بالصور.. "الفوانيس الخشب" تسيطر على الأسواق بمحافظة الدقهلية
الثلاثاء 16/مايو/2017 - 11:58 م
أحمد نصري
طباعة
"حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو"، هكذا تنطلق مكبرات الصوت من كل مكان، بأغانى تراثية عن شهر رمضان، حيث ينتشر باعة الفوانيس بمعظم أرجاء مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، استقبالا لشهر رمضان، بصبغة تراثية قديمة، حيث يسيطر الفانوس "الصاج"، والخشب، على سوق الفوانيس بمحافظة الدقهلية.
وينتشر باعة الفوانيس، في شوارع ومحال مدينة المنصورة، حيث سمحت لهم محافظة الدقهلية، بافتراش الميادين العامة، وبعض الشوارع الرئيسة، وإقامة شوادر لبيع الفوانيس فى أماكن مخصصة لذلك بتصريح من إدارة شرطة المرافق، والأحياء ومجالس المدن المختصة، مثل ميدان الهابى لاند، وشارع بورسعيد وميدان الثورة بالمنصورة، وشارع الجلاء، إيذانا بنشر أجواء رمضان فى كل مكان.
وتنتشر الفوانيس الصاج ذات الطابع الكلاسيكى القديم، والمزركشة بزجاج ملون، مكتوب عليه بعض العبارات مثل "لا إله إلا الله"، "أهلا شهر رمضان"، "الله أكبر"، فيما ينافس بقوة الفانوس الخشبى والذى يعتمد فى تصميمه على خشب "الأركيت" بطلة مختلفة الألوان والزخارف بذات العبارات المكتوبة على الفانوس الصاح الكلاسيكى ذات الشمعة.
ويختفى هذا العام أو يندر وجود الفانوس الصينى، والذى غزى الأسواق المصرية سنوات، والذى كان يختلف عن تصميم وطابع الفانوس ذو الشكل شبه المخروطى، فتعددت أشكاله ليشمل شخصيات كرتونية، وعرائس الفتيات بعد إيقاف إستيراد الفانوس الصينى، وإتاحة المجال للفانوس المصرى، والذى تم صنعه فى مصر، وإرتفاع تكلفة الإستيراد للفوانيس من الخارج.
يقول محمد الشربيني بائع فوانيس بمدينة المنصورة: "الصاج هو أساس الفانوس، وهو أكثر الفوانيس شراء ومبيعا، وكل ما أتى من بعده تجديد له ولكنه يظل بمكانته، ولم أى فانوس آخر بشكل يذكر، مهما زاد الإقبال على الأشكال الأخرى من الفوانيس، إلا أن مكانته ما زالت موجودة ويقبل على شرائه آلاف المواطنين، والناس تسعد بالألوان الجديدة والزخارف الجديدة التى نقوم بإدخالها عليه كتعديل له".
ويضيف "الشربيني": كل فانوس له زبونه ومريدوه، يعنى الأسر التى تحرص على شراء الفانوس الصاج، والذى يعتمد فى إنارته على الشمعة، وتخشى على أطفالها من النيران، قمنا بحل هذه المشكلة، بإدخال وحدة صوتية صغير تعمل بالبطاريات تصدر أنوارا وأغانى داخل الفانوس بديلا عن الشمعة ويكون سعره أغلى بشكل بسيط، ولكن الإقبال يزداد عليه لأنه جديد وآمن للأطفال، وهناك من يحرص على شراء شموع الفانوس، وإنارة الفوانيس بالشمع.
وتتعدد أسعار الفوانيس، طبقا للحجم والشكل والإمكانيات الموجودة به، فيبدأ سعر الفانوس الصاج الصغير "الميدالية" 10 جنيهات، والفانوس الأكبر حجما المناسب للأطفال فيبدأ سعره من 60 جنيه، بينما تبدأ الفوانيس الكبيرة والتى يقوم المواطنون بتعليقها فى شرفات المنازل والشوارع، من 130 جنيها وحتى ألف جنيه بحسب حجم الفانوس.
أما الفانوس الخشبي، والذي حضر بقوة هذا العام، بعد انخفاض سعره بشكل غريب، جذب إليه كل الأنظار، فيصل سعر الفانوس المتوسط 25 جنيها، والفانوس الأكبر منه حجما 35 جنيها، بينما يصل سعر الفانوس الخشبي الكبير 100جنيه، محققا بذلك مبيعات أعلى من الفانوس الصاج، والذي ارتفعت أسعاره هذا العام جدا.
الفوانيس الخشبية، أقبل عليها الشباب، لإتاحة العديد من الإمكانيات بها، فلجأ البعض في طباعة صور أحبابهم وأقاربهم وأصدقائهم، على الفوانيس، حيث لا يضيف ذلك تكلفة كبرى، فطباعة الصورة على الفانوس، تتكلق 40 جنيها فقط، وبذلك يكون الفانوس الخشبي، مميزا وحاضرا بقوة هذا العام، خاصة، بعد أن حل محل "الدباديب" و "العروسة" وما شابه ذلك من فوانيس مستحدثة، كان يستخدمها الشباب للإهداء.
يقول سامح علي أحمد، صانع فوانيس خشبية، بمدينة المنصورة، إن الفانوس الخشبي مميز، ويتيح العديد والكثير من الإمكانيات، مثل حفر الاسم على الفانوس، طباعة الصورة بشكل جميل، ومعظم رواد وزبائن الفانوس الخشبي، هم الشباب، مثلا شاب يريد إهدائه لخطيبته، أو فتاة تريد إهدائه لخطيبها، أو الأزواج الذين يقومون بطباعة صور الأفراح على الفانوس، في مظهر إحتفالي برمضان، مختلف تماما عن العام الماضي، وبقية الشهور.
ويضيف "صانع الفوانيس"، أتى إلي رجل منذ يومين، أعطاني قصيدة شعر، وقال لي اطبعها أو أحفرها على الفانوس، حتى يهديها لزوجته، وبالفعل قمت بطبعاتها على الفانوس، حيث أن الحفر لا يخرج الكلمات الكثيرة بشكل جيد في مساحة ضيقة، وقمت بطباعة القصيدة على جدران الفانوس، وحفرت اسم زوجته عليه، وكان منبهر به عندما استلمه، وعبر عن امتنانه بهذه الفكرة الجديدة.
وتقول هند يوسف، أحد أشهر باعة الفوانيس الخشبية بالمنصورة، إن الفانوس الخشبي له إقبال كبير جدا، ويشهد توافد العشرات من الزبائن عليه، خاصة وأنا أقوم بتصميم الفانوس الخشبي، وتصنيعه في ورش خشب بدمياط، والنجارون يبدعون فيها، خاصة التصاميم المميزة التي يطلبها الزبائن أقوم بتصنيعها في دمياط، وبأسعار زهيدة للغاية.
وتضيف "هند" الفانوس الصيني، أصبح تقليدي جدا، ولم يقبل عليه أحد السنوات الماضية، أفضل فانوس هو اللي انت تصنعه بنفسك، وتكتب عليه اللي انت عايزه، ويسمعك اللي انت تطلبه، صورة اللي تحبه على الفانوس هو دا الفرح بجد، وأنا سعيدة إني بشارك في فرح الناس، ومناسبات الناس السعيدة.