المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الشهيد الأول لانتفاضة "الأقصى".. "شرف" أنهى "الثانوية" بتفوق ليُزف شهيدًا لأقصاه

السبت 22/يوليو/2017 - 10:13 ص
سارة علي
طباعة
في جمعٍ يُطلق عليه من عاهده بكونه " شعب لايبالي"، خرج رفقة عائلته حاملًا بيُمناه مصلية، مُرصعة بنقوشات عربية فلسطينية خضراء كما الأرض تمامًا، يفترش صدره بشالٍ مُزرقش بين الأبيض والأسود يعرفه المقدسيون، وبيُسراه يعتصر يد شقيقه الأصغر الذي لم يُكمل بعد رشده، إلا أن من يحمل بعمره يومِ واحدًا في تلك الأراضٍ، وكأنه أتم رشده وتخطاه، فذراته تقف في وضعية الكبرياء لمناصرة القضية،

خُطبة جاءت لتحمل بين ثناياها رفض الخضوع لشروط وضعت بإشراف من بعض "العرب"، شروط أبى المقدسيون الخنوع لها لسلطتهم الأولى على الأقصى، وقف الجمع في محيط المسجد ذا القبة الخضراء، مُزينين الأراضي المقدسة تلك بألوان سجادات الصلاة في تناسق مبهر، وبقلوب جامدة أمام العدو المحتل المصوب بندقياته في وجوههم، ورجاءهم كل الرجاء للرفيق الأعلى في نصرتهم، وانتفاضة تحمل نسماتها الأولى مع تكبيرة الإحرام.

هنا القدس، هنا الخليل، هنا نابلس، هنا رام الله، هنا العنزرية وقلنديا، هنا الأقصى.. هنا فلسطين، هنا الجميع يرفع يديه للأعلى كرايات السلام، هنا يركع المقدسيون لرب العباد وقلوبهم لا تُدرك كيفية الركوع لأصحاب البدلات المزرقشة الواقفين أمامهم هؤلاء. هنا يسجد الشباب وبجوارهم الشيوخ فالأطفال والنساء الثائرات المقاومات، مصدر القوة والأمان.

وهنا محمد محمود شرف، ذاك الذي ردد عقب صلاته مباشرة هتاف لم شمل وجمع المقدسيون أمام الأقصى، "خيبر خيبر يايهود.. الأقصى سوف يعود"، أنهى التوجيهية منذ أيام ليست بكثيرة، بمؤشرات تؤكد تفوقه على بني جيله في المدرسة العامودية الثانوية، رغم تعهده بالشروع في استكمال دراسته في جامعة القدس ليجابه الاحتلال بالعلم رفقة الحجارة، إلا أن الأقصى حين ينادي يرمي كل الطموحات خلفه شارعًا بالوقوف أمام حقه في عودة الأرض من أيدي مغتصبيها.

كان يُردد هتافه بحرقه، وصغيره بجواره يمسك يده بشدة والأخرى يلوح بها للأمام والخلف تارة هنا وتارة هناك، في وضعية تصويب الحجارة في رأس المحتل الغاشم، خرج وفي قلبه بركان من نوع آخر، كيف لأقصاه أن يُترك في أيديهم هكذا ويقبل العرب أن يدخله المقدسيون للصلاة -حقهم المشروع- وهم في وضعية تفتيش. كان البركان تتصاعد حممه داخليًا ظاهرًا في الخارج من خلال صوته الجهوري.

وصل بالجموع إلى مداخل الأقصى، وأمام البوابات الإلكترونية الموضوعة، رفع يده وقبل أن يُضيف حرف آخر، أنهال عليه الرصاص من هنا وهناك، ليتفرق الجمع من حوله ويسقط هو أول شهيد لانتفاضة خرجت لأجل الصلاة في أقصاه.. محمد محمود شرف.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads