أنقذه عبدالناصر من طاعة الإخوان.. كيف أصبح الشيخ الباقوري وزيرا للأوقاف
لم يكن مجرد عالم أزهري وخطيب مُفوه أثرى حياة المصريين بالكثير، بل كان عالما كبيرًا لديه الكثير من التجارب في العديد من العلوم، ولم ير في نفسه وصيًا دينيًا على ضمير المسلمين رغم مكانته العلمية الرفيعة، بل ومكانته السياسية، وكونه أحد علماء الأزهر البارزين.
كان
عضوا بارزًا بجماعة الإخوان المسلمين، بل كان قياديا فيها، ولديه الكثير والكثير أيضا
في الجانب السياسي، قيل عنه إنه حفظ المعلَقات العشر قبل أن يبلغ السابعة عشرة من عمره,
إنه الشيخ أحمد حسن الباقوري.
في مثل
هذا اليوم السابع والعشرين من أغسطس 1985 توفي أحمد حسن الباقوري أثناء علاجه في لندن.
مولده ونشأته..
ولد
الشيخ أحمد حسن الباقوري في 26 مايو 1907 في قرية باقور التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة
أسيوط في مصر، تزوج الشيخ الباقوري من ابنة الشيخ محمد عبد اللطيف دراز الذي كان وكيلا
للأزهر الشريف.
التحق
بكتاب القرية، وبعد إتمامه حفظ القرآن ثم التحق بمعهد أسيوط الديني عام 1922، وحصل
منه علي الشهادة الثانوية عام1928 بالقسم العالي، عين وزيرًا للأوقاف في ثورة يوليو
1952، ثم وزير الأوقاف في الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1959 ثم مدير جامعة الأزهر،
عام 1964 ومستشار برئاسة الجمهورية.
انضمامه إلى جماعة
الإخوان المسلمين..
انضم
الباقوري، إلى الإخوان المسلمين عام 1933، وهو طالب في الأزهر في قسم التخصص وبايع
حسن البنا، وفي 8 نوفمبر 1934م قرر قسم من طلبة الأزهر الإضراب عشرة أيام بعد تعيين
الشيخ الظواهري شيخ الأزهر وكان منهم الباقورى، ثم تابعه جميع طلاب الأزهر، واستمروا
في المظاهرات رغم فصل زعماء الطلاب فصلاً نهائيًا وكان على رأسه أحمد حسن الباقوري
والشيخ محمد المدني، واضطر الملك إلى قبول استقالة الشيخ الظواهري في 27 أبريل
1935م، وعاد المراغي شيخًا للأزهر للمرة الثانية، فأعاد على الفور المفصولين والمنقولين
وغير ذلك من الإجراءات الجزئية.
وعندما
حُلَّت جماعة الإخوان في ديسمبر سنة 1948 واعْتُقِلَ كُلُّ كبارِ أعضائها لم يُعْتَقلْ
الشيخ الباقوري لصلته وصهره بالشيخ دراز فبعد حل الإخوان واعتقال أعضائها توقع الإمام
البنا الاعتقال أو القتل فاستدعى الباقوري ذات ليلة لمقابلته في دار الشبان المسلمين،
وعهد إليه برعاية أسر المعتقلين حتى يقضي الله أمره.
ولما
رُفِعَتْ الأحكام العرفية سنة 1951م وعاد الإخوان إلى الوجود قدَّمَ الشيخ الباقوري
تقريرًا بما قام به وسلَّمَ الأمر إلى الإخوان ليختاروا مرشدا لهم.
تعيينه وزيرا للأوقاف
واستقالته من الإخوان..
وعقب
ثورة يوليو 1952، وافق على تولي منصب وزير الأوقاف عندما اختاره عبد الناصر، ولكن الإخوان
طلبوا منه الاستقالة من مكتب الإرشاد، ومن عضوية الجماعة، وقد فعل.
أعاد
الباقوري تنظيم الأزهر وأدخل به الكليات الجديدة التي خرجت مهندسين وأطباء ورجال أعمال
ورجال قانون ورجال علم تطبيقي، فضلا عن كلية البنات فيها ذات التخصصات، وحاول إصلاح
الطرق الصوفية ومستشفيات الأوقاف، قضى الباقوري في الوزارة سبع سنوات من 1952 إلى
1959.