طريق الحرير التاريخي يعود من جديد ليضع الصين على القمة.. ومصر تؤكد: المبادرة رائعة
الجمعة 08/سبتمبر/2017 - 07:33 م
سمر جمال
طباعة
طريق الحرير التاريخي.. لم يسمع الكثير عنه بالرغم من أنه من أقدم وأطول الطرق الرابطة بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، لكن ذاع صيته منذ فترة قصيرة عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي الموافقة على انضمام مصر إلى شبكة طريق الحرير الجديد.
فهو مجموعة من الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن وتمر عبر جنوب آسيا رابطة تشان في الصين مع أنطاكية في سوريا، وعدد من المواقع الأخرى، مع امتداد تأثيره حتى كوريا واليابان، ويعد من أقدم طرق التجارة العالمية وأطولها ويربط بين قارات إفريقيا وأوروبا وآسيا والمنطقة العربية وصولًا إلى الدول الأوروبية.
تاريخ إنشاءه..
يرجع إنشاء طريق الحرير إلى الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي، وذلك باشتراك 4 دول إمبراطورية كبرى فقط "روما في أوروبا، بارثيا بغرب آسيا، كوشان بآسيا الوسطى، وأسرة هان الصينية في شرق آسيا"، مما أعطى له أهمية كبيرة لربطه بين قارات مختلفة.
وتعود طرق وممرات هذا الطريق إلى 3 آلاف عام قبل التاريخ، عندما كانت تسير فيه القوافل التجارية البدائية، وكان له تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة كالحضارة المصرية والصينية والهندية والرومانية، حتى أنها أرست القواعد للعصر الحديث.
حيث ساهم في جلب التطور التجاري والتبادل الثقافي إلى الصين، من حيث "الطيور والحيوانات النادرة والمجوهرات والتوابل والأواني الزجاجية والعملات الذهبية والفضية من الغرب والموسيقى والرقص والأطعمة والأزياء وزخارفها من غرب آسيا وآسيا الوسطى، وفي نفس الوقت صدرت المحصولات والمنتجات والتكنولوجيا الصينية مثل الحرير وصناعة الورق وفن الطباعة"، مما قدم مساهمة هامة للحضارة العالمية.
سبب التسمية..
أخذ مصطلح طريق الحرير من الألمانية (زايد شتراسه Seidenstraße)، حيث أطلقه عليه الجغرافي الألماني فرديناند فون ريتشتهوفن في القرن التاسع عشر.
وسمي بذلك الاسم عام 1877، حيث تعد الصين أول دولة تزرع شجرة "التوت" وربت دودة القز ما جعلها تنتج الحرير بكميات هائلة مكنتها من تصديره للعالم كافة واستغلت شبكة الطرق المترابطة من أجل نقل بضائعها وعلى رأسها "الحرير"، ولذلك أطلق على هذه الممرات "طريق الحرير".
من الإهمال إلى التطوير..
بالرغم من أهمية هذا الطريق التاريخية إلا أنه حظى بنصيبه من الإهمال والركود لفترة ليست بالقصيرة بسبب الهيمنة الأمريكية الاقتصادية على دول العالم، لكن استطاعت بكين تحقيق رقم مهم في الاقتصاد العالمي لتعود مرة أخرى إلى عالم الاقتصاد ويعود معها أطول وأقدم طريق تجاري، حيث أعلن الرئيس الصيني عام 2013 عن إنشاء شبكة جديدة للممرات البحرية القديمة، وإعادة إحياء طريق الحرير مرة أخرى باعتباره مركزًا استراتيجيًا واقتصاديًا مهمًا في المنطقة، وسط تأييد حوالي 68 دولة حول العالم لهذا المشروع، تحت اسم "حزام واحد وطريق واحد".
واستكمل الرئيس الصيني مشروعه بافتتاح قمة مخصصة للاحتفال بإطلاق مبادرة "الحزام والطريق" في العاصمة الصينية في 14 مايو 2017، وتتضمن إنفاق الصين ما يقرب من 150 مليار دولار عن طريق استثمارات في البنى التحتية على طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأفريقية.
ووافق الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالانضمام إلى مبادرة إحياء "طريق الحرير"، بترحيب واسع من قبل الصين ما دفع رئيسها شى جين بينج، للقول إن مصر دولة كبرى فى العالم العربى والأفريقى والإسلامى، مؤكدًا أن تنمية الاقتصاد المصرى ينمى دورها الإقليمي والدولي، مشددًا على دعم بلاده لدور مصر في الشئون الدولية، وقوبلت هذه الموافقة بالترحيب الشديد من قبل القادة المصريين والسياسيين، كما رحب وزير التجارة والصناعة بهذه المبادرة قائلًا "مبادرة طريق الحرير رائعة".