الحمض النووي لمومياوات يكشف أسراراً جينية عن المصريين القدماء
الأربعاء 31/مايو/2017 - 10:34 ص
يقدم الحمض النووي «دي إن إيه» لمومياوات، نظرة أعمق عن المصريين القدماء ويشمل ذلك اكتشافاً مذهلاً يشير إلى أن الصلات الوراثية بينهم وبين أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى ضئيلة للغاية.
وقال علماء اليوم الأربعاء، إنهم «فحصوا بيانات الخريطة الجينية لـ 90 مومياء من موقع أبو صير الملق على بعد حوالى 115 كيلومتراً جنوب القاهرة»، في دراسة جينية هي الأكثر تطوراً على الإطلاق للمصريين القدماء.
واستخلص الحمض النووي من أسنان وعظام المومياوات من مقابر شاسعة مرتبطة بالإله أوزيريس.
ويرجع أقدمها إلى العام 1388 قبل الميلاد تقريباً في عهد الدولة الحديثة، وهي مرحلة بلغ فيها نفوذ مصر وثقافتها أوجهما.
أما أحدث المومياوات، فترجع تقريباً إلى العام الميلادي 426، أي بعد قرون عدة من تحول مصر إلى أحد أقاليم الإمبراطورية الرومانية.
وقال العالم يوهانس كراوسه من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، والذي قاد الدراسة التي نشرتها دورية نيتشر كوميونيكيشنز: «كان هناك الكثير من النقاش عن الأصول الجينية للمصريين القدماء».
وأضاف «هل ينحدر المصريون المعاصرون مباشرة من نسل المصريين القدماء؟ هل كانت هناك استمرارية وراثية في مصر على مدار الزمن؟ هل غير الغزاة الأجانب التركيبة الوراثية: على سبيل المثال هل أصبح المصريون أكثر أوروبية بعدما غزا الإسكندر الأكبر مصر؟»، متابعاً «يستطيع الحمض النووي القديم التعامل مع هذه الأسئلة».
وأظهر الجينوم أن المصريين القدماء يختلفون عن المصريين المعاصرين، في أن صلتهم الجينية بشعوب أفريقيا جنوبي الصحراء تتراوح بين محدودة ومنعدمة ومن المعروف أن بعض هذه الشعوب مثل الإثيوبيين القدامى كانت لهم تفاعلات كبيرة مع مصر.
أما الصلات الوراثية الأقرب، فكانت بشعوب الشرق الأدنى القديم ويشمل ذلك أجزاء من العراق وتركيا، بالإضافة إلى إسرائيل وسورية ولبنان.
ورصد الباحثون استمرارية وراثية تشمل عصر الدولة الحديثة والعصر الروماني، ووجدوا زيادة كبيرة في الأصول التي ترجع لأفريقيا جنوبي الصحراء قبل حوالى 700 عام لأسباب غير واضحة