمًا في نظرات المدرسين ذو الجنسية الإيطالية، الأمر الذي جعله يدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعمل كمدرس بعد أن استقال وسافر فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي.
وما لبث أن عين مذيعًا بالقسم العربي بالإذاعة الفرنسية، الا أنه وجد نفسه مطرودًا فجأة بأمر من السلطات الفرنسية، وجاء هذا القرار ردًا علي إعلان الزعيم "جمال عبد الناصر" تأميم قناة السويس، وغادر منها إلى لندن وعمل مذيعًا بإذاعة BBC البريطانية، وبعد إعلان بريطانيا العدوان الثلاثي على مصر، قرر العودة مرفوع الرأس، رافضًا هذا الهجوم الغادر على وطنه.
وعندما علم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بذلك، قرر مكافأة مرسي على موقفه الوطني وقراره الشجاع، وأصدر قرار تعيينه مخرج ومذيع في البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، وقدم فيها برامج فنية وثقافية بمستوى عالمي، عمل فيها على الارتقاء بذوق المستمعين.
رأه المخرج "يوسف شاهين" وأراد منه أن يشاركه في فيلم "باب الحديد"، وعرض عليه مبلغ 50 جنيهًا، لكن مرسي اعتذر عن هذا الدور لضعف أجره، وقرر السفر إلى ايطاليا لدراسة الإخراج، عاد بعدها إلى مصر وهو على أتم الاستعداد لمنافسة نجوم الشاشة في عصره.
وكان أول أفلامه "أنا الهارب" إخراج نيازى مصطفى عام 1963، وفيه تقاضى أجر 300 جنيه، وجسد فيه دور شرير أذهل به الصحفيين والنقاد الذين أشادوا بأدائه، واعتبروه نموذجًا للفنان الأستاذ.
ثم توالت انطلاقات محمود مرسي الفنية سريعًا، حيث شارك كبار نجوم زمن الفن الجميل في أعمال أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية، ويعد دور "عتريس" في فيلم "شئ من الخوف" الأشهر في حياة الفنان الراحل، نظرًا لطاقم العمل بكامله من مؤلف وأبطال، وموسيقى، وأشعار، بالإضافة للاسقاطات السياسية الواضحة التي تضمنها الفيلم.
من أبرز أعمال "مرسي" الذي تمر عليه اليوم الذكرى التاسعة لوفاته التي كانت في 24 أبريل عام 2004، أفلام "الخائنة"، "زوجتي والكلب"، "السمان والخريف"، مسلسلات "العائلة"، "بنات أفكاري"، "بين القصرين"، "زينب والعرش"، "رحلة أبو العلا البشرى"، "المحروسة 85"، وغيرها.
تزوج من سيدة المسرح العربي"سميحة أيوب"، وأنجب منها ابنهما "علاء مرسي"، ولكن لم يدم زواجهما طويلًا حتى قرر الانفصال لإختلاف في التفكير وبعض العادات، ومع ذلك ظلت علاقتهما قوية جدًا وفيها أخلاق الزمن الجميل، حيث أنها كانت ترعاه وتحضر له الطعام لآخر لحظه بحياته.
فاز محمود مرسى بجائزة أحسن ممثل عن فيلميه الشهيرين "الليلة الأخيرة" أمام فاتن حمامة، و"شيء من الخوف" أمام شادية، لكنه قاطع السينما بعد ذلك.
وقال في إحدي لقاءاته: "قاطعت السينما لأني لا أجد السيناريو الذي يرضيني والقصة التي تشبعني منذ آخر فيلم لي وهو "حد السيف"، الذي لعبت فيه دور المدير العام العاجز عن تدبير النقود لتزويج ابنته، ويهوى العزف على آلة القانون ويعمل لدى راقصة مشهورة، وكانت الراقصة هي الفنانة نجوى فؤاد منتجة الفيلم".
وكان رأيه في أفلام هذا الوقت أنها طوفان من التفاهة في السينما والمسرح والتليفزيون، وكان يرى أن هناك ملايين تنفق على أعمال تافهة من وجهة نظره، وأضاف وقتها أنه قد عُرض عليه عشرات السيناريوهات لمسلسلات تلفزيونية بعد مسلسل "لما التعلب فات" الذي عرض في رمضان ذلك الوقت، ورفضها لأنها تافهة والأدوار هامشية، وآخرها مسلسل "محمد علي الكبير" الذي كان سيخرجه الراحل حسام الدين مصطفى، وعرض عليه دور عمر مكرم وعندما قرأه وجد كل الأدوار هامشية بجانب دور حسين فهمي، وهو "محمد علي".
توفي في مثل هذا اليوم من عام 2004، إثر أزمة قلبية حادة عن عمر 80 عامًا، أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف" بالإسكندرية.