"عيون حلوان" كنز أهملته الدولة.. والمواطنون: "فسحة للعيال"
الخميس 27/أبريل/2017 - 12:44 م
رشا محمد
طباعة
خبير سياحي: لابد من ثقافة المجتمع السياحي لنهوض بكنوز مصر العلاجية
رئيس حي حلوان: 20 مليون جنيه لرفع كفاءة الحديقة
رئيسة قسم العلاج الطبيعي: اقترح باستثمار العيون العلاجية من قِبل رجال الأعمال
مواطنون: عيون حلوان تحولت إلى نزهة صيفية
على مشارف "العيون" تقع بوابة حديدية ضخمة، لأول وهلة تظن أنها مغلقة لحماية ما بداخلها، وما أن تقترب تجدها مفتوحة على مصراعيها يدخل منها كل من استطاع دون تنظيم ومعرفة هوية أي من الداخلين والخارجين في طريق البحث عن أي من رجال الأمن المكلفين بحراسة وحماية هذه "العيون"، التي تعد أشهر العيون المائية في مصر.
عقب عبورنا لهذه البوابة الضخمة في طريقنا إلى العيون، وجدنا تلال من القمامة على جوانبها، بالإضافة الحيوانات الضالة التي تقبع بداخلها فيما يبدو أنه اتخذوها كمأوى لهم، ليكون ظاهر للعيان أن هذه العيون العلاجية تحولت من مشفى علاجي إلى مرتع للقمامة والحيوانات، فضلًا عن تحولها مصيف شعبي للمئات من ساكني المناطق الشعبية.
تقع عيون حلوان فوق مستوى النيل بما يقرب من 33 متراً، ويبعد عنها النيل بمسافة تقدر بحوالي 4 كيلو مترات، والمنطقة الموجود فيها العيون تقدر بحوالي 4.5 كم في الناحية الشمالية الجنوبية، وبحوالي 3.5 كم في الناحية الشرقية الغربية.
وتعالج عيون الكبريت في حلوان الأمراض الجلدية، والآلام الروماتيزمية، والمفصلية، وأمراض الكبد، والمسالك البولية، وغيرها، ويعتبر مناخ حلوان مثاليًّا للمصحات والمستشفيات والرحلات العلاجية.
وخلال جولة "المواطن" داخل هذه العيون، رصدنا حالها وما آلت إليه من إهمال ..
نزهة صيفية آمنة
تقبع نجوى أحمد، ربة منزل، والقاطنة بمدينة حلوان بالقاهرة، على حافة العين هي وأطفالها وزوجها، وكأنهم تتنزه على أحد الشواطئ، قائلة: " الصيف بدأ بدري أوي.. والعيال زهقانة.. وعاوزة تخرج، فجينا عين حلوان منها أعالج رجلي، ومنها العيال تعوم وأهي مياه صحية وببلاش، والعيال بتفرح وكأننا روحنا المصيف".
وعن نظافة العيون، تأكد "أحمد"، أنها كانت من قبل أجمل بكثير ونظيفة جدًا وكان الزوار يأتوها من كافة البلدان، حاليًا وبالرغم من بناء سور حولها، إلا أنها تحولت لـ "خرابة"، بلا بواب ولا رقيب عليها: "وأهي من ضمن الحاجات التي أهملت في البلد".
ويلتقط أطراف الحديث منها "شيماء السيد" قائلة: "منذ صغري وأنا أعلم أن هذه العيون قبلة للعلاج الطبيعي، التي يتعثر على علاجها الأطباء، لافتة إلى أنها كلما تطفو على جلدها طفح جلدي أو ارتفعت إلتهاب قدميها تأتي على الفور إلى العيون، بحسب ما تعتقد المرأة الأربعينية.
ثروة هائلة لا تستغلها مصر
الدكتور زين الشيخ، الخبير السياحي، أكد أن عيون حلوان من كنز علاجي، بل تعد قلعة سياحية مهمة لانتعاش السياحة المصرية، موضحًا أن السياحة العلاجية لها اهتمام كبيرًا في جميع البلاد العربية والغربية، لكن مصر للأسف أهملتها وأصبح حالها سيئًا للغاية.
وأضاف "زين الشيخ"، في تصريحات خاصة لـ "المواطن"، أن المفترض أن مصر حولت هذا المكان لمركز علاجي واسعًا وطورته وقامت بعمل دعاية قوية للمكان ليكون مزار علاجي يساعد في الدخل القومي للبلاد، لاسيما وأن المياه الكبريتية علاج سريع لأمراض كثيرة ويوصى بها الأطباء في العالم، متسائلا لماذا لم تستغل مصر هذا الكنز؟.
وتابع "زين الشيخ"، أن حلوان تعرضت لإهمال شديد، لاسيما مع إنشاء المصانع والاهتمام بالمقاولات، دون الحفاظ على أهم كنوز مصر السياحية، مردفًا أن الحل يكمن في تنظيم خطة قومية لقطاع السياحة بأكمله، ليس من أجل تنشيط السياحة فقط بل وضع سلوكيات للمواطن والمسئولين، فضلًا عن تطوير وتوفير الخدمات لكي ننهض بالمشروع القومي.
استثمار العيون العلاجية
في سياق متصل، أكدت الدكتورة عصمت نوار رئيسة قسم العلاج الطبيعي بمركز حمامات حلوان الكبريتية للعلاج الطبيعي، أن عين حلوان المعدنية كانت مقر رئيسي للعلاج الطبيعي في مصر، لاحتوائها على أعلى نسبة من عناصر الكبريتات، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية التي تعالج الطفح الجلدي، وآلام الروماتيزمية، والمفاصل.
وأضافت "نوار"، أن المركز بحاجة لاهتمام أكثر من وزارتي الصحة والسياحة للنهوض به أكثر من ذلك، لاسيما في الوقت الراهن التي تمر به البلاد من تخبطات سياحية، وأزمات في قطاع الصحة، مشيرة إلى أن الدخل القومي العائد من هذه العيون سوف تحل أزمات كثيرة في قطاع الصحة.
واقترحت "نوار"، أن تقوم الدولة بتسليمها لأحد رجال الأعمال المتخصصين في مجال السياحة العلاجية للاستثمار فيها وفاتحها أمام الأجانب والمصريين معًا مما يساعد في النهوض بالأحوال الاقتصادية للبلاد، بالإضافة إلى العمل على المظهر الجمالي لها.
20 مليون جنيه لرفع كفاءة حديقة عين حلوان
"20 مليون جنيه لرفع كفاءة حديقة عين حلوان"، هكذا أكد صادق عبدالمقصود، رئيس حي حلوان، أن عين حلوان ستشهد طفرة في الفترة المقبلة، ولا سيما أن جامعة حلوان تعد حاليًا الدراسات التخطيطية والتصميمات لتطوير الحديقة على مستوى عالي جدًا.
وأضاف "عبد المقصود"، في تصريحات خاصة لـ "المواطن"، أن الحي بالفعل تم انتهائه من إنشاء أسوار خارجية لحديقة العيون من أجل استعادة الوجه الحضاري، وإيمانًا منهم أنها منبر للعلاج السياحي بمصر، مشيراً إلى أنه جاري استكمال رفع كفاءة الحديقة من الداخل والعمل على تطويرها خلال الأشهر المُقبلة.