دبلوماسيون: مشاركة السودان لمصر عسكريًا خطوة جديدة لمستقبل أفضل
الأحد 13/أغسطس/2017 - 05:20 م
عواطف الوصيف
طباعة
شهدت المنطقة خلال الآونة الأخيرة، تطورات عديدة حيث أزمة الخليج والمقاطعة الدبلوماسية لقطر، وما شهدته فلسطين من مواجهات بين الفلسطينين، وقوى الإحتلال الإسرائيلي، بسبب الانتهاكات التي وقعت ضد المسجد الأقصى.
جدير بالذكر، أن التطورات التي شهدتها المنطقة، لم تقتصر على دول الخليج أو فلسطين فقط، فقد كان للقارة السمراء نصيب هي الأخرى، فمن المعروف أن العلاقات المتبادلة بين مصر والسودان، شهدت توترات في العلاقات الثنائية بينهما، هذا بجانب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضدها، لكن يبدو أن المستقبل يخفي منعطفات جديدة ومختلفة، وهو ما سيتضح عبر السطور القادمة، على الجمع بين الرؤية السياسية والعسكرية لمعرفة الصورة كاملة.
وجهت كل من مصر والولايات المتحدة، دعوة إلى السودان للمشاركة في المناورات العسكرية، المعروفة باسم "النجم الساطع"، والتي من المقرر أن تتم هنا في مصر، وهو ما أكدته وزارة الدفاع السودانية، وأعربت عن سعادتها، حيال هذه الدعوة، لكن ترى ما هي التداعيات التي من الممكن أن تحدث، وهل هذا يعني بدء صفحة جديدة في العلاقات بين مصر والسودان والولايات المتحدة؟.
وصف الدكتور مصطفى كامل السيد، رئيس مركز دراسات وبحوث الدول النامية وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، هذه الخطوة بأنها إيجابية تمامًا، وأنها دليل على بدء تحسين تدريجي في العلاقات الثنائية بين مصر والسودات تحديدًا، معتبرًا أن هذه تمثل بداية صفحة جديدة.
دفعني الفضول لسؤال كامل، حول ما إذا كانت هذه الخطوة سيكون لها أي تباعات سلبية على مصر، خاصة وأنه أحد أبرز أساتذة بحوث الدول النامية بالجامعة الأمريكية، فقال أنه لا يظن أنه سيكون هناك أي نتائج سلبية على مصر، مشيرًا إلى أن مصر تعتز ومنذ أمد بعيد بعلاقاتها الثنائية مع السودان.
القضية التي نحن بصددها تتعلق بمناورات عسكرية، ستكون هنا على أرض مصر، فكان لابد من الاستفادة، من الرؤية العسكرية، والخبرة الاستراتيجية، تلك الخطوة التي ساعدت على الإثراء بشكل ملحوظ.
يرى اللواء المتقاعد والمحلل العسكري والخبير الاستراتيجي، محمود منير، أنه يستلزم الإعتراف بأن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، ومنذ فترة تشهد توترات وأزمات في العلاقات الثنائية بينهما، موضحًا أن دائما ما تكون السودان هي السبب الرئيسي في ذلك.
أفاد المحلل العسكري، أن حلايب وشلاتين هي سر الأزمة، فعلى الرغم من أن الحقائق تؤكد أنها مصرية، ومع إصرار ممثلي السلطة المصرية على تبعيتها لمصر، إلا أن السودان لا تزال تعتقد أنها تابعة لهم، لذلك شهدت الفترة الأخيرة ما يشبه المذ والجذر بين البلدين.
فيما يتعلق بالدعوة التي وجهت للسودان، يرى محمود أنها إيجابية وستكون ذات إفادة للطرفين المصري والسوداني، موضحًا أن العلاقات العسكرية المتبادلة بينهما مثالًا يحتذى به، خاصة وأن المعروف عن مصر أنها ترحب دائمًا بتحسين علاقاتها مع الدول المجاورة لها.
فوائد أمريكا:
لم ينس الخبير الاستراتيجي، أن يتطرق للنقطة التي تتعلق بالولايات المتحدة، فعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها ضد السودان، وموقفها منها إلا أنها عملت على مشاركة مصر في توجيه دعوة لها.
يرى سيادة اللواء، أن توجيه واشنطن لمثل هذه الدعوة نابع من حرصها على تحسين وضعها في قارة إفريقيا، فهي لا تفكر في أن تشاركها السودان في أي عمليات عسكرية، فهي تعي جيدًا كم الفروق بينهما في القدرات، لكنها في نفس الوقت تعي أنها دولة غنية بالنفط وهو ما تود الاستفادة منه.
وأختتم سيادة اللواء والمحلل العسكري، محمود منير كلامه، بأن حرص واشنطن على توجيه هذه الدعوة يدل على أن الإدارة الأمريكية الحالية تختلف تمامًا، عن الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما، فلكل منهما فكر واستراتيجية تختلف عن الأخر.
شاركت واشنطن مصر في توجيه دعوتها للسودان، لكن ما يهنا نحن هو أن هذه الخطوة، قد تكون بداية جديدة وصفحة لعلاقات مصرية سودانية بلا شوائب، خاصة وأنها علاقات عسكرية، فقد تشهد المرحلة المقبلة مناورات مصرية سودانية تعيد لنا أمجاد الماضي.