ارتفع أعداد ضحايا الزلزال القوي، الذي ضرب منطقة نائية، في مقاطعة سيتشوان، جنوب غرب الصين، ليلة أمس الثلاثاء، إلى 9 قتلى، كما بلغ عدد المصابين 164 شخصًا حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم الأربعاء، بالتوقيت المحلي للصين.

وقالت السلطات المحلية، في بيان رسمي: إن 5 من القتلى على الأقل كانوا من السياح بالمنطقة، التي تقع بها محمية طبيعية مشهورة، بما تتميز به من شلالات وتشكيلات كاريستية بديعة، حيث تجاوز عدد زائريها أمس، 34 ألفًا من السياح، تم نقل أكثر من 31 ألفًا منهم إلى أماكن آمنة.

كان الزلزال، الذي ضرب محافظة جيوتشايقو، في سيتشوان، أمس، بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وأفاد مركز شبكات الزلازل الصيني، بأنه وقع في حوالى الساعة التاسعة والربع مساء، بتوقيت بكين، وتم رصد مركزه على عمق 20 كم، عند خط عرض 33.2 درجة شمالًا، وخط طول 103.82 درجة شرقًا.

ووفقًا لتقرير لوكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية، نقلًا عن البيان، نظمت الحكومة المحلية مرشدين سياحيين وسيارات مملوكة للقطاع الخاص؛ لتسرع إلى المناطق المتضررة للمساعدة في نقل السياح، الذين تقطعت بهم السبل، كما تم استعادة أغلب خدمات الطاقة، والاتصالات، وإمدادات المياه، بعد أن كانت تعطلت في أجزاء كثيرة من المنطقة إثر وقوع الزلزال.

وقد حث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، صباح اليوم، السلطات المعنية، على بذل كافة الجهود لتنظيم أعمال الإغاثة، بسرعة وإنقاذ المصابين، وقال: إنه يتعين على السلطات فحص أثر الزلزال، وإخلاء السكان المحليين، والزوار، وتوفير مأوى لهم، والتقليل من حدوث الوفيات والإصابات بقدر الإمكان.

وأضاف أنه نظرًا لأن الزلزال وقع خلال فترة الفيضان وموسم السياحة، فإن على السلطات تعزيز إجراءات التحذير المبكر، وكذا المراقبة الجيولوجية؛ لتوفير الحماية ضد الكوارث الأخرى، ومحاولة بذل قصارى الجهد؛ من أجل حماية أرواح المواطنين والممتلكات.
وأيضا دعا رئيس مجلس الدولة الصيني - رئيس الوزراء - لي كه تشيانغ، السلطات المحلية إلى بذل كافة الجهود في أعمال الإغاثة، وقام مجلس الدولة، بإرسال فريق عمل حكومي إلى المنطقة التي ضربها الزلزال للإشراف على تلك الجهود، كما فعلت الحكومات المحلية أعلى مستوى من إجراءات الاستجابة للطوارئ.

وكان أحد المسؤولين المحليين، قال، أمس: إن بعض المنازل انهارت، وتضرر البعض الآخر، جراء الزلزال، وإن السلطات تقوم بإخلاء السكان، من المناطق الأكثر تضررًا.

وقال مسؤول آخر: إن الكثير من السكان بمحافظة جيوتشايقو، هرعوا خارج المباني إلى الشوارع والطرقات، عقب شعورهم بالزلزال.
وتشير الأنباء إلى أن الزلزال كان شديدًا حتى إن سكان مدينة شينغدو عاصمة المقاطعة، شعروا به بقوته، بالرغم من أن المدينة، تقع على بعد 300 كم من مركز الزلزال، وأنه تبعه عدة هزات أرضية، بلغت شدة أقواها 3.3 درجة على مقياس ريختر.

ومن جانب آخر، توقعت اللجنة الوطنية الصينية للحد من الكوارث، أن يزداد عدد ضحايا الزلزال؛ نظرًا لطبيعة المنطقة التي وقع بها.
وقالت في بيان نشر على موقعها على الإنترنت: إن التقديرات الأولية تشير إلى تضرر أكثر من 130 ألف منزل.

جدير بالذكر أن مقاطعة سيتشوان، كانت تعرضت لزلزال مدمر، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، في شهر مايو من عام 2008، حيث وصل عدد الضحايا والمفقودين وقتها إلى ما يقارب من 70 ألف شخص.