فعلى الرغم من نجاح مسلسلات الزعيم في الأعوام السابقة بدءًا من "فرقة نجي عطا الله" وحتى "العراف" المسلسل الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة، إلا أن مسلسل "عفاريت عدلي علام" لم يحظى بهذا النجاح على الرغم من البداية التي أوحت للمشاهد بتقديم عمل جاد يناقش مشكلة هامة تدور حول إهمال الكتب القيمة وتعرضها للإعدام من قبل المسؤولين غير المكترثين بأهمية هذه الكتب، في وجود رجل مثقف عاشق للتراث والثقافة على الرغم من حياته المأساوية ما بين زوجته المتسلطة وشقيقها وزوجته الذين احتلا منزله، فيجد ضالته بين صفحات، ولكن سرعان ما تحولت قصة المسلسل بعد ظهور كتاب به بعد التعاويذ لتظهر له جنية، ثم تدور أحداث المسلسل بشكل رتيب لا يوجد به أي إثارة أو تقديم فكرة واضحة لمناقشة قضية معينة، على الرغم أن هذا النوع مسلسلات الخيال كان من الممكن أن يقدم فكرة وقصة جديدة.

لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لمحمد إمام خلال مسلسله "لمعي القط" والذي فضل أن يكون نسخة جديدة من والده معتمدًا على نجاح فيلميه "كابتن مصر" و"جحيم في الهند" والذين حصلا على أعلى نسب مشاهدة، الأمر الذي دفع المنتجين لإسناد مسلسل درامي خلال مارثون كبير على ساعديه، متناسيين أن هناك فرق بين السينما، التي لها مقاييس أخرى تعتمد على بعض البهارات التي ترفع إيرادات الفيلم كالرقص والمشاهد المخلة والإفيهات المخلة، بينما الدراما التي ينتظرها المشاهد كان ينبغي على المؤلفين والمنتجين أن يحسبوا حساب المشاهد الذي لم يستطيع تحمل هذه النوعية من الإفيهات المتكررة من محمد إمام الذي فضل تقليد والده دون تقديم أي جديد.


أما عن أحمد السقا فتدور أحداث مسلسله "الحصان الأسود" حول محامي خارج عن القانون يحب فتاة بعد أن تولى قضيتها، فتتركه وترتبط بثري ولكنه يختفي في ظروف غامضة، وتدور الشكوك حوله، غير أن المشاهد يفقد الارتباط بالمسلسل بعد الفلاش باك الذي يعرض في الحلقة الأولى بشكل يخلط الأحداث على المشاهد، كذلك تعلق الفنان أحمد السقا بقالب واحد يعيده ويكرره في جميع مسلسلاته بدءًا من مسلسل "خطوط حمراء".