قمة مجموعة السبع فى ايطاليا تظهر الفجوة بين أمريكا وشركائها
الإثنين 29/مايو/2017 - 04:29 م
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن قمة مجموعة السبع ببلدة تاورمينا الإيطالية فشلت في إزالة الشكوك حول نوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه شركاء الولايات المتحدة، وكشفت عن فجوة عميقة بين أمريكا وهؤلاء الشركاء.
وقالت الصحيفة – في سياق مقال تحليلي نشرته على موقعها الإلكتروني – إن البلدة الإيطالية بشجيراتها المزهرة وشوارعها الضيقة ومناظرها البحرية الخلابة كان من الممكن أن تكون مكانا مثاليا لإظهار الوحدة بين حلفاء قدامى.. وأضافت الصحيفة أنه بدلا من ذلك، أصبحت البلدة، الواقعة في جزيرة صقلية والتي اختيرت لاستضافة قمة رئاسية لمجموعة الدول الصناعية السبع، مسرحا لمحاولة السيطرة والتقليل من الضرر، حيث بدا واضحا وجود خلاف دبلوماسي كبير بين الولايات المتحدة وشركائها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في إحدى اللحظات التي ترمز إلى الانعزالية، رفض الرئيس الأمريكي السير لمسافة قصيرة من أجل العودة مع رؤساء آخرين إلى قصر سان دومينيكو حيث تجري المحادثات – مقررا المغادرة بواسطة عربة جولف عقب الصورة الجماعية التقليدية.
ولفتت الصحيفة إلى أن التباين والاختلاف، عن قصد أو بدون قصد، في اجتماع تكون لأمور لغة الجسد أهمية كبيرة به تماما تقريبا مثل الكلمات والأفعال، كان واحدا من بين أشياء كثيرة خلال رحلة ترامب الأولى إلى أوروبا التي أكدت اختلاف الرؤى بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
ونوهت الصحيفة إلى أنه كما هو متوقع فإن الاتفاق كان حاضرا بشأن زيادة التعاون من أجل محاربة الإرهاب في أعقاب التفجير الانتحاري الدموي بمدينة مانشستر، لكن القمة التي استمرت يومين فشلت في حل الخلافات حول المناخ وتبديد الشكوك حيال نوايا ترامب بشأن التجارة.
وأوضحت الصحيفة أن المأزق، الذي جاء بعد أيام من قمة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل، حيث لم يؤكد الرئيس الأمريكي التزامه بالحماية المتبادلة، ووبخ حلفاء أمريكا بسبب عدم الإنفاق بشكل كاف على الدفاع، دفع الدبلوماسيين والمحللين إلى القلق من أن الإجماع متعدد الأطراف والتحالفات العسكرية التي عززت العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية ربما يتهددها الخطر.
ونقلت الصحيفة عن فرانسوا هايزبرج، وهو مستشار خاص في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية التي تعد مركز أبحاث للدفاع والأمن، قوله إن "الرئيس ترامب أشار بوضوح شديد إلى نهاية 65 عاما من العلاقات الدولية التي تقوم على الثقة القوية والمتبادلة منذ فترة طويلة. فإيماءاته وسلوكه وكلماته أظهرت أن يتعامل مع حلفائه بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع أعدائه – كوسيط في إبرام الصفقات وليس صديقا. وذلك ربما يعرقل العلاقات الدولية لفترة من الوقت".
ووفقا للصحيفة، فإن الخلاف أصبح واضحا أكثر فيما يخص المناخ، حيث رفض ترامب الالتزام باتفاق باريس التاريخي الذي أبرمته تقريبا كل دولة في العالم عام 2015 بجهد غير مسبوق من أجل الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وبحسب مسئول في البيت الأبيض، فإن الرئيس الأمريكي عندما تمت مواجهته بجبهة موحدة في المناقشة، فإنه أكد على أن البيئة مهمة للغاية بالنسبة له، لكنه أوضح وجهة نظره بأن الأهداف البيئية التي وضعتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أضرت بشدة بالاقتصاد الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فضلا عن ذلك فإن الولايات المتحدة حجبت جهود إيطاليا، التي تصارع مع آلاف من المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى شواطئها من ليبيا، من أجل أن يشمل البيان الختامي لقمة مجموعة السبع خطة للتعامل مع الهجرة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت عن الإحباط من أن المناقشات كانت غير مرضية تماما..مؤكدة ضرورة عدم اعتماد أوروبا كليا بعد الآن على حلفائها التقليديين في الولايات المتحدة وبريطانيا. كما شددت ميركل على ضرورة أن تستعد بروكسل لأخذ مصيرها بيديها بعد محادثات قمة مجموعة السبع الأخيرة.