المواطن

عاجل
صور .. «محافظ القاهرة» يشارك فى جلسة المجلس العلمى لأكاديمية السادات الإتحاد الدولي لشباب الأقباط في روما يهنّى غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناسبة الذكرى التاسعة عشر لجلوسه على عرش الكرسي البطريركيّ الأورشليمي تحرك سريع وموجة بحر السبب..محافظ البحر الأحمر يطمئن على السياح والمواطنين المصريين في حادث غرق مركب مرسى علم شباب الصحفيين تعلق على اختيارات الهيئات الصحفية والإعلامية الجديدة طواله: «الشوربجي» لمواصلة النجاحات.. و "سلامة" يمتلك رؤية ثاقبة لجنة الحكام تحسم الجدل حول إيقاف محمد معروف بعد مباراة الأهلي والاتحاد صور.. لعمله المخلص .. «تربية الأزهر» تكرم أحد العاملين بالكلية لبلوغه سن المعاش تعرف علي طلبات أكرم توفيق لتجديد عقدة مع الأهلي لزمالك يكشف موقف إصابة محمد صبحي قبل مواجهة بلاك بولز بالكونفدرالية صور ..«حمدي علي» يحصل على الدكتوراه في الإعلام حول «فاعلية التسويق الإلكتروني لوكالات الإعلان في تحقيق القدرة التنافسية للشركات» تعيين مريم عامر منيب مشرفه بنقابة المهن الموسيقية
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في ذكرى ميلاد "توفيق الدقن".. نجله يناشد الدولة بتفعيل حق الأداء العلني

الأربعاء 03/مايو/2017 - 07:38 م
نورجيهان صلاح
طباعة
''أحلى من الشرف مفيش''، ''العلبة دي فيها ايه''، ''الو الو يا همبكة''، ''يا عيني على الصبر''، ''صلاة النبي أحسن''، "يا آه يا أه".. كلها إفيهات لشرير السينما الظريف، لو أنه يعيش بيننا الآن لكان عمره 94 عامًا، فهو مازال حاضرًا بيننا يتذكره الجمهور، هو توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن، ولد بمركز ''بركة السبع'' محافظة المنوفية، وانتقلت أسرته إلى صعيد مصر ليعيش في المنيا طفولته وبداية مرحلة الشباب.

دخل "الدقن" إلى عالم الفن عن طريق الصدفة، عندما كانت تنظم جمعية الشبان المسلمين احتفالا فنيًا ومسرحية، فتغيب أحد أبطال العرض بسبب مرضه، وأثناء بحثهم عن شخص يؤدي الدور، مر "الدقن" من أمام الفنانة روحية خالد لتصر على أن يقوم هو بهذا الدور، وقامت بإقناعه بنفسها بعدما رفض عرض صديقه رئيس الفرقة.

اشتهر الدقن خلال مشواره الفني بتقديم دور اللص والبلطجي، ولأن الجمهور وقتها كان يتأثر بأداء الفنانين لدرجة لا تجعلهم يفصلون بين حياته الخاصة وبين ما يقدمه على الشاشة، فكان ينعته البعض ''باللص السكير''، حتى وصل إلى والدته أن ابنها أصبح سكيرًا ولصًا، فصدقت الأم واعتقدت أن ابنها ''الملتزم'' ضل طريقه في القاهرة، وقبل أن يستطع شرح الأمر لها ماتت غاضبة منه وعليه.

كان أول ظهور لتوفيق الدقن في السينما من خلال فيلم ''ظهور الإسلام'' عام 1951، أما آخر أفلامه فكان اشتراكه في فيلم ''المجنون''، ومن أشهر أفلامه ''سر طاقية الإخفاء''، ''ابن حميدو''، ''بورسعيد''، ''الشيماء''، ''على باب الوزير''، ''خلخال حبيبي''، ''سعد اليتيم''، ''الشيطان يعظ''، ''البحث عن فضيحة''.

وفي حوار خاص مع نجله المستشار "ماضي"

قال أن والده هو الذى اختار له إسم "ماضى"، ويعنى فى اللغة "السيف القاطع"، وأضاف أن هذا الاسم كان يحمله "جدى لأمى" وشاء القدر أن يموت جدى قبل ميلادى، فحزنت أمى حزنًا شديدًا لفراقه، فأراد أبى أن يفرح قلبها، فأطلق اسمى، حتى أكون امتدادًا له، ثم قال ضاحكًا، يكفى أن اسمى أصبح "ماضى توفيق الدقن".

وعن صفات والده المميزة، قال: " انه يتميز بالجدية فى العمل، والإصرار على النجاح، وكان شخصية مؤثرة، في المحيط الذى عمل به".

وأضاف تعلم والدي من خلال تجربته أن الفن فى حد ذاته لن يجعلهيأكل ويشرب ويعلم أولاده بالصورة التى تليق به، وهو كان يعانى من ازدواجية الفن، فالفن أحيانًا، بسبب سلوك البعض فيه، قد يعطى لمن لا يستحق ما لا يستحقه، وفى نفس الوقت يسحب ممن يستحق ما يستحقه.

وأنا كان لديّ ميول ناحية الموسيقى وقلت له ذلك، قال: الفن يأتى بعدما يكون لك مهنة تعيش من دخلها، وهو الذى اختار لى مهنة المحاماة وكان رأيه أننى فى هذه المهنة سوف أستطيع أن يكون لى دور مؤثر فى محيط الحياة.

"تعلمت من الحياة ودرست فنونها، بالقدر الذى أعطانى القدرة على ترجمة ذلك فى الفن"، كان هذا رد الفنان الراحل توفيق الدقن على سؤال طرحه عليه الكاتب الراحل محمود السعدنى فى حوار سجله معه للإذاعة، وكان هذا ردًا منه علي سؤاله اذا كان راضي عن ما قدمه للفن،فقال لا لم أكن راضيًا ولكن الظروف أجبرتنى على تمثيل أدوار ما كنت أحب أن أقدمها، سأله «السعدنى»: ولماذا تقبل تأدية أدوار غير راضٍ عنها؟ قال: وأعيش منين؟ أنا راتبى كموظف بدرجة فنان فى المسرح القومى لا يتبقى لى منه بعد الضرائب والدمغة والمواصلات والسجائر إلا 20 جنيهًا فقط، فهل هذا المبلغ يكفى حتى تعيش به أسرتى؟

هذا هو توفيق الدقن الذى عمل 5 شهور فى معمل ألبان. وسنوات كاتب فى نيابات المنيا، ثم أكثر من 10 سنوات موظفًا فى السكة الحديد حتى يستطيع أن يعيش وتعيش أسرته بشرف، قبل أن يحترف الفن صورة كاملة.

وعن توفيق الدقن الأب، قال: "لقد علمنا دون أن يفرض علينا رأيه، وقام بتربيتنا دون أن يضرب أحد منا، ترك لنا حرية الاختيار، وساعدنا فى أن نخرج بقدر معقول من الثقافة والثقة بالنفس والاجتهاد فى العمل، فأنا مثلًا أشعر أننى لم آت للحياة لإضاعة الوقت، فالحياة اجتهاد وليست مزاحًا كما يتصور البعض.

36 جنيهًا هى ما يتبقى لى من راتب المسرح القومى فى الشهر.. ومطلوب منى أن أعيش وأعلم أولادى وأهتم بحياتى العائلية، وأدفع إيجار مسكنى، وأدفع أجرة التاكسى من بيتى فى العباسية حتى المسرح كل ليلة، وأدفع للميكانيكى أجرة إصلاح السيارة التى تمشى يوم وتركن يوم آخر..

هذا حال توفيق الدقن يا أستاذ وجدى. كان هذا هو جزء من البرنامج الإذاعى "منتهى الصراحة" قدمه فى السبعينات الراحل وجدى الحكيم، وكان ضيفه وقتها القدير توفيق الدقن.

توفيق الدقن عبقري التمثيل الذى قدم للمسرح القومى وجميع مسارح الدولة عشرات المسرحيات التى كانت تهدف إلى إيقاظ الوعى وتنقية الفساد الفكرى، وبث أفكار تنويرية وثقافية.

هذا الفنان المبدع كان دخله الشهرى لا يتعدى الـ50 جنيهًا، ورغم ذلك قدم فنًا يرتقى بالذوق العام، قدم فنًا يصنع أمة، ولم يقدم فنًا يهدم الأخلاق ولا يهدم الذوق ولا يهدم ما تبقى من الأمة مثلما نرى اليوم.

فنان عاش ومات وهو على يقين بأن ما ينفع الناس، يمكث فى الأرض.

وعن أشهر ايفيهاته، قال "ماضي"، كانت هذه من أفكاره هو، وملكيتها الفكرية له، فالأعمال المسرحية التى قدمها خاصة المترجمة منها أصقلت فكره، وبلورت ثقافته، وصنعت بداخله حالة فكرية، نتج عنها تلك الجمل التى تعد حكاية لوحدها

عن هواياته وعن توفيق الدقن الإنسان، ذكر"ماضي"، إنه كان يقضي اليوم فى البيت وكانت القراءة هى هوايته الوحيدة، إلى جانب لعبه لكرة القدم والبوكس فى نادى السكة الحديد فى شبابه طبعًا.

أما فى البيت تجده هادئًا، لا يرفع صوته، وإذا طلب شيئًا، فطلبه يكون بهدوء ودون ضجيج، وكان خجولًا جدًا أمام الناس.

المرحلة الأخيرة

يذكر "ماضي" أنه كان عمره 27 عام يوم رحيل والده، وقبلها كان أصابه المرض، خاصة بعد رحيل أصدقاء العمر "محمود المليجى ورشدى أباظة وعبدالمنعم إبراهيم"، التى أصابته بحالة إحباط،وقال ان والده وقتها أحس بقرب النهاية، وكان يردد دائمًا أنا شامم رائحة الرحيل قادمة! يا ماضي.

ثم مات وأنا فى أشد الاحتياج له، مات وأنا فى بداية حياتى العملية، وكان نفسى يكون معى بعض الوقت، ليعيش فرحته بى، وبأخواتى هالة وفخر.

ويستطرد " ماضي"، قائلًا الحياة كانت قاسية بعض الشىء علي فى بداية حياتى، خاصة عندما رحل أبي، فوجدت نفسي فى سن مبكرة مطلوب مني أن أعمل مهنة أكسب منها قوت يومى حتى أصرف على أخواتى الذين أصبحوا أمانة بعد رحيل أبى.

وفي يوم 26 نوفمبر، رحل الفنان القدير توفيق الدقن عن عالمنا عام 1988، تاركا أعمال فنية جعلت ذكراه خالدة، وأسدلت الستار عن حقبة مهمة في تاريخ السينما المصرية، لن ينساها الجمهور المحب للفن الحقيقي، فهذه الأعمال خالده لن تندثر أبدا، لا سيما اذا استجاب المسؤلين لأهداف الجمعية التى يرأسها المستشار ماضي توفيق الدقن وجميع أبناء الفنانين الحريصين علي أعمال والديهم

وأكد أن هدف جمعية أبناء فناني مصر برئاسته، هدفها الأساسي هو إقرار تشريع قانونى يحفظ للفنانين حق الأداء العلنى، لأن هذا الحق لم يكن متاحًا إلا للمنتج فقط، أما الفنان فلم يكن له أى حقوق، وإنه يشكر إستجابة سيادة الرئيس وبعض المسؤلين لاهتمامهم بهذه القضيه المهمه، وحرصهم علي حفظ حقوق هؤلاء الفنانين من الاندثار.

موضوعات متعلقة

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads