"إنها حقا عائلة لصوص".. لم تكن تلك المرة مسرحية للكوميديان فؤاد المهندس وزوجته شويكار، ولكن تلك المسرحية كانت بطولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته "سارة نتنياهو".

تلك العائلة الفاسدة، والتي تلاحقها شبهات الفساد من كل اتجاه، وعلى الرغم من كل تلك التهم سواء خيانة ثقة واستخدام أموال الدولة لأغراض شخصية إلا أن كلاهما لا يزال في منصبه، فسارة نتنياهو السيدة الأولى في إسرائيل ونتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

سارة نتنياهو تاريخ من الفضائح..

لم تكن شبهات الفساد، والتي تحوم حول عائلة نتنياهو وليدة تلك اللحظة، بل أنها تلاحقها منذ عامين، ففي يوم 31 ديسمبر 2015 استجوبت الشرطة الإسرائيلية سارة نتنياهو في شبهة استخدام الأموال العامة بالاشتراك مع زوجها لأغراض خاصة، من بينها شراء أثاث للحدائق.

وحينئذ، نشرت تقارير إعلامية أن هذا الأثاث تم شراؤه بأموال عامة وبشكل رسمي لمقر رئيس الوزراء في القدس، ولكن تم نقله إلى منزل الزوجين الخاص في قيصرية.

كما تم اتهامها باستخدام آفي فهيمة، وهو كهربائي صديق للأسرة وعضو سابق في اللجنة المركزية لحزب ليكود، حزب زوجها، لإجراء إصلاحات في منزلهما على حساب دافعي الضرائب.

وكان هناك شكوك أيضًا حول تورط سارة في قضية أخرى تتعلق بزجاجات كحول في مقر رئاسة الوزراء، تتهم فيها بوضع ثمنها في جيبها بدلًا من وضعها في الخزانة.

وخلال تقرير نشره مدقق مالي عام 2015، أكد أن كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته، أنفقا أكثر من ضعف المخصص لهم في الميزانية التي يقرها البرلمان، على أدوات التجميل وتصفيف الشعر.

وفي الآونة الأخيرة، عادت الشبهات مجددًا لتحوم حول السيدة الأولى وكانت متهمة بتلقي هدايا نفيسة، حيث اتهمت بتلقي هدايا مثل سجائر فاخرة، شامبانيا وردية ومجوهرات.

ويشتبه بأن سارة تحايلت على السلطات بين السنوات 2010 و2013، وادعت أنها لا تشغّل طباخة في مقر رئيس الحكومة في القدس، على الرغم من تشغيل طباخات.

واستطاعت سارة ومدير أموال ديوان نتنياهو في السابق، عزرا سايدوف، الحصول على ميزانية خاصة لطلب وجبات من المطاعم، وطلب خدمات طهاة محترفين للطبخ خصيصًا في مقر رئيس الحكومة، ووصل مبلغ هذه الميزانية المخصصة إلى 359 ألف شيكل، أي نحو 100 ألف دولار.

وعقب كل تلك التهم، علقت سارة نتنياهو عليها قائلة: "نظفت المراحيض والأرض والمغاسل والمكاتب، عملت في مكتب لمقاول بناء في مدينة جفعتايم، وعملت فيه مرتين أسبوعيًا تقريبًا، بعد أن أنهيت تنظيفه كان يمكن تناول الطعام عن الأرض، نظفت المكتب من كل قلبي، وكان من الممتع قضاء الوقت في المكتب بعد أن أنهيت تنظيفه".

"الكيف" أشهر قضايا فساد نتنياهو..

لم تكن تهمة استغلال النفوذ وحدها هي من تؤرق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، لكن مثله كمثل زوجته اتهم في بعض قضايا "الكيف".

واتُهم نتنياهو بقبول هدايا من رجال أعمال، مثل منتج الأفلام الإسرائيلي الأصل، أرنون ميلتشان، ورجل الأعمال جيمس بيكر، حيث كان من ضمن تلك الهدايا علب سيجار وشمبانيا ومجوهرات، ويعادل ثمنها مجتمعة حوالي مئات الآلاف من الشواكل.

وسبق أن تم التحقيق مع نتنياهو بشبهات فساد من بينها استغلال المال العام في تمويل رحلاته الخاصة وزوجته سارة.

وكان من أشهر القضايا أيضًا، تورط المحامي الشخصي لنتياهو بقضية فساد في صفقة الغواصات، التي عقدت بين الحكومتين الإسرائيلية والألمانية.

وبالإضافة إلى قضية الغواصات فيجري التحقيق أيضًا بقضايا تعرف بأسماء "١٠٠٠ +٢٠٠٠"، وهي قضايا متعلقة بتلقي الرشاوى واستغلال المنصب، ومن بينها علاقات نتنياهو مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ويدعى "نوني موزس".

ووفقًا لما سبق، فعلى الرغم من كل تلك القضايا والرشاوي واستغلال النفوذ إلا أن رئيس الوزراء وعقيلته لا يزالا في منصبهما، لذا كان علينا طرح تساؤلات هل حقًا لكونهما من اليمين المتطرف ويدعمهما اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية سيظلا دون محاسبة؟؟ هل ينعم نتنياهو وزوجته بالنعيم الأمريكي ولن يبرحا منه مهما بلغت التهم والقضايا التي توجه لهم؟؟.