حوادث القطارات في مصر نزيف لا ينتهي بل يزداد، وتزداد ضحاياه أضعاف مع مرور كل يوم لم تتجدد فيه منظومة السكة الحديد التي تقبع مكانها منذ أكثر من 40 عامًا بإشارات متهالكة وقطارات غير آدمية وقضبان تغطيها أكوام "الزبالة" ومياه المجاري، دون تحرك المسئولين.

وبالرغم من وقوع مئات الحوادث التي وقع على إثرها آلاف الضحايا من الركاب على مدار الـ40 عامًا الماضية، لم يتحرك المسئولين عن المنظومة ولم يحاولوا تجديدها، فبعد كل حادثة يتفقد وزير النقل الحالي والسابق والأسبق مكان الحادث مؤكدين على إصلاح المنظومة خلال فترة ليست بالطويلة فمنهم من وضع عام ومنهم من وضع عامين، لكن في النهاية مر 40 عامًا وأكثر ولم يحل عامهم.

و في واقعة جديدة من نوعها نجد قضبان القطار في عزبة التفتيش بالعامرية في محافظة الإسكندرية مغطاة بمياه المجاري والأعشاب المتفرعة منها، ليسير القطار على قضبان مغطاه بالمياه لم يرى منها السائق شيء، فهل ستتحرك قيادات وزارة النقل وهيئة السكك الحديد أم ستظل في مكانها حتى نسمع غدًا عن انقلاب قطار على هذه السكة نتيجة تآكل القضبان من المياه؟؟.

فبعد حادثة قطاري الإسكندرية التي هزت الدولة والإعلام و راح ضحيتها ما يقرب من 40 شخص وإصابة ما يزيد عن 140 شخص، لم يتغير شيء وفي اليوم التالي لها نجد حادث لا يقل عن سابقه شيء إلا "ستر الله" وعدم وقوع ضحايا، حيث اشتعلت النيران السبت الماضي في إحدى قطارات الصعيد وتم السيطرة عليه دون وقوع إصابات، وأيضًا لم يتحرك المسئولين والسبب أن الإشارات لم يتم تغييرها وصيانتها منذ 40 عامًا كما صرح وزير النقل هشام عرفات، وأيضًا عربات القطارات لم يتم يغييرها منذ أكثر من هذه الأعوام التي نتحدث عنها ببساطة، ليطرح البرلمانيين والشعب أهم سؤال للوزير "أين تذهب ميزانية الوزارة وهيئة السكك الحديدية؟؟".

تختلف القصص والسبب واحد، وهو انتشار الفساد والإهمال في وزارة النقل عامة وهيئة السكك الحديد خاصة، ولم تعد مقتصرة على المسئولين فقط بل طالت كل عامل يندرج اسمه تحت هيئة السكك الحديد، فسائق القطار ومساعده فاسدين، المسئولين عن الإِدارات على طول الخطوط فاسدين، المسئولين عن القضبان ونظافة القطارات.. جميع هؤلاء مشاركين في قتل الضحايا، وبالرغم من توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي وزير النقل لأكثر من مرة لإصلاح هذه المنظومة إلا أنه لا يستجيب.