المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بالصور| "لا نوم ولا أمن في المرسى".. مهنة الصيد موروث شقي يعيش أصحابه أرزقية من أجل البقاء

الجمعة 21/يوليو/2017 - 08:09 م
سارة صقر
طباعة
رغم حالة الرضي الواضحة عليهم والابتسامة التي لا تفارق وجوههم، إلا أن حياتهم جد غير آدمية، ولكنها لقمة العيش التي تجبر صاحبها على التكيف مع أي وضع.

يوم كامل قضته محررة "المواطن" على إحدى مراكب الصيد النيلية، لتشاهد وتعيش معهم حياتهم اليومية تحت حرارة الشمس الحارقة وتقلبات البحر التي قد تعرضهم للغرق في أي لحظة.

عشة جنب نيلها تسوى ألف قصر

خمس أسر مصرية جاءت من محافظة المنوفية على مراكب صيد صغيرة عبر نهر النيل، بحثًا عن لقمة العيش وهربًا من الواقع البائس، حيث لا يوجد لهم مأوى غير تلك المركبة الصغيرة التي يستقلونها، والتي أصبحت بيتًا لهم لا يقوى على حمايتهم من حرارة الشمس في الصيف أو الأمطار والرعد والبرق في الشتاء، كما أنها لا تؤمنهم غدر بعض البشر، فلا يوجد باب يوصد عليهم يمنع عنهم هجمات قطاع الطرق والخارجين عن القانون، فتقول إحدى السيدات اللاتي تعيشن على مراكب الصيد وهي أم لخمس أبناء، منهم ثلاث فتيات وشابين،: " لما بيجي الليل بنختار مكان أمن زي الزمالك أو التحرير عند ماسبيرو بحيث يكون في قوات شرطة تسمع صراخنا في حالة وجود أي محاولة اعتداء، كما أننا خمس أسر لا نفارق بعض نبحر سويًا ونرسي مراكبنا معًا ".

وكأن نيل بلدنا الطيب لا يفرق بين غني وفقير، فيأبى أن يتركهم في العراء فيحنو، وتقول السيدة الخمسينية، " أنهم يقضون حياتهم داخل المركب الصغير الذي يرونه في أعينهم قصر عالي بعدما جاءوا من محافظة المنوفية، موضحة أنهم لا يملكون بيوتًا ليعيشوا فيها والمركبة هذه بيتهم الذي يصبحون ويمسون فيه يأكلون ويشربون ويقضون حاجتهم ويبدلون ملابسهم فيه".

مهنة الصيد التي توارثوها عن أجداد أجدادهم، جعلتهم لا يهابون تقلبات البحر وأمواجه، رغم المخاطر التي تحيط بهم فميلة بسيطة للمركب الصغير قد تودي بحياة أسرة كاملة، فتجدنهم أحرص الناس على الحياة الدنيا، حيث أنهم يجيدون السباحة، لتفقد مياه النهر ومعرفة الأوقات الجيدة للصيد وأكثر المناطق التي يتجمع فيها الأسماك، فيقول أحد الصيادين الذي لا يتجاوز الـ19 عام، "أنهم يقومون بالسباحة في النيل يوميًا قبل الخروج لصيد الأسماك، لافتًا إلى أن أكثر الأوقات التي يظهر فيها السمك من الساعة الثانية فجرًا وحتى السادسة صباحًا".

ناس أرزقية

واستطرد الصياد العشريني حديثه، قائلًا: " إحنا ناس أرزوقية، يعني ممكن نصطاد في الطلعة الواحدة ما بين خمسة لسبعة كيلو سمك، وفي النهاية الأمر كله رزق من الله، ثم نتجه بالسمك لبيعه في الأسواق حسب المكان الأقرب إلينا حينئذ، إما في محافظة الجيزة أو سوق المنيب أو في الأسواق في القناطر الخيرية والوراق أو محافظة المنوفية".

وعن أنواع السمك الذي يصطادونه، فيقول الصياد: " أن النيل لم يعد به أنواع الأسماك الجيدة غالية السعر، بل أنه بصعوبة لحتى نجد السمك البلطي، فالمتوفر حاليًا الأسماك الصغيرة، وأسماك القراميط، كما إننا نجمع المحار والقواقع ثم نستخرج ما بداخلها ليضعونه طُعم للسمك، لافتًا إلى أنه هناك من يصطاد الأسماك في بعض المحافظات بالكهرباء والسنيور وهي طرق تؤدي إلى تسمم السمك، موضحًا أن سعر كيلو السمك البلطي بعد ارتفاع الأسعار للتجار بحوالي 30 جنيه وسمك القراميط بــ20 جنيه، أما في السابق لم يكن للسمك سعر فكان كيلو السمك البلطي بـ15 جنيه والقراميط بــ10جنيه".

مستورة يا أما والحمد لله

" مستورة يا أما والحمد لله.. شكرًا يا أستاذة" بنظرات يملأها الكبرياء وعزة النفس قاطع الصياد العشريني والدته بهذه الكلمات، عندما سألناها عن أهم المشاكل التي يواجهونها، فطالبت بإيجاد عملًا لأحد أبناءها الحاصل على الابتدائية.

الستر وعزة النفس هو ما تبقى للصياد العشريني، الذي تحيط به المخاطر في كل مرة يخرج فيها للصيد، فيرفض أن يتخلى عن مبدأه وكبرياءه مقابل وظيفة أو مساعدة هي في الأساس من حقه كمواطن يعيش في هذه البلد.

الصياد الصغير

"متى بلغ الرضيع منا فطامًا.. حتى يصبح من أمهر صيادينا" هكذا تتوارث الأجيال مهنة الصيد من جيل لآخر، يعلمون كل شيء عنها، وكيفية الإبحار بالمركب ذات المجدافين لمواجهة تقلبات الأمواج، فيقول أحد الصيادين لا يتخطى الــ15 من عمره، " أننا نخرج للصيد يوميًا باستخدام المجاديف،ولكنها لن تجدي في حالة السفر لمحافظة أخرى أو التنقل لمسافات بعيدة، فنلجأ إلى استخدام الموتور، مشيرًا إلى أن سعر الموتور بعد غلاء الأسعار وصل لــ35 ألف جنيه جديد و20 ألف جنيه مستعمل، أما في السابق كان يساوي 15 ألف جنيه جديد و10 الآلاف جنيه مستعمل".
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads