شهدت بريطانيا ليلة أمس، وتحديدا قاعة آرينا للحفلات في مانشستر غرب إنجلترا هجوم إرهابي غادر، يجعل البلاد تستيقظ على كارثة ما تعرفه عن الخسائر التي تكبدتها، والتي تتمثل في سقوط 22 قتيلا على الأقل، وإصابة أكثر من 50 بجروح، وهذه هي النتائج التي عرفت حتى الآن، لكن الله وحده هو الذي يعلم ما يمكن أن يحدث خلال الدقائق المقبلة.

لا شك أن ما تعرضت له مانشيستر، أمرا مؤسفا حيث أسفر عن مقتل العديد من الأبرياء دون ذنب، لكن ما شهدته بريطانيا ربما سيجعلنا نعود للوراء بضعة سنوات، لكي نستعيد أهم الأحداث والتهديدات والهجمات التي تعرضت لها.

سنحاول العودة إلى إحدى التقارير الصحفية، التي نشرتها صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية، والتي أكدت نقلا عن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في بريطانيا مكس هيل، أنه وعقب توقيع اتفاق السلام عام 1998 والذي أدي إلى تخلى الجيش الجمهوري عن نشاطه المسلح المناهض لسيطرة بريطانيا على أيرلندا الشمالية، وهناك تهديدات كثيرة تواجه البلاد، علاوة على الصراع الذي حدث بعد ذلك، وحصد أرواح ما يزيد على 3600 شخص، نحو ثلثهم من قوات الأمن البريطانية.

ويعد الهجوم الذي استهدف قطارات الأنفاق في لندن، من أشهر الهجمات التي تعرضت لها بريطانيا والذي وقع عام 2005، وحينها أكدت التحقيقات أن منفذي الهجوم هو أربعة أشخاص من المتشددين، وتبن تنظيم "داعش" مسئوليته عن هذا الحادث، وأسفر عن مقتل 50 شخص وإصابة أكثر من 700 شخص.

لم يكن هجوم 2005 هو الأخير، فإذا عدنا للوراء بضعة شهور وتحديدا في شهر مارس الماضي من هذا العام، سنتذكر الهجوم الذي وقع عند مجلس العموم البريطاني، والذي كان أن يودي بحياة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، حيث استمع أعضاء المجلس لأصوات طلقات نارية مدوية، أثناء تواجدهم في داخل المجلس، مما أدى إلى غلق المجلس لعدة ساعات وبداخله قرابة 300 شخص.

وقال رئيس مجلس العموم البريطاني ديفيد ليدنغتون، والمسئول عن ترتيب أعمال الحكومة، للنواب: "ما أستطيع قوله للمجلس هو أن حادثا خطيرا قد وقع"، مضيفا: "يبدو أن ضابطا للشرطة تعرض للطعن، وأن المهاجم أصيب بنيران الشرطة".