الرشوة والفساد وبطش الملك.. "المواطن" يرصد أبرز الأسباب التي قامت على أساسها ثورة 23 يوليو
بعد فترة الظلم والفساد
الذي يتفشى في أي مجتمع لابد وأن يوازيها حراك سياسي جديد لضخ دم جديد داخل
المجتمع، هذا ما حدث خلال ثورة 23 يوليو 1952، الذي أثبت أن هناك ضباط شرفاء
يخافون على مصلحة الوطن من بطش الملك وحاشيته، بدأها الأحرار وانطلق ورائهم جموع
غفيرة من المجتمع المصري بجميع فئاته يؤيدونهم في مطالبهم، "المواطن"
يرصد لكم كيف حدث ثورة 23 يوليو وما هي مبادئها ومكاسبها والأسباب التي قامت على
أساسها.
الضباط الأحرار
ظهر تنظيم الضباط الأحرار
في مصر بعد حرب 1948 وضياع فلسطين، وفضيحة الأسلحة الفاسدة، وكان جمال عبد الناصر
أحد الضباط الأحرار ورئيس التنظيم، وفي 23 يوليو 1952 نجح التنظيم في السيطرة على
الأمور في البلاد والمرافق الحيوية.
قام بعدها الضباط الأحرار
بتحضير بيان للشعب للإعلان عن الثورة، وأُلقي البيان بصوت أنور السادات يلقي
البيان الأول من اللواء محمد نجيب إلى الشعب المصري ونصه:
"اجتازت مصر فترة عصيبة في
تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل
تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما
فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى
أمرهم إما جاهل او خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا
بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي
وطنيتهم ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب أما عن رأينا في اعتقال
رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني
أؤكد للجيش المصري أن الجيش كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردًا من
أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ
لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل
بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقي فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه
هذا متعاونًا مع البوليس وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم
وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولًا عنهم والله ولي التوفيق".
فقد أذيع البيان أكثر من
مرة كما أن من أذاع البيان في المرة الأولى للثورة بصوت أنور السادات وفرض الجيش
على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26
يوليو 1952 وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة
الثورة المشكل من 13 ضابط كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم الغيت الملكية
وأعلنت الجمهورية في 1953.
أسباب قيام ثورة 23 يوليو
- تجاهل
الملك فاروق الأغلبية واعتمد على أحزاب الأقلية.
- وجود
صراع دموي بين الإخوان المسلمين وحكومتي النقراشي وعبد الهادي.
- توريط
الملك للبلاد في حرب فلسطين دون استعداد مناسب ثم الهزيمة.
- عرض
قضية جلاء القوات البريطانية على هيئة الأمم المتحدة ولم يصدر مجلس الأمن قرارا
لصالح مصر.
- تقليص
حجم وحدات الجيش الوطني بعد فرض الحماية البريطانية على مصر وارسال معظم قواته الى
السودان بحجة المساهمة في اخماد ثورة المهدي.
- إغلاق
المدارس البحرية والحربية.
- تدهور
الحالة الاقتصادية في مصر.
- كثرة
الفساد والظلم وفقدان العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب وسوء توزيع الملكية
وثروات الوطن.
- سفاهة
حكم الملك فاروق وحاشيته في الإنفاق والبذخ على القصر وترك الشعب يعاني.
مبادئ الثورة
- القضاء
على الإقطاع.
- القضاء
على الاستعمار.
- القضاء
على سيطرة رأس المال.
- بناء
حياة ديمقراطية سليمة.
- بناء
جيش وطني.
إنجازات ثورة يوليو
- تأميم
قناة السويس، تدشين السد العالي.
- استرداد
الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي.
- السيطرة
على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي.
- إجبار
الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر الى ايطاليا.
- إلغاء
النظام الملكي وقيام الجمهورية.
- توقيع
اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال.
- بناء
حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.
مميزات ثورة 23 يوليو
- كانت
ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء.
- القائمين
بها جيل جديد من الضباط والشبان بقيادة جمال عبد الناصر وكان أمرا جديدا في عالم
الانقلابات العسكرية التي كان يقوم بها عادة قادة الجيوش وأصحاب الرتب الكبيرة.
- يعد
تشكيل الضباط الأحرار ذا طبيعة خاصة لا تنفرد باتجاه معين ولا تنتمي لحزب سياسي واحد
فلقد كانوا من مختلف الاتجاهات السياسية والانتماءات المختلفة.
- لقيت
الثورة تأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا
يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة.
- قراروا
أيضا حل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 بعد 6 أشهر من قيام الحركة والالتزام بفترة
انتقال محددة هي 3 سنوات يقوم بعدها نظام جمهوري جديد.
- تميزت
الثورة بالمرونة وعدم الجمود في سياستها الداخلية لصالح الدولة حيث لم تجمد سياسة
الثورة الخارجية في مواجهة الاستعمار بعد رفض أمريكا إمدادها بالسلاح وسحب عرضها
في بناء السد العالي واتجهت الثورة إلى أطراف أخرى من أجل تنفيذ المشروعات
القومية.
- وعل
الجانب السياسي تبنت الثورة فكرة القومية العربية، وسعت إلى مساندة الشعوب العربية
المحتلة للتخلص من الاستعمار، وحققت الوحدة مع سوريا واليمن، كما سعت إلى محاربة
الاستعمار بكافة صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا، وكان لمصر دور رائد في تأسيس
جماعة دول عدم الانحياز.