"بريكس": مصر ليست فاشلة.. والسيسي نجح في ترميم الاقتصاد

الثلاثاء 29/أغسطس/2017 - 05:41 م

عواطف الوصيف

شهدت القارة الآسيوية، اليوم الثلاثاء، مفاجأة فريدة من نوعها، زلزال يعد الأقوى، وضربة لم تكن متوقعة على الإطلاق من قبل كوريا الشمالية، حيث قامت بتوجيه صاروخ على منطقة شمال اليابان، تلك الخطوة التي من المؤكد أن تعقبها مباحثات ومداولات على المستوى الدولي، لمعرفة طبيعة الخطوات التي من المقرر أن تتخذ، وهو ما حدث بالفعل.

رغمًا عن ما تواجهه القارة الآسيوية، إلا أن واحدة من أهم الدول في قارة آسيا وهي الصين، لا تزال حريصة على عقد قمة "بريكس"، تلك القمة التي انتقلت لها دولًا بعينها وهم: "المكسيك وطاجيكستان وتايلاند وغينيا ومصر"، وفيما يتعلق بمصر سيكون لنا وقفة بسيطة.

ما هي قمة بريكس؟..

يعد الغرض من قمة بريكس، هو عقد سلسلة من المباحثات والمفاوضات، مع دول يتم انتقاؤها بعناية بعد التأكد من نجاحها في تحقيق نمو اقتصادي، وأنها ذات قدرات سياسية واستراتيجية.

رسالة ضمنية..

يمكننا أن نعتبر، أن دعوة الصين لمصر هو بمثابة رسالة ضمنية، للرد على كل من يتهم مصر بأنها فاشلة إقتصاديا، أو إنها عاجزة سياسيا على حل مشاكلها، فالصين دولة من أهم وأكبر الدول على مستوى العالم، وإختيارها لمصر يعد نقطة إيجابية يستلزم الانتباه لها، خاصة وأن مصر هي الدولة التي تمثل بقية الدول العربية الأخرى.

العلاقات المصرية الصينية..

لم يكن تطور العلاقات الثنائية بين مصر والصين، وليد هذه الحقبة، فإذا عدنا للوراء بضعة سنوات، سنتذكر وقوف الصين مع مصر ودعمها لها، ضد العدوان الثلاثي، وتأييدهم لقرارات الرئيس جمال عبد الناصر، فيما يتعلق بتأميم قناة السويس، علاوة على دعمها للشعب المصري، فيما يتعلق بحرب 1973، لكي يتمكن من استعادة أراضيه من سيطرة قوى الإحتلال الإسرائيلي.

إشادة بمصر..

ربما يستلزم الانتباه إلى نقطة هامة، وهي أن مصر وخلال العامين الماضيين، تمكنت من التوصل مع الصين إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حيث أشادت الصين بمصر وأكدت أن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، تولي اهتمامًا كبيرًا، لتذليل كافة العقبات وخلق البيئة الاقتصادية والسياسية المواتية، التي تسهم في زيادة معدلات تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقات مع الجانب الصيني، تلك الإشادة التي تؤكد طبيعة النظرة الإيجابية، التي تنظر بها لنا الصين، وكم أنها على يقين من أننا سنتمكن من المرور من عنق الزجاجة، خاصة وأن الدعوة التي وجهت للرئيس السيسي جاءت من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بشكل مباشر.

طفرات صناعية وتكنولوجية..

يلفت إلى أن الصين حققت طفرة صناعية وتكنولوجية هائلة، تطرح فرصا غير محدودة، للتوسع في مجالات التعاون مع مصر، وهناك بالفعل تعاون في مجال السكك الحديدية، حيث تم خلال شهر أغسطس الجاري، توقيع عقد القطار الكهربائي "السلام والعاصمة الإدارية، والعاشر من رمضان" مع شركة إفيك الصينية، باستثمارات 1.2 مليار دولار، بخلاف التعاون في مجالات التكنولوجيا والاتصالات والسيارات.

احترام الهوية المصرية..

لا نحاول أن نزيد من قيمة مصر، أو نجعلها أفضل من بقية الدول الأخرى، في المنطقة العربية، لكن الدعوة التي وجهت للرئيس عبد الفتاح السيسي، والحرص على استقباله، وإجراء مباحثات معه على الرغم مما قامت كوريا الشمالية اليوم، يعد دليل على احترام الصين لمصر حكومة وشعبا، وأنها على يقين من أنها ستكون الداعم الأقوى لها، في منطقة الشرق الأوسط سياسيا واستراتيجيا وإقتصاديا.