«البنت أم كرسي» تحصد 50 ميدالية فى رفع الأثقال
تبلغ من العمر 28 عاماً ضمن أسرة مكونة من ثلاثة أشخاص ، والدها موظف علي المعاش وأمها «ربة منزل»، فتحت عينيها على الحياة لتجد نفسها عاجزة على السير لنقص فقرتين فى عمودها الفقري ، فعلي الرغم من أنها تسير بواسطة كرسي متحرك إلا أن الله منحها قوة رهيبة جسدية وروحية استطاعت من خلالها أن تتغلب علي إعاقتها، «منة الله محمد» طالبة فى الفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة القاهرة.
تحكي منة لـ «المواطن»،
«عندما وُلدت ذهب بى أبي إلي دكتور أطفال كبير ليشخص حالتي وإذ به يفاجئه بأنني لن
أتمكن من القعود ولا حتى الزحف وسيستقر بي الحال على السرير وكتب تقريراً بهذا الأمر..
تفاجئت أمي بعد أن خيب الدكتور أملنا أننى
بدأت أتحرك بسرعة وأجلس وأزحف فلما رأت هذا
الأمر ذهبت بى إلى نفس الطبيب مرة أخرى وقصت عليه ما حدث فإندهش الدكتور ومزق التقرير
وقال لها «بنتك دي حالتها غريبة».
ظروف منة الله
أرغمتها للبحث لفترات طويلة عن عمل لمساندة والديها ، إلا أنها دائما ما كانت تُقابل
بالرفض بسبب إعاقتها رغم حصولها على كورسات ودورات تؤهلها لذلك « المفترض يعاملونى
زى أى حد، كل ما أجى أسال على شغل.. اه فيه.. بس أنا قاعده على كرسي.. لأ احنا آسفين
عايزين وجهه».
وظلت هكذا حتى
عملت بوظيفة "كول سنتر" لما يقرب
من ثلاث سنوات: « والدي موظف علي المعاش ووالدتي «ست بيت» لذا اتحمل قدراً من المسئولية
تجاههم وتجاه أخوتي وأعمل بجانب دراستي ، انا كبرت زي أى حد من المفترض أنى أساعدهم».
منة لم تقتصر على
هذا فحسب فسبق وقد حصلت على بطولة الجمهورية في رفع الأثقال ونجمة بطولة «فزاع» الدولية
عام 1994.
تقول منة «وأنا
عمرى 12 عام كنت فى نادى إمبابة وأكتشفني المدرب
وبعد 11 تمرينه خٌضت بطولة الجمهورية ورفعت
50 كيلو وكان وزنى أنذاك 36كيلو وحصدت المركز
الأول ناشئين ولعبت في نادي الإنتاج الحربي ونادي الشرطة والمصري القاهري إلى أن إلتحقت
بالجامعة بعدها اشتركت في كل بطولات جامعة القاهرة وحققت ميداليات وصلت إلى 50ميدلية
من ضمنها ميدالية ذهبية حصلت عليها في ملتقي
الجامعات بالإسكندرية في رفع الأثقال ، ثم إلتحقت بالمنتخب الوطني فى أواخر 2012 حتى
سافرت فى مارس 2013 لدبى حيث كانت تقام بطولة
"فزاع" واستمريت حتى تعرضت لإصابة
مزمنة فى كتفى خرجت على أثرها من المنتجب ومكثت فتره بعدها تحت إشراف الطبيب وعدت مرة
أخري لرفع الأثقال منذ 3 شهور».
منة الله لم تقتصر على رفع الأثقال فحسب بل اتجهت
للعبة السباحة مؤخراً وأيضاً كانت من ضمن المشاركات فى مسابقة ملكة جمال ذوى الإحتياجات
الخاصة.
تحكي منة الله
أن المجتمع غير متعاون مع المعاقين وشايفيني دايماً «البنت أم كرسي» بالإضافة إلى أننى
أجد صعوبة في السير بالكرسي في الشوارع وأي تعامل مع جهة حكومية عذاب بسبب عدم وجود
اسانسيرات أو عدم السماح لنا باستعمالها.