بدلا من تكريس أوقاتهم لطلب العلم، وأن يجعلوا طريق النور والمعرفة قبلتهم في الحياة، نجدهم اختاروا طريق آخر، وانكبوا على مشاهدة الأفلام الإباحية، وتناول المخدرات؛ لتتسمر عينهم على كل صغير يسير بجانب أخواته، كما لو كان خيط يجذبهم ليستدرجوه فى وضح النهار، وصعدوا به إلى أعلى سطح العقار، وعندما أسدل الليل ستائره، وتحت جناح الظلام، أنهى الذئبان افتراس جسد الطفل الصغير الذي لم يعلم ماذا يخبئ له القدر، وعند استفاقتهم سمعوا أصوات البحث والاستغاثة عن الطفل بالشارع، ليهب الشابان مذعوران، وتغير ميزان دقات قلبهم، وتزاحمت التساؤلات في رأسهم؟ ماذا يفعلوا ولكن قيدت الشياطين فى رمضان فشياطين الإنس موجودة فى كل مكان حيث قاموا بحمله والقاءه من الطابق الرابع ليتهوى جسده الهزيل على الأرض ولكن القدر شاء أن يكمل الطفل حياته .


انتقل "المواطن " لمنزل أهل الضحية ففي عقار متواضع مكون من 3 طوابق بشارع عبد العظيم بمنطقة المطرية، كانت المأساة التى قلبت حياة الأسرة الهادئة وحولت نهارهم لليل دامس الظلام فطفلهم الذى لم يكمل الـ 3 أعوام وقع ضحية لذئاب بشرية انتهكت جسده النحيل وانقضوا عليه كالفريسة ولم يكتفوا بذلك بل حملوه والقوا به من الطابق الرابع .


وفي البداية قال عبدالهادي محمود، "من يوم الواقعة مش قادر أكل ولا أشرب ولا أنام مش قادر أصدق اللي حصل لحمزة ده عيل صغير ايه ذنبه وعملهم ايه علشان يعملوا فيه كدة .


وأضاف والد الطفل باكيًا "لدى 5 أطفال وأعمل موظف صحيح المرتب مش كبير بس الحمد لله مستورة وعايشين كويس وأحسن من غيرنا وعلاقتنا بالجيران علاقة ود ومحبة .


وعن يوم الواقعة قال لم أشاهد الواقعة وعندما وصلت للشارع علمت من الجيران أن حمزة سقط  من أعلى عقار مجاور لنا، فذهبت مسرعًا إلى المنزل لأجد حمزة ملقى بالشارع والدماء تنزف من كل ناحية من جسده وكان عاريًا لا يرتدى سوى البامبرز، ومصاب بالكثير من الجروح والكسور في أنحاء مختلفة من جسده، فحملته داخل "توك توك "وتوجهنا لمستشفى الزيتون وحاول الأطباء إسعافه واخبرونا أن حالة الطفل خطيرة ويحتاج لإجراء جراحة عاجلة فى المخ لإنقاذه، وأن المستشفى ليس بها إمكانيات، فحملته وتوجهت به إلى أحد المستشفيات الخاصة، وطلبوا منا وضع 10 آلاف جنيه فى حساب المستشفى وعندما تدبرت فى المبلغ ووضعته فى المستشفى بدؤا في إسعافه .